لبنان بعد حرب غزة... عودة الى حقبة 2005 - 2008 أو الى مرحلة 2016 - 2019؟ | أخبار اليوم

لبنان بعد حرب غزة... عودة الى حقبة 2005 - 2008 أو الى مرحلة 2016 - 2019؟

انطون الفتى | الثلاثاء 13 فبراير 2024

مصدر: ستشهد المنطقة مجموعة من الخطوات التي تؤدي الى ترتيبات جديدة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

لبنان أمام مفترق طُرُق الآن. فإما ينجو سياسياً واقتصادياً بعد حرب غزة، أي على ضوء التسوية الكبرى التي ستُساهم بإنهاء المعارك هناك، أو يدخل في نفق طويل ومُظلِم من الأزمات والمشاكل الى ما بعد عقود ربما، ستجعله على هامش كل ما يجري في الإقليم.

 

غرباً أو شرقاً؟

ولكن هل ستكون الوُجهَة التي سيذهب فيها البلد غربية أم شرقية؟ وبمعنى آخر، هل سيكون القالب اللبناني للتسوية الإقليمية من مستوى نغمات الحقبة السياسية التي حكمت لبنان بين عامَي 2016 و2019، الى أن بدأ الانهيار الاقتصادي المستمرّ حتى الساعة؟

أو هل نعود الى حقبة لبنان الحرية التي أثّرت في المشهد المحلي العام بين عامَي 2005 و2008، الى أن بدأ زمن تسويات حقبة ما بعد 7 أيار 2008، التي أدّت الى محطات متكرّرة من الفراغ الرئاسي والحكومي، وصولاً الى القبول بتسوية عام 2016 الرئاسية التي شكّلت بدورها محطة تأسيسية لانهيار أكبر؟

 

صداقات مختلفة

لكلّ خيار كلفته السياسية والاقتصادية والأمنية. ولكن لا يمكن للبنان إلا أن يختار. فالمنطقة والعالم لن ينتظرا طويلاً، وما على اللبنانيين سوى أن يحسموا خياراتهم.

هذا مع العلم أن لبنان الحرية بين عامَي 2005 و2008، كان ينعم بصداقات عربية مختلفة عن الحالية، سواء بنظرتها الى الداخل اللبناني، أو بعلاقاتها الدولية المُتمحوِرَة حول الغرب في ذلك الوقت. وأما صداقات لبنان العربية الحالية، فهي تلك التي تتمحور منذ عام 2016 حول الشرق الروسي والصيني بنسبة أكبر من الغرب، وتبعاً لمصالح نفطية وتكنولوجيّة عديدة، مختلفة عن حسابات الماضي.

 

أثمان باهظة

رأى مصدر خبير في الشؤون الاستراتيجيّة أن "ما يجري في المنطقة حالياً "قبّة باط" تسمح لإسرائيل باسترجاع قدراتها الردعية التقليدية بوجه أي تهديد تعتبر هي أنه يُحيط بها من خصومها الإقليميين، وبشكل خاص من محور "المُمَانَعَة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الوضع السابق الذي كان يقوم على قاعدة تبادل الخدمات بين محور "المُمَانَعَة" وإسرائيل بقضايا عدّة، ومنها على صعيد الدور، لم يَعُد مُتاحاً الآن. وهو ما لن يكون مقبولاً لا في تل أبيب، ولا في طهران، بعد انتهاء حرب غزة. وأمام هذا الواقع، ستشهد المنطقة مجموعة من الخطوات التي تؤدي الى ترتيبات جديدة وفق أُسُس جديدة. وهذا يعني أن حقبة تبريد المشاكل التي يمكنها أن تظهر بين الحين والآخر من دون وضوح رؤية نهائي قد لا يعود مسألة ممكنة بالنّسبة الى كل الأطراف. ومن هذا المُنطَلَق، تتمادى الحرب في قطاع غزة الآن رغم مساعي الجميع لعَدَم تمدُّدها، وبموازاة رغبة الولايات المتحدة الأميركية وإيران بالحفاظ على قواعد الاشتباك".

وختم:"لبنان يقع في نقطة مهمّة من منطقة تتغيّر، وهو يتخبّط وسط مرحلة إقليمية كبرى. وبالتالي، الحلّ اللبناني لن يكون بسيطاً أو سهلاً طبعاً، ولكن لا يمكنه أن يسبق الحلول الكبرى. هذا مع العلم أن التغيير على مستوى الاستراتيجيات الكبرى ستنعكس على الأطراف المحلية في كل دول المنطقة بأثمان باهظة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار