مستقبل البيانات الوزارية للحكومات بعدما استُعمل الجنوب في حرب غزة الى هذا الحدّ... | أخبار اليوم

مستقبل البيانات الوزارية للحكومات بعدما استُعمل الجنوب في حرب غزة الى هذا الحدّ...

انطون الفتى | الثلاثاء 06 فبراير 2024

يزبك: الأخطر هو أنهم يحاولون أن يفرضوا انتخاب رئيس بما سيحوّل الحكومة الى تفصيل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتوسّع لائحة الأطراف المحليّة الناشطة عسكرياً على أرض الجنوب، التي منها ما هو لبناني، وشريك أساسي في السلطة، ومُتربِّع على عرش بعض الرئاسات الكبرى، ومنها ما هو غير لبناني، يستعمل أرض لبنان من دون إذن رسمي.

 

تعدُّدية

وتُظهر تلك اللائحة تعدّدية إيديولوجيّة في صفوف كل الاطراف المُقاتِلَة جنوباً. وهي تعدّدية تطال الفريق الواحد نفسه. فإذا تحدّثنا من زاوية طائفية، نجد أن حتى الأطراف الشيعية الناشطة جنوباً ليست على موجة إيديولوجية واحدة، إذ يتبنّى بعضها منظومة "الثورة الإسلامية" في إيران، فيما لدى الطرف الآخر "أجندا" أخرى تتحكم بعمله العسكري جنوباً، وبالخلفيات السياسية المرتبطة به.

فهل أفلت الجنوب اللبناني من يد إيران ولو بشكل جزئي الآن؟ وماذا عن تأثير التعدّدية الميدانية والإيديولوجية الناشطة فيه حالياً، على مستقبل الحلّ السياسي لمرحلة ما بعد استعماله (الجنوب) كجبهة إسناد لقطاع غزة؟

 

تكتيك

أوضح عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك أن "في الجنوب تحديداً، وكلّما اقتربنا الى حدود المواجهة مع إسرائيل، لا شيء يتحرك هناك من دون إذن من "حزب الله". فهو الذي يُمسك بتحرّكات قوات "يونيفيل" بيد من حديد، ويحدّ من فاعلية دور الجيش اللبناني جنوباً. وبالتالي، لن يصعب عليه خلق صورة من التعدّدية في العمل العسكري هناك الآن، ليقول إنه ليس هو وحده من يُطلق النار. ولكن الحقيقة هي أن كل الأطراف المُحارِبَة جنوباً ليست أكثر من مجموعات صغيرة جدّاً بالمقارنة معه".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "خلق صورة من التعدّدية العسكرية هناك تسمح لـ "حزب الله" بالقول إن هناك ائتلافاً لبنانياً يقف الى جانبه، وهو ما يخفّف عنه نظرياً مسؤولية أي تصعيد عسكري قد يخرج عمّا يُسمّى قواعد اشتباك. ولكن لا قيمة لكل تلك المحاولات. فهذا التكتيك لا يمرّ على أحد، لا في الداخل، ولا على صعيد التعاطي الديبلوماسي الخارجي مع لبنان. فالكلّ يُدرك أن لا شيء عسكرياً يحصل في جنوب لبنان من دون "الحزب".

 

حلّ؟؟؟

ورأى يزبك أن "تلك الحالة تُعيدنا الى زمن "فتح لاند" واتفاق القاهرة عندما شُرِّعَت حدود لبنان، وفقدت الدولة هيبتها، ومُنِعَ الجيش اللبناني من ممارسة دوره، وما نتج عن ذلك من فوضى وتخريب".

وردّاً على سؤال حول المستقبل المُحتَمَل للبيانات الوزارية للحكومات في لبنان، بعدما استُعمل الجنوب في حرب غزة الى هذا الحدّ، ولهذه المدّة الزمنية الطويلة، أجاب:"إذا اختار "حزب الله" أن لا يتّعظ وأن لا يقول إنه لبناني أولاً، وإن عمله يجب أن يكون بالسياسة الوطنية وتحت سقف الدستور، فبإمكان الجميع انتظار تشكيل أي نوع من الحكومات مستقبلاً، هذا إذا بقيَت لدينا حكومات. الأمر الأخطر اليوم، هو أنهم يحاولون أن يفرضوا علينا انتخاب رئيس للجمهورية، بما سيحوّل الحكومة الى تفصيل يتبع ذلك في وقت لاحق. فإذا كان رئيس الجمهورية تابعاً لهم، سنجده يغطّي كل تحركاتهم، فيشكّلون حكومات ائتلافية في ما بعد، وهو ما سيسمح لمن يجلس في خلفية تلك الصورة أي "حزب الله" بشدّ الخيطان الأساسية لكل شيء يتعلّق بمستقبل البلد".

وختم:"هذا يعني أن البيان الوزاري لأي حكومة في المستقبل سيكون مُستنسخاً عن بيانات حكومات فترات الاحتلال وسيطرة فريق "المُمَانَعَة" على الدولة. فكل شيء يمشي عكس الدولة والمنطق والتاريخ والأصول التي تقوم عليها الدولة، مصيره الفشل. فهُم سيطروا على الدولة منذ أن شوّهوا اتفاق "الطائف"، أي منذ عام 1992 وصولاً الى اليوم، ويمنعون تطوير لبنان واجتذاب الاستثمارات إليه حتى الساعة، ويعرّضون الاستقرار لحروب عبثية لا شأن للبلد بها، ويستحوذون على قرار السّلم والحرب، وهو ما يترافق مع سوء الحالة الاقتصادية والفساد على مستوى الإدارة. ولا مجال لأي حلّ قريب إذا بقيَت سيطرتهم على حالها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار