البنية العسكرية "تحت الأرضيّة" وشموع الأنفاق... المعركة الكبرى التي قد تزلزل العالم... | أخبار اليوم

البنية العسكرية "تحت الأرضيّة" وشموع الأنفاق... المعركة الكبرى التي قد تزلزل العالم...

انطون الفتى | الأربعاء 07 فبراير 2024

نادر: إرادة القتال قد تحسم المعارك حتى ولو كان الخصم يمتلك أقوى المعدّات

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بين مساعٍ لإرساء هدنة، ولوقف مُستدام لإطلاق النار، بموازاة حلّ سياسي دائم، تُنهي الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" شهرها الرابع، وسط تزايد أعداد القتلى والجرحى، ومُضاعَفَة نِسَب الدمار.

 

"تحت أرضيّة"

ولكن حرب 7 أكتوبر 2023 لن تدخل التاريخ من باب ما جرى في ذلك اليوم فقط، بل من مُنطَلَق أنها الحرب التي اشتعلت في قلب مشهد عالمي مُتناقِض، وهو أنه في عزّ التسابُق الدولي بين أكبر القوى العالمية على صناعة وتطوير أسلحة الفضاء، عاد الجميع الى الانشغال ببنى تحتية عسكرية "تحت أرضيّة"، هي عبارة عن أنفاق ومغاور تحت الأرض يمكن التنقُّل فيها بواسطة شمعة، وهي تحتاج الى قنابل وأسلحة خارقة للتحصينات، بشكل أعاد الجميع الى النظر نزولاً، سواء في غزة، أو العراق، أو سوريا، أو لبنان، أو اليمن... وذلك بدلاً من النظر الى فوق، أي الى الفضاء الواسع.

 

التحدّي الأصعب؟

فهل يتسرّع الإنسان بترك الأرض، قبل أن يتمكّن من التعامُل مع كافة أشكال وأنواع الوسائل القتالية القادرة على توفيرها في باطنها، وذلك من خلال الانهماك بالفضاء باكراً؟ وهل تبقى الأنفاق والبنية العسكرية "تحت الأرضية"، التحدّي الأصعب للإنسان، حتى ولو تجاوز المجموعة الشمسية بالتكنولوجيا والتطوّر؟

 

إرادة القتال

أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أنه "من حيث العلم العسكري، إذا أراد أي جيش أن يُقاتل دفاعاً أو هجوماً، فإنه يتحضّر لذلك أولاً بدراسة ميزان القوى القائم بينه وبين خصمه، والذي يتطلّب النظر الى عدد الآليات والمعدات العسكرية، ونوعيّتها، ونسبة تطوّرها. فميزان القوى هو الذي يحدّد إذا ما كانت المعركة ممكنة مع الخصم أو لا".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "العلم العسكري قادر على تصنيف الأسلحة والدبابات والطائرات، وعلى تحديد ما إذا كانت متطوّرة أو لا، أو إذا كانت أفضل من تلك التي يمتلكها الخصم أو لا. ولكنّه (العلم العسكري) عاجز عن تأكيد إذا ما كانت هذه العناصر العسكرية أقوى من تلك، أو قادرة على القتال بشكل أكبر وأكثر فاعلية من غيرها، أو لا. وبالتالي، يوجد ما نسمّيه إرادة القتال في الحروب أيضاً، التي لا يمكن لأحد ولا حتى للعلم العسكري، أن يحتّم أي شيء فيها بشكل تامّ ونهائي".

 

فييتنام

وشرح نادر:"الأمثلة في هذا الإطار كثيرة، منها ما حصل في حرب الخليج، عندما احتلّ (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين الكويت. فتلك الأخيرة والسعودية تمتلكان أسلحة متطوّرة جدّاً، وأهمّ بكثير من الأسلحة التي كانت متوفّرة للجيش العراقي، ولكن لم يَكُن يوجد لديهما إرادة القتال، فسقطت الكويت. ونتيجة لذلك، أسرعتا للاستنجاد بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لفتح معركة إخراج الجيش العراقي منها (الكويت)".

وأضاف:"الأمر نفسه ينطبق على حرب فييتنام. فتلك الأخيرة لم تَكُن تمتلك أقماراً اصطناعية، ولا طائرات، ولا دبابات متطوّرة، بل سلاح الكلاشنيكوف والهاون، بموازاة القتال من تحت الأرض والمغاور، فهزمت أقوى دولة في العالم آنذاك، أي أميركا. وبالتالي، إرادة القتال هي التي قد تحسم المعارك أحياناً كثيرة، حتى ولو كان الخصم يمتلك أقوى المعدّات، وبكميات كبيرة".

 

استثمار سياسي

وأكد نادر أن "كل الدول تسعى لامتلاك المزيد من التطوّر التكنولوجي العسكري حالياً لهدف أساسي، وهو تخفيف نسبة الإصابات في صفوف قواتها المسلّحة، ولتحقيق مزيد من الأهداف بوجه الخصم، خصوصاً إذا كان ضعيفاً على الصعيد التكنولوجي. ولكن رغم ذلك، نجد أن الجيش الإسرائيلي مثلاً عاجز عمّا يفعله بأنفاق غزة. فرغم أن قواته تدخل تلك الأنفاق، إلا أنها عاجزة عن الحفاظ على الاتصالات في ما بينها بداخلها. وإذا فقدت القوات الإسرائيلية القيادة والسيطرة داخلها (الأنفاق)، فإن ذلك سيوقعها بخسائر كبيرة، بينما لا تزال "حماس" قادرة على القتال، ولم تفقد القيادة والسيطرة على عناصرها داخل الأنفاق، وهو ما يعود على الأرجح لامتلاكها أساليب الاتصالات البدائية تحت الأرض".

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت القنابل الخارقة للتحصينات عاجزة بالفعل عن إنهاء التعامل مع الأنفاق، أو ان إطالة مدّة الحرب وتأخير الحسم العسكري مصلحة أساسية لدى الدول، تتماشى مع زيادة نِسَب التدمير، بما ينعكس على الحلّ السياسي والاستثمار السياسي في ما بَعْد، أجاب:"الاستثمار السياسي موجود في كل لحظة، وأي شيء".

وختم:"استعمل الجيش الإسرائيلي في غزة القنابل الفراغية التي تسحب الهواء من المبنى المستهدف، فتجعله يهبط أرضاً بشكل سريع. وهو النوع نفسه من القنابل التي استعملها الجيش الأميركي في أفغانستان، وطوّرها. بالإضافة الى أنواع أخرى من القنابل، كتلك التي تحوي رؤوساً متفجّرة وخارقة. ولكن المساعي السياسية تترافق مع العمليات العسكرية بشكل دائم، وفي كل الحروب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار