مصدر: أكثر ما يهمّ إيران حالياً هو إبقاء أراضيها بعيدة من أي عمل عسكري
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
نحن جاهزون للحرب في لبنان، وكيف لا، طالما أن المباني في البلد "تتساقط" لوحدها، من دون الحاجة الى قصف، ولا الى التعرُّض لارتجاج من جراء معارك قاسية.
"مقصوف"
نحن جاهزون للحرب في لبنان، وكيف لا، طالما أن الدولة "مقصوفة" من تلقاء نفسها، بقطاعاتها وخدماتها كلّها، حيث لا مجال لإجراء صيانة أو ترميم... لأي شيء، ولا حتى لفَحْص الأشجار التي تشكّل خطراً، ولا لتوفير المال لأي وزارة، أو إدارة، أو بلدية... من أجل الحفاظ على الانتظام الضروري للحياة اليومية في البلد.
نحن جاهزون للحرب، وكيف لا، طالما أن الشعب اللبناني "مقصوف" بالكهرباء، والمياه، والإتصالات، والخدمات الغائبة بشكل شبه كامل، وبالسلطات المحلية التي تعدّ الأيام ما بين كارثة وأخرى. ففي تلك الحالة، نحن جاهزون للحرب طبعاً، وكيف لا؟
فحرب القنابل والصواريخ ستُكمِّل في ما لو اندلعت بالفعل، ما تبقّى من صفحات كتاب الانهيار الكبير، وستجعلنا في عصر لم تشهد أي دولة في العالم أسوأ منه سابقاً.
أوامر
رأى مصدر سياسي أن "لبنان لن يشهد حرباً مهما كثُرَت التهديدات والإشارات التي تتحدث عن ذلك. فجولة (وزير الخارجية الإيراني حسين أمير) عبداللهيان الأخيرة في المنطقة، أتت في سياق تثبيت ذلك، إذ أكدت عدم رغبة إيران بتغيير قواعد اللعبة، أو بذهاب الفصائل المسلّحة المدعومة من طهران بعيداً. فكلام المسؤول الإيراني مع القيادات "المُمانِعَة" خرج عن إطار النصائح، وكان أقرب الى الأوامر بتهدئة التدهور على كل جبهات المنطقة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا رغبة لدى طهران بالتصعيد، لا في وجه الولايات المتحدة الأميركية، ولا في وجه إسرائيل. وأكثر ما يهمّ إيران حالياً هو إبقاء أراضيها بعيدة من أي عمل عسكري، أو من أي اضطرار لشنّ عمل عسكري".
ترامب
وأشار المصدر الى أن "النظام الإيراني يدرك جيّداً أن إمكانية عودة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب الى "البيت الأبيض" العام القادم، سيجعل طهران تتضايق كثيراً، سواء في الشرق الأوسط أو على مستوى العالم عموماً".
وختم:"عودة ترامب ستوقف الحروب في أوكرانيا وغزة وكل مكان، ليس لأنه رجل سلام، بل لكونه رجل مال وأعمال واقتصاد، وهو لا يحب الحروب لتلك الأسباب، أي نظراً لما لها من تأثير سلبي على النمو الاقتصادي وبيئة الأعمال. وأمام هذا الواقع، ستخسر إيران كثيراً، إذ سيتراجع نشاطها العسكري في الشرق الأوسط بضغط شديد من إدارته (ترامب) إذا انتُخِب من جديد. كما ستتأثّر الأرباح التي تجنيها طهران من صفقات بيع الأسلحة لروسيا، عندما تبرد حرب أوكرانيا. وهذا عامل إضافي يساهم في لَجْم أي نوع من التصعيد العسكري الإضافي، وفي التبريد العسكري، بدءاً من الآن".