اعترافات حول "الرقم 1"... فماذا عن مستقبل باقي الأرقام من 100 وما فوق؟ | أخبار اليوم

اعترافات حول "الرقم 1"... فماذا عن مستقبل باقي الأرقام من 100 وما فوق؟

انطون الفتى | الإثنين 19 فبراير 2024

الأيوبي: تجربة "داعش" أعطت فكرة واضحة عن خطر التطرّف على السُنَّة بشكل أساسي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن خلفيات المقابلة مع زوجة وابنة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الراحل (أبو بكر البغدادي)، وبغضّ النّظر عمّا إذا كان بثّها مقصوداً، في أوان اشتعال المعارك وحروب الردّ والردّ على الردّ... مع الفصائل المسلّحة على امتداد المنطقة، وذلك لتبيان بعض "الأوجُه الخفيّة" لتلك التنظيمات من خلال "داعش" البعيدة من المواجهات على خط أميركا - إيران وإسرائيل - غزة في الوقت الحالي، يبقى أن أكثر ما يُلفت الانتباه فيها، هي الجوانب الخاصّة الحزينة جدّاً من الحياة الشخصية لزعيم تنظيم كان أقوى من دول خلال حقبة من حقبات الشرق الأوسط، بالإضافة الى مدى الحزن الذي كانت تعيشه أفراد عائلته، رغم أن الزوج أو الوالد... (البغدادي) كان يمتلك ما قد لا يكون مُتاحاً لرئيس الولايات المتحدة الأميركية شخصياً.

 

"الرقم 1"

وانطلاقاً ممّا سبق، كيف يمكن لتلك التنظيمات أن تحشد العناصر الشابة للقتال في صفوفها، بعد الاستماع الى مثل تلك التفاصيل؟ وكيف يمكن لأهل أن يسمحوا لأولادهم بالالتحاق بمثل تلك الفصائل، إذا كانت حياة "الرقم 1" فيها، بهذا النوع من الغرائب والحزن، وذلك قبل أن نتحدث عن التهديدات والضرورات الأمنية التي قد تدفع البعض الى الابتعاد عن تلك المجالات؟

 

أعدادهم انخفضت

دعا الكاتب السياسي أحمد الأيوبي الى "التمييز بين الحركات التي تعتمد العمل داخل حدودها كحركات تحرّر وطني مثل حركة "حماس"، وبين تلك العابرة للحدود التي تلتقي شيعيّاً وسُنيّاً، والتي تتقاطع كثيراً في ما بينها مثل "داعش" والميليشيات الإيرانية الناشطة في المنطقة، التي تتشابه كثيراً حتى بموضوع التعاطي مع النساء، والتعامُل مع جوانب الحياة الخاصة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "من الناحية السُنيّة، أعتقد أن عدد الأشخاص الذين من الممكن أن يفكروا بالانتساب الى هذا النوع من الجماعات بات قليلاً جداً. فتجربة "داعش" تحديداً أعطت فكرة واضحة عن خطر التطرّف على السُنَّة بشكل أساسي، وعن الاستغلال الذي تتعرّض له تلك الجماعات من قِبَل الأنظمة والدول الكبرى وأجهزة الاستخبارات. ولهذا السبب، نجد أن لا أحد يرغب بالانتماء الى "داعش" في لبنان مثلاً، بينما انخفضت أعداد الراغبين بذلك في سوريا كثيراً، إلا من جانب أولئك الذين بلغوا مرحلة عدم القدرة على الرجوع عن ذلك بشكل كامل".

 

حصص...

وشرح الأيوبي:"أثبتت "داعش" أنها أشبه بسوبرماركت، إذ تبيّن أن الأميركي له ما له فيها، والإيراني أيضاً، والنظام السوري، وتركيا في وقت من الأوقات، وغيرها من الدول. فأجهزة الاستخبارات العالمية كلّها وجدت حصصها وأجنحتها بهذا التنظيم".

وأوضح:"خدمت "داعش" و"القاعدة" الكثير من الدول لأسباب عديدة، من أبرزها أنهما تفتقران الى العلماء، والى العلم الشرعي الديني، والى الفقهاء. فقد اعتمدتا بعملهما على تنصيب أمراء لا يتحلّون برتبة اجتهاد. وهذه ثغرة كبيرة جداً تجعل الثوابت الدينية لدى تلك الجماعات غير راسخة، وتتعرّض للمساس بسهولة عند الضغط الميداني. وبالتالي، تخضع تلك الجماعات لظروف الضغط الميداني الذي تتعرّض له، وهو ما يجعلها مستعدّة لتقديم تنازلات مقابل حفظ وجودها، ونَيْلها تسهيلات ولو من أعدائها الشكليين. وهذا يفسّر كيف تعاملت إيران مثلاً مع تلك التنظيمات رغم أنها عدوّتها نظرياً، وذلك لكونها (تلك التنظيمات) تكفّر الشيعة".

 

حقبة معيّنة

ولفت الأيوبي الى أن "التفريق بين تلك الجماعات وبين حركة "حماس" ينبع أولاً من الطبيعة الفكرية، إذ تعيش ("حماس") في مجتمع طبيعي بين الفلسطينيين، وتشارك في الانتخابات، والسلطة، وهي ليست تنظيماً مُغلَقاً إلا في ما يتعلّق بالجانب الأمني المرتبط بالصراع مع إسرائيل. هذا فضلاً عن أنها ("حماس") تلتزم بحدود الوطن الفلسطيني، من دون أن تكون تنظيماً عابراً للحدود كما هو حال الميليشيات الشيعية، و"القاعدة"، و"داعش".

وختم:"لا بدّ من التنبّه الى المرحلة التي كان فيها البغدادي مسجوناً لدى الأميركيين. فالتحوّل الكبير والأساسي في حياته قد يكون حصل خلال تلك الفترة. فهل هو تغيّر خلف قضبان سجنه؟ أو بعدما خرج حاقداً عليهم؟ أو هل أُخرِجَ من السجن مقابل تنفيذ مشروع بالتعاون معهم؟ وبالتالي، هل أُخلِيَ سبيله (البغدادي) كعميل مُغطّى لأداء دور معيّن، وذلك قبل أن يُقتَل بعدما انتهت أدواره؟ هذه كلّها نقاط وأسئلة أساسية تُحيط بكل ما فعله خلال حقبة معيّنة من حياته".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار