لماذا قد تُفتَح أبواب الجحيم في المنطقة بين 10 آذار وأواخر نيسان؟؟؟... | أخبار اليوم

لماذا قد تُفتَح أبواب الجحيم في المنطقة بين 10 آذار وأواخر نيسان؟؟؟...

انطون الفتى | الإثنين 19 فبراير 2024

شحن عاطفي قد يؤجّج نيران التسخين الذي يشهده الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ترتفع احتمالات الاتّجاه نحو تصعيد عسكري إضافي في المنطقة خلال الأسابيع القادمة، إذا بقيَت كل مساعي التوصُّل الى تسوية سياسية تُنهي حرب غزة بمدى مُستدام، غائبة.

فمن المستحيل الرّكون الى أي إجراء مرحلي قد يُتَّفَق عليه بالنّسبة الى معركة رفح، من دون حلّ سياسي كبير، لأن هذا الأخير هو وحده القادر على إسكات صوت القنابل بشكل دائم.

 

شحن عاطفي

في أي حال، ستشهد المنطقة فترة من الشّحن العاطفي الشديد خلال الأسابيع القادمة، الذي قد يؤجّج نيران التسخين العسكري والسياسي الكبير الذي يشهده الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول الفائت.

فبعد نحو ثلاثة أسابيع، يحلّ شهر رمضان لأول مرة بعد معركة "طوفان الأقصى"، وهي الحرب التي بدأتها حركة "حماس" على إسرائيل بمخزون إيديولوجي وديني كبير، قبل أن يكون مخزوناً سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً.

 

المستوطنون

ولكن النقاشات الإقليمية والدولية قد لا تتمحور هذا العام حول الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي يمكنها أن ترافق رمضان في باحات المسجد الأقصى حصراً، ولا حول عدد المصلّين الذين قد يُسمَح لهم بدخول المسجد لتأدية الصلوات أو لا، لا سيّما في أيام الجمعة، ولا حول احتمالات ما قد يحدث في "يوم القدس العالمي" داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ولا حول ما إذا كان سيُسمَح للنساء والأولاد فقط، أو للرجال أيضاً، أو لأولئك الذين يتجاوزن 50 أو 55 أو 60 عاماً منهم... بدخول "الأقصى".

فأي حادثة إطلاق نار، أو عملية طعن، أو دهس، أو أي عمل أمني آخر يمكنه أن يحصل في مدينة القدس أو غيرها خلال رمضان، قد يحظى بمساحة مختلفة من النتائج هذا العام، تقتضي النّظر الى الأعداد الهائلة من المستوطنين الإسرائيليين المسلّحين منذ مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 2023، والى ردات الفعل التي قد يُظهرونها في تلك الحالة، خصوصاً أن احتفالات عيد الفصح اليهودي تحلّ على إسرائيل في أواخر شهر نيسان القادم، فيما قد يتذكّر الإسرائيليون كيف احتفلوا به خلال السنوات الماضية، وبوتيرة أشدّ منذ عام 2021، على أصوات الرّشقات الصاروخية التي تنطلق من غزة أو غيرها، وعلى وقع بعض التحذيرات الأمنية في الضفة الغربية، وصولاً الى سيناء في مصر. وهذا ما قد يجعلهم أشدّ عنفاً هذا العام، لا سيّما أنهم باتوا مُسلّحين على نطاق لا يُستهان به بموافقة إسرائيلية رسمية، وبغطاء كبير من جانب بعض المسؤولين الإسرائيليين المُنتمين الى التيار اليميني المتشدّد.

 

"برميل بارود"

ومن شأن أي تطوّر في هذا الإطار، وخلال ذروة التوتّر السياسي والعسكري والإيديولوجي... أن يأخذ المنطقة الى مزيد من التدهور، أولاً في غزة، مروراً بالضفة الغربية التي قد تنزلق الى جبهة رسمية مفتوحة، وصولاً الى "جبهات الإسناد" في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن، التي قد تضطلع بأدوار جديدة أبْعَد من غزة، في تلك الحالة.

ما سبق ذكره، يعني أن الفترة الممتدّة من 10 آذار الى أواخر نيسان تقريباً، وهي مدّة الاحتفالات وإحياء المناسبات الدينية في القدس (الفصح اليهودي، رمضان، الفطر) هذا العام، ستكون حرِجَة جدّاً بالنّسبة الى المنطقة عموماً. فخطورة تلك الأسابيع قد تتجاوز باحتمالاتها الكامنة ما حصل في 7 أكتوبر 2023، وقد تجعل منها "برميل البارود" الفعلي الذي يحاول الجميع أن يتجنّب انفجاره على نطاق واسع، منذ أشهر.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار