من استمتع بشمس روما وضباب لندن وعطور باريس وهو "تحت الدّرج" في لبنان؟؟؟ | أخبار اليوم

من استمتع بشمس روما وضباب لندن وعطور باريس وهو "تحت الدّرج" في لبنان؟؟؟

انطون الفتى | الخميس 08 فبراير 2024

أبي نجم: لا شيء اسمه أمان بنسبة 100 في المئة مهما تعدّدت أو زادت طُرُق الحماية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يمكن لأحد أن يتخيّل مثلاً، أنه يحتسي فنجاناً من القهوة في نيويورك، فيما هو يتمشّى في باريس، ويتناول قطعة من البسكويت في لندن، ويمارس رياضة التزلّج في جبال الآلب، وهذا كلّه بينما يكون نائماً بسريره في لبنان؟

هي صورة مُضخَّمَة جدّاً وغير منطقية بالنّسبة الى عالم الواقع. ولكننا قد نجد ما يُشبهها إذا كان هاتفاً أو حاسوباً أو أي جهاز إلكتروني لأي شخص استُعمِلَ لمدّة زمنية معيّنة، بإسمه هو، وببياناته الخاصّة، فيما لا يكون هو على علم بما حصل، أصلاً.

 

المشاهير وحدهم؟

هناك إشارات متعدّدة تدلّ على أن الجهاز التقني قد يكون مخروقاً، بحسب الخبراء، نذكر منها مثلاً الحاجة شبه الدائمة الى الشّحن. هذا فضلاً عن الاختفاء المتكرّر أو شبه المتكرّر للشاشة في بعض الأحيان، وغيرها من الأمور. وقد يصل الخرق في بعض الظروف الى حدود خطيرة جدّاً.

وبمعزل عن تعدُّد وجهات نظر بعض الخبراء حول إمكانية حصول ذلك بشكل تام أو جزئي، أو لا، إلا أن معظم الآراء تلتقي على أنه رغم أن الجميع يعتقد بأن المُهَاجَمين سيبرانيّاً هم المشاهير من سياسيين، وفنانين...، حصراً، إلا أنه يمكن لجهاز أي إنسان أن يتعرّض لأي نوع من الخرق، في أي وقت، حتى لو لم يَكُن مشهوراً، وذلك لأسباب متفاوتة لا يمكن التثبُّت منها بشكل دائم، نظراً لاستحالة معرفة أهداف وحاجات كل أنواع شبكات التجسُّس والخرق والهجمات... السيبرانية المنتشرة في كل بلدان العالم.

ولذلك، ينصح الخبراء بخطوات معيّنة لحماية الأجهزة الإلكترونية من الخروق، من بينها تغيير كلمات المرور بشكل مستمرّ، وعدم فتح الروابط العشوائية، وعدم استعمال "واي فاي" الأماكن العامة مهما كانت الحاجة إليه ماسّة.

 

الخصوصيّة

وأمام هذا الواقع، ماذا عن حماية الأجهزة الإلكترونية من الخروق السيبرانية، بما هو أبْعَد من الـ Parental Controls، وهي نوع من برامج المراقبة التي تمنع الأطفال مثلاً من الوصول الى محتويات غير مُناسِبَة؟ وهل يمكن للدول أن تجد إطاراً مُستداماً يسمح لأجهزتها الأمنية باستعمال أساليب الحرب السيبرانية، وربما الهجمات السيبرانية ضدّ أجهزة المواطنين العاديين الإلكترونية، ولكن لأسباب "صالحة"، أي لفصلها عن الشبكة مثلاً في أوان تعرّضها لقرصنة أو لخرق سيبراني معيّن، وهو ما يساعدها على التحرُّر من نتائج هذا الخرق؟

وهل تحتاج مثل تلك الأمور الى إطار رسمي أكثر، لكون الهجمات السيبرانية "الصالحة" تلك، ستعرّض محتوى الأجهزة للكشف، ولكن للقوى الأمنية الرسمية بدلاً من القراصنة والمهاجمين السيبرانيين، بينما النتيجة في تلك الحالة واحدة، وهي فقدان الخصوصية؟

 

"أخلاقي"...

أوضح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم أن "ما يُسمى الـ Ethical hacking، أو "الاختراق الأخلاقي"، هو ذاك الذي يحصل عندما يطلب صاحب أي مشروع أو شركة مثلاً... من مجموعة بأن تقوم بمحاولة اختراقها سيبرانياً، بهدف العثور على ثغرات أمنية مُحتَمَلَة بالأجهزة الإلكترونية فيها، وهو ما يسهّل الكشف عنها، والعمل على تصحيح الوضع".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "لا يمكن للدول أن تضع نظاماً إجبارياً، يسمح لها باختراق أجهزة الناس، ولا بأن تفصلهم عن شبكة الإنترنت مثلاً في أي يوم بشكل إجباري، حتى ولو كان ذلك بحجة حمايتهم سيبرانياً. فلا أحد يسمح لنفسه بأن يقوم بذلك، والسبب بسيط، وهو أنه إذا كانت الدولة قادرة على أن تقوم بهذا العمل لحماية الأولاد مثلاً، فهذا يعني أنها قادرة على فعله مع الكبار أيضاً، وهو ما يعني بدوره أنها ستمتلك قدرة كاملة على التحكُّم بما يجري مع كل شخص في أجهزته، وعلى مراقبته والتنصُّت على كل ما يتعلّق به".

 

100 في المئة؟

وأشار أبي نجم الى أنه "إذا أصبح الهاتف أو الحاسوب بطيئاً مثلاً، أو قابلاً للحماوة بشكل مستمرّ، فهذا قد يعني أنه مخروق. هذا احتمال، ولكنّه ليس مسألة أكيدة دائماً، ولا في كل الحالات".

وأضاف:"إذا كان الجهاز الإلكتروني مُخترقاً، فهذا يعني أن الجهة الخارقة قادرة على تنزيل تطبيق للمراقبة، وهو تطبيق يمكنه استخدام الكومبيوتر أو الهاتف من دون علم صاحبه. ونتيجة لهذا الخرق، قد يُصبح الجهاز الإلكتروني بطيئاً أكثر، وبحاجة دائمة الى شحن البطارية مثلاً، وغيرها من العلامات".

وختم:"لا شيء اسمه أمان بنسبة 100 في المئة، مهما تعدّدت أو زادت طُرُق الحماية من التعرّض للهجمات السيبرانية. فالمخاطر موجودة دائماً، ولا يمكن لأحد أن يجعل أجهزته الإلكترونية بمعزل عن أي احتمال بشكل أكيد في هذا المجال".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار