العراق "إجر بور وإجر فلاحة"... يغضب من هجمات أميركا ويستشيط من صواريخ إيران! | أخبار اليوم

العراق "إجر بور وإجر فلاحة"... يغضب من هجمات أميركا ويستشيط من صواريخ إيران!

انطون الفتى | الخميس 08 فبراير 2024

 

مصدر: بلد العشائر والقبائل والطوائف التي أُضيفَ إليها أدوار الفصائل المسلّحة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

على غرار لبنان، يُكمل العراق مشواره في عوالم غياب الدولة، وفقدان قدرتها على التأثير بأي شيء.

 

أميركا / إيران

فرغم ما لهذا البلد من تاريخ على صعيد الأدوار الإقليمية، وقوّة التأثير في الشرق الأوسط والعالم، إلا أنه انزلق الى حالة تُشبه لبنان تماماً، حيث إن الدولة موجودة وغير موجودة هناك، في وقت واحد.

فالحكومة العراقية وأي رئاسة عراقية عاجزة عن السيطرة على العمليات التي تستهدف القواعد الأميركية في العراق، وعلى تلك التي تنطلق من الأراضي العراقية لاستهداف قواعد أميركية في سوريا.

كما أن السلطة العراقية تكتفي بدور المتفرّج السلبي بين أميركا وإيران. فهي ترغب بتأكيد سيادتها على كامل الأراضي العراقية، في الوقت الذي تفتقر فيه الى أي نوع من أوراق القوّة التي تسمح لها بفرض تلك السيادة على أكثر الأطراف المؤثِّرَة في بغداد، وهي الولايات المتحدة الأميركية وإيران تحديداً.

 

إحصاء الضربات

وبالاستناد الى هذا الواقع، تدين السلطات العراقية الضربات الأميركية، والاغتيالات التي ينفّذها الجيش الأميركي في العراق، وتلوّح بإنهاء مهمّة "التحالف الدولي" الناشط بقيادة واشنطن، وذلك جنباً الى جنب عدّ وإحصاء الضربات التي تنفّذها إيران داخل الأراضي العراقية أيضاً، بين الحين والآخر، والإعلان عن تقديم شكوى ضدّ طهران الى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

فلماذا لا تأخذ الدولة العراقية الأمور على عاتقها، بالسيطرة على أنشطة الفصائل المسلّحة في العراق؟

فتلك هي الطريقة الوحيدة لضمان إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، ووقف هجماتها المتكرّرة فيها، ولمنع حالة الردّ والردّ على الردّ. كما أن السيطرة على عمل الجماعات المسلّحة هي الطريقة الوحيدة أيضاً لإنهاء النفوذ الإيراني في بغداد، ولمنع أي نوع من الهجمات الإيرانية داخل الأراضي العراقية، سواء عبر الضربات المباشرة كما في بعض المرّات والحالات، أو بواسطة الميليشيات.

 

ليس قادراً...

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "تصاعُد الضربات الأميركية في العراق سببه عَدَم قبول الأميركيين التفريط بدماء أي جندي من جنودهم. وهي قد تكون بلغت المستوى الذي يكمّلها ويوقفها، في الضربة التي شنّها الجيش الأميركي أمس".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا قدرة للعراق على أن يكون دولة الآن. فهو يفعل كل ما باستطاعته ليُثبت سيادته وسيطرته على أراضيه، ولكن الأوضاع ليست بيد المؤسّسات العراقية. هذا فضلاً عن أن "الحشد الشعبي" أقوى من الدولة هناك".

 

التطبيع السعودي

وشدّد المصدر على أنه "صحيح أن العراق أكبر من لبنان بنسبة مهمّة من الناحية الجغرافية، إلا أنه بلد العشائر والقبائل والطوائف في الأساس، التي أُضيفَ إليها والى دورها التقليدي أدوار الفصائل المسلّحة المتعدّدة. وهذا الوضع لا يتناسب مع الرغبة ببناء دولة".

وختم:"الفرصة الحقيقية لإنهاء التوتُّر الإقليمي الحالي الذي يبدأ بغزة، ويمرّ بالأردن ولبنان وسوريا، ويصل الى العراق واليمن، ليست متوفّرة الآن. فقد يساهم التطبيع السعودي مع إسرائيل بخلق جوّ من الهدوء في المنطقة عندما يحدث، ولكنّه يحتاج أولاً الى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، والى وقف الحرب كلياً، بموازاة اعتراف الدول الخمس الأساسية ودائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بدولة فلسطينية. فهذا هو المدخل الأساسي لعلاقات إسرائيلية - سعودية، ولمرحلة طويلة ومقبولة من التهدئة في الشرق الأوسط".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار