عن أوروبا "العجوز" الآتية لحماية "شبّان" أوروبا الجديدة... | أخبار اليوم

عن أوروبا "العجوز" الآتية لحماية "شبّان" أوروبا الجديدة...

انطون الفتى | الثلاثاء 20 فبراير 2024

الحداد: الصراع بين القوى الإقليمية النافذة لا يزال موجوداً بشكل خفيّ

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بدأ الإتحاد الأوروبي أمس وبشكل رسمي، مهمّة للمساعدة على حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن ("عملية أسبيدس")، تسهيلاً لحماية المصالح الأوروبية.

المهمّة محدّدة لمدة عام قابلة للتجديد، وهي تقتصر على حماية السفن المدنية، من دون أن يتمّ تنفيذ هجمات على الأراضي اليمنية، وستكون بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية. ولكن كيف يمكن لأوروبا القديمة أو أوروبا العجوز أو أوروبا التي تشيخ باستمرار، أن تقوم بما يتوجّب على أوروبا الجديدة أن تقوم به؟

 

أقوى منها؟

فمنذ عام 2018 تقريباً، يتركّز التوجّه العام في الشرق الأوسط على أنه أوروبا الجديدة، بالقوّة الفتيّة الموجودة فيه، وبفرص الازدهار والسياحة والاقتصاد المتزايِدَة، وذلك بموازاة أوروبا القارة العجوز التي تشيخ بالنموّ الديموغرافي السلبي، وباستقبال موجات الهجرة غير الشرعية، وبالمشاكل الاقتصادية والأزمات الأمنية، وبالسجالات الإيديولوجية المختلفة التي تعصف بها.

وبالتالي، لماذا لا تقوم أوروبا الجديدة، أوروبا الفرص، أوروبا الأجيال الفتيّة... (أي الشرق الأوسط) بحماية نفسها بنفسها، لا سيّما بعد "تسوية بكين" وتحسُّن العلاقات الإيرانية - السعودية - الخليجية، وذلك بدلاً من الاستعانة بالأميركيين، وبأوروبا "العتيقة"؟

وهل يمكن لأوروبا العجوز أن تكون أكثر شباباً من تلك الجديدة (الشرق الأوسط)، وأقوى منها في عُقر دارها؟

 

صراع...

أوضح العميد المتقاعد دانيال الحداد أن "من أسباب عدم تكاتف القوى الإقليمية النافذة في الشرق الأوسط على حماية المنطقة هو الصراع القائم بينها، الذي لا يزال موجوداً بشكل خفيّ، رغم الاتفاقات وبوادر الحلول أو الهدنة بين تركيا والسعودية ومصر وإيران".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لدى هذه الدول مصالح مترابطة، بموازاة تصادم في المصالح بينها أيضاً، هو خفيّ بمعظمه. ولهذا السبب، لا تريد تلك القوى أن تُشعل التصادُم في ما بينها من جديد بسبب الملفات الأمنية. فعلى سبيل المثال، إذا تدخلت السعودية أو مصر مع الحوثيين في اليمن، فإن ذلك سيتسبّب بمشكلة. وهذا ما يدفع الجميع الى التصرّف وكأن لا علاقة لهم بما يجري في المنطقة، تاركين المسؤولية للأميركيين والأوروبيين".

 

أسلحة متطوّرة

وركّز الحداد على "صعود الشرق الأوسط كقوّة فتيّة ومُسلَّحَة، إذ إن كل الدول والجماعات فيه باتت تمتلك أسلحة متطوّرة من صواريخ وطائرات مسيّرة، وغيرها من أنواع السلاح. ويرى الجميع كيف أن حتى الضربات الأميركية والبريطانية على الحوثيّين لا تؤثر على موقفهم".

وأكد أنه "لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية أن تُدخِل قوّتها الكاملة الى الشرق الأوسط بسبب الحرب الأوكرانية، ومشكلة تايوان، أي بسبب الصراع مع الصين وروسيا. ومن هذا المُنطَلَق، يحاول الأميركيون أن يحلّوا المشاكل بالوسائل السلمية في فلسطين، إذ لا مصلحة لديهم بأن تفلت الأمور فيها أكثر".

 

الحلّ الفلسطيني

وأشار الحداد الى أن "عدم حلّ القضية الفلسطينية يصعّب الأمور في المنطقة أكثر. فلا وحدة بالنّظرة الى الحلّ الفلسطيني بين كلّ من السعودية وتركيا وإيران ومصر. هذا الى جانب أن أي قوّة نافذة في المنطقة لا تريد صراعاً كبيراً وواضحاً ومباشراً مع الأميركيين على خلفية تلك القضية".

وختم:"القوة الأوروبية لحماية ممرّات البحر الأحمر لن تؤثر على المشهد العام كثيراً، لأن لدى الحوثيين قوّة هائلة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومساحة واسعة من التحرّك. هذا فضلاً عن أن تضاريس اليمن صعبة جداً، ومن الصعب إسكات أحد هناك بعدد من الضربات الجوية فقط. وهنا نذكّر بأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة سيحلّ مشاكل المرور عبر البحر الأحمر، وهذا ما يقوله الحوثيون دائماً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار