ألكسي انتحر وإيليا يحضّر لانتحاره... من شدّة حبّهما لفخامة الرئيس!!! | أخبار اليوم

ألكسي انتحر وإيليا يحضّر لانتحاره... من شدّة حبّهما لفخامة الرئيس!!!

انطون الفتى | الثلاثاء 20 فبراير 2024

مصدر: فائض كبير من البطش يسهّل سقوطها بأخطاء من نوع عدم مراعاة الشكليات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

رغم الدهاء والحنكة والوسائل والأساليب العديدة التي تتمتّع بها الأنظمة الديكتاتورية في العادة، إلا أنها تُظهر أحياناً بعض السلوكيات التي تفتقر الى شيء من الذكاء، خصوصاً في ما يتعلّق بموت أو مقتل المعارضين لها.

 

انتحر...

فعلى سبيل المثال، وبمعزل عمّا إذا كان النظام الروسي متورّطاً بموت المعارض ألكسي نافالني، أو عمّا إذا كانت وفاته لأسباب طبيعية، إلا أن عدم تسليم المحقّقين الروس جثّته قبل 14 يوماً على الأقل من أجل فحصها وإجراء تحليل كيميائي، يعزّز شكوك الجميع بتورّط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتلك الوفاة، خصوصاً أن ظروف ما حصل غامضة جدّاً، فيما مُنِعَت والدته من الوصول الى المشرحة قبل أيام.

وتتعزّز الشكوك والشّبهات حول تورّط الكرملين بعملية قتل في هذا الإطار، من خلال حملة التوقيفات التي طالت مئات الأشخاص منذ أيام، على خلفية تحرّكات احتجاجية بعد وفاة نافالني.

فهل انتحر المعارض الروسي "يا ترى" من فرط حبّه للرئيس الروسي، فانضمّ الى لائحة المُنتحرين "المنحورين" في روسيا منذ أيام الإتحاد السوفياتي؟

 

ماذا بعد؟

وماذا عن المصير النهائي للمعارض الروسي إيليا إياشين، الذي تعهّد باستمرار معركته ضدّ بوتين، والذي أعرب عن قناعته بأن الرئيس الروسي هو الذي أمر بقتل أليكسي نافالني؟ هل ينتحر هو أيضاً؟ متى؟ هل يحصل ذلك قبل الانتخابات الرئاسية في روسيا أو بعدها؟

وماذا عن عمليات الانتحار الكثيرة في روسيا من شدّة الشعور بالحبّ تجاه الكرملين، وبوتين، والجيش الروسي وأعماله، لا سيّما في أوكرانيا، منذ عامَيْن وحتى الساعة؟

ولماذا تغيب محاولات منع "المُغرَمين" بالنظام الروسي من الإقدام على الانتحار الى هذه الدرجة في روسيا؟

 

درس لسواهم...

شرح مصدر واسع الاطلاع أن "فائض القوّة لدى الأنظمة الديكتاتورية هو الذي يجعلها تتعالى على ذكاء الناس، فتُرعبهم وتُخيفهم. وهي لذلك لا تفكّر بالمراحل اللاحقة لأعمالها، ولا بما يمكنه أن يحدث إذا حصل هذا الأمر أو ذاك بعد أي عمل أمني تقوم به".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تلك الأنظمة تتحلّى بفائض كبير من البطش والقوة الذي يجعل الجميع يخافون ويرتعبون منها. وهذا ما يسهّل سقوطها بأخطاء من نوع عدم مراعاة الشكليات القادرة على أن تُبعد الشّبهات عنها. فلو مات نافالني بطريقة طبيعية، لما كان لدى موسكو مشكلة في إظهار الأسباب سريعاً، ولا في إرسال جثّته للتشريح خارج روسيا ربما. ولكن بالطريقة التي يتصرّفون بها، يقول النظام الروسي إنه هو من قتله، ومن دون خوف، إذ لا يوجد من يحاسبه لأنه هو السلطة، والقرار، والديكتاتورية، والقضاء، والقانون. ولذلك لا فارق لديه، وحتى إن تلك الأنظمة تقتل المعارضين بطريقة مقصودة كدرس لسواهم، ولتعلّم الناس ما يمكنه أن يحصل بهم إذا قرّروا أن ينتهجوا السلوك نفسه".

 

توازن

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يمكن لروسيا أن تُصبح دولة ديموقراطية وحرّة في يوم من الأيام مستقبلاً، أجاب المصدر:"هناك دائماً أكثر من قوّة تحكم العالم، وهي مختلفة ومُتناقِضَة بسياساتها، وذلك حتى لا تتفرّد قوّة واحدة بحكمه، فتمارس الديكتاتورية المُطلَقَة في تلك الحالة".

وأضاف:"هذا يخلق نوعاً من التوازن على مستوى العالم. وأما بالنّسبة الى الحيّز الداخلي، فإن الأنظمة الديموقراطية تحترم الإنسان وحقّه بالحياة، بينما (الأنظمة) الديكتاتورية لا تفعل ذلك، بل تركّز على وجودها ومصالحها فقط".

وختم:"هذا لا يقتصر على روسيا وحدها. فإيران مثلاً تحارب العالم كلّه ولكن ليس بالإيرانيين، بل باللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين واليمنيين والسوريين. وهذه من سِمَات الأنظمة التي لا تهتمّ بالإنسان، بل بمصالحها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار