عندما لا يكون الشعب اللبناني شعباً... بل "شي تاني"... | أخبار اليوم

عندما لا يكون الشعب اللبناني شعباً... بل "شي تاني"...

انطون الفتى | الأربعاء 14 فبراير 2024

مصدر: لا نستغرب حتى ولو أُعيد تشكيل الحكومة التي سقطت في خريف 2019

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أهلاً وسهلاً بكل من يعود الى لبنان، ويحقّ لأي مواطن أو مسؤول لبناني أن يترك بلده، وأن يعود إليه بشكل مرحلي أو دائم ساعة يشاء. ولكن يحقّ لبعض الفئة من اللبنانيين أيضاً على الأقلّ، أن تفكر ببعض النّقاط القليلة جدّاً، "عا صوت عالي".

 

لا يكون شعباً

فعندما يقف الشعب مُطالِباً الحكومة بالاستقالة في خريف عام 2019، ومُحمّلاً رئيسها مسؤولية "تبخُّر" الدولارات من حسابات الناس المصرفية منذ منتصف صيف تلك السنة تقريباً، ليعود (الشعب) وينزل الى الطريق، مُتحمّساً بالعاطفة لملاحقة رئيسها في هذا الشارع أو ذاك في عام 2024، وبعدما تجاوز سعر صرف الدولار الـ 85 ألف ليرة، لا يكون شعباً.

وعندما يقول الشعب إنه غير طائفي، وإن "كلّون يعني كلّون"، مُعلناً "توبته" الطائفية والمذهبية في خريف عام 2019، ليعود وينزل الى الشوارع في شتاء 2024 مشحوناً بالمال وببعض المنافع، ورافعاً شعار "يا غيرة الدِّيْن"، وقابلاً لنفسه صورة المذلول الذي يُدفَش من قِبَل رجال الأمن وهو يتهافت لمصافحة أو التقاط صورة مع من حمّله مسؤولية الانهيار في عام 2019، لا يكون شعباً.

 

"شي تاني"

فالشعب يجب أن يكون شعباً، حتى تُصبح الدولة دولة. وأما إذا كان الشعب "غير شي"، فهذا يعني أن الدولة ليست دولة، وأن السلطة يمكنها أن تكون أي شيء، فيما لا يحقّ لأحد بأن يطالبها بشيء.

فما هو مستوى هذا الشعب الذي يعيش في دولة من المُفتَرَض أنها مُنهارة، والذي يرحّب بفلان أو فلان من دون أن يسأله ماذا أتيت لتفعل؟ وما الجديد الذي يمكنك أن تقدّمه في ما لو اخترت العودة الكاملة والنهائية، حتى تنتشل البلد ممّا أصبح فيه؟ وما هي خطتك لتصحيح الأخطاء السياسية السابقة التي ارتكبتَها أنت، والتي أوصلتنا الى ما نحن فيه من انهيار معيشي وحياتي وأمني، بسببك أنت أيضاً، ولو بنسبة مئوية معيّنة، وذلك كما أن غيرك أيضاً يتحمّل مسؤولية الانهيار وجرّ لبنان الى الحرب؟ وماذا يفعل وزراء حكومة تصريف الأعمال الحالية، الذين ينتمون الى "مدرستك" السياسية، والذين لا يقومون بشيء سوى أنهم يتفرّجون على الناس وهم يموتون؟

فعندما لا يسأل الشعب، لا يكون شعباً، بل "شي تاني" مختلف كلياً.

 

350 ألف دولار

تعليقاً على ما سبق، ذكر مصدر سياسي أنه "خلال الأيام القليلة الماضية، باع أحد الأشخاص في لبنان قطعة يمتلكها في منزله بقيمة 350 ألف دولار، وكان الزبون لبنانياً أيضاً، ودفع له هذا المبلغ".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "البلد الذي يمكن لمواطن فيه أن يبيع قطعة منزلية بـ 350 ألف دولار، لمواطن آخر يدفع له هذا المبلغ مقابل الحصول عليها، ليس بلداً، خصوصاً أننا في بلد مُنهار اقتصادياً ومعيشياً. والمواطن هذا ليس مواطناً. والوطن هذا ليس وطناً. وبالاستناد الى الواقع اليومي، والى ما تشهده اليوميات اللبنانية من أمثلة على تلك الشاكلة، لا نعود نستغرب أي شيء، حتى ولو أُعيد تشكيل الحكومة نفسها التي سقطت في خريف عام 2019".

وختم:"من المؤسف جدّاً أن الشعب اللبناني يضرّ بنفسه في كل ما يفعله. فهو عابد لمن يدمّر حياة أولاده ومستقبلهم. ولهذا السبب يمكن لغسل الدماغ الطائفي والمذهبي أن يتسلّل إليه بسهولة، حتى ولو أدى هذا الغسل الى تدمير حياته بالكامل".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار