بين جنوب أفريقيا وروسيا وإسرائيل و"العدل الدولية"... كارثة كبيرة جدّاً! | أخبار اليوم

بين جنوب أفريقيا وروسيا وإسرائيل و"العدل الدولية"... كارثة كبيرة جدّاً!

انطون الفتى | الأربعاء 14 فبراير 2024

مصدر: إذا بدأت إسرائيل معركة رفح فهذا يعني أن المفاوضات فشلت

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل هي روسيا التي تسلّط جنوب أفريقيا، "شريكتها" في مشروع "تخليص" أفريقيا من الاستعمار الأوروبي والغربي، على إسرائيل، وعلى نقل ملف الحرب الدائرة بين تل أبيب وحركة "حماس" منذ تشرين الأول الفائت، الى طاولة محكمة العدل الدولية؟

 

"عقدة" روسيّة

فقد أعلنت جنوب أفريقيا أنها قدّمت طلباً للمحكمة من أجل النّظر في ما إذا كانت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها على قطاع غزة ليشمل مدينة رفح، تتطلّب إقرار تدابير طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين. وهي خطوة تأتي بعد مدّة وجيزة من أمر أصدرته المحكمة، ويأمر إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات من أجل منع ارتكاب قواتها إبادة جماعية بغزة، وذلك في إطار قضية كانت رفعتها جنوب أفريقيا.

بمعزل عن الشقّ الإنساني والنّبيل الكامن بتلك الخطوة، إلا أننا نعلم جيّداً أن لا عواطف ومشاعر بين الدول، بل مصالح لا أكثر ولا أقلّ. وانطلاقاً من هذا الواقع، وبمعزل عن التوضيحات الجنوب أفريقية حول أسباب أخذ الأمور على عاتق الدولة الأفريقية (جنوب أفريقيا) الى هذا الحدّ، فإننا قد نجد مصلحة لروسيا بذلك، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار شكوك الكثير من خبراء الأمن والعسكر حول العالم بدورها (روسيا) التكنولوجي في المساعدة على تنفيذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وفي الهجمات "الحوثية" بالبحر الأحمر، لا سيّما أن البعض يؤكد أن حتى إيران نفسها ليست قادرة على تحديد وجهة السّفن التجارية بدقّة، ومعرفة أي واحدة منها متّجهة الى إسرائيل أو لا، تمهيداً لاستهدافها حوثياً في البحر.

فهل ان روسيا بحاجة الى التخلّص من "عقدتها" العسكرية في أوكرانيا، وللتعتيم على صورة فشلها العسكري هناك، بـ "هندسة" فشل عسكري إسرائيلي يُشبه الروسي، ولكن بمسار سياسي وقضائي عبر محكمة العدل الدولية، وبواسطة دولة بعيدة وحيادية نسبياً عن الشرق الأوسط، هي جنوب أفريقيا؟

 

مصلحة أميركية؟

رأى مصدر خبير في الشؤون السياسية والعسكرية أنه "من الممكن أن تكون روسيا هي التي تقف خلف المسار الجنوب أفريقي بحقّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بما يساهم في زيادة التعتيم الدولي على الفشل العسكري الروسي في الحرب على أوكرانيا. ولكن لا تأكيدات كاملة حول ذلك".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بمعزل عن أي شيء، فلا شك بأن جنوب أفريقيا جريئة، وشكّلت صدمة للإسرائيليين. وللمفارقة، من المُلاحَظ أن لا أحد انزعج ممّا تفعله الدولة الأفريقية، ولا حتى الولايات المتحدة الأميركية. فأميركا هي الحليف الأول والأساسي لإسرائيل، ولكن بما أن واشنطن عاجزة عن إقناع تل أبيب بوجوب وقف الحرب، فقد يكون نجاح جنوب أفريقيا بما تفعله مصلحة أميركية أيضاً، في مكان ما".

 

كارثة كبيرة

وأشار المصدر الى أنه "من الناحية التكنولوجية، يمكن للتكنولوجيا التي يمتلكها "الحرس الثوري" الإيراني أن تساعد الحوثيين بالهجمات التي ينفّذونها على السّفن في البحر الأحمر. فـ "الحرس الثوري" جمع التكنولوجيا التي تخدم أعماله ومصالحه وأدواره من روسيا والصين بشكل أساسي، وهو ما يسمح له بتعزيز أدوار الفصائل التابعة له أيضاً".

وأضاف:"أكثر من لا يزال يفاوض من أجل إنهاء القتال في غزة، هي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والمصرية، بالتعاون مع كبار المسؤولين القطريين. وهذا أرفع أنواع التفاوض. ولكن إذا بدأت إسرائيل معركة رفح، فهذا يعني أن المفاوضات فشلت".

وختم:"إذا لم يتمّ التوصُّل الى أي نتيجة سياسية بشأن مفاوضات غزة من الآن والى ما بعد أيام قليلة، وإذا توقّفت الاجتماعات على المستوى الاستخباراتي والسياسي الأميركي - الإسرائيلي - المصري - القطري لوقت طويل، فهذا يعني أن المنطقة تقترب من كارثة كبيرة جداً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار