تكريم "آيفون" و"سامسونغ" في مناطق لبنانية وتكسيرها في أخرى والحلّ... انتخابات جديدة؟ | أخبار اليوم

تكريم "آيفون" و"سامسونغ" في مناطق لبنانية وتكسيرها في أخرى والحلّ... انتخابات جديدة؟

انطون الفتى | الأربعاء 21 فبراير 2024

مصدر: من أولى إشارات نبذ التخدير هي الاقتراع بأفكار من خارج الصّندوق

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بمعزل عن بعض الضرورات الأمنية التي تجعل فئة من الناس على الأقلّ مُضطّرة للانتباه الى استعمالاتها المرتبطة بكل ما يتعلّق بعالم التكنولوجيا، لا بدّ من الوقوف ولو قليلاً أمام "قضيّة الهاتف"، الجهاز القادر على أن يقسّم الشوارع، والأزقّة، والمحافظات، والأقضية، والقرى، والمناطق اللبنانية، الى ما لا نهاية.

 

سبب لمشكلة

ففي لحظة صغيرة جدّاً من الزمن، يمكن لـ "آيفون"، و"سامسونغ"، و"هواوي"، و... أن يتحوّلوا الى سبب رئيسي لانتشار البلايا، ولاندلاع الحروب، وتفشّي الجوع، والمشاكل الاجتماعية والأمنية، بالنّسبة الى بعض أهالي منطقة أو محافظة لبنانية، وذلك بموازاة "تكريم" تلك الأجهزة نفسها، ورفعها على الأكتاف، وحملها كما يُحمَل المُنتصر العائد من معركة، من جانب بعض أهالي المنطقة أو المحافظة اللبنانية نفسها، أو غيرها.

هذا في لبنان طبعاً، حيث يمكن لكل شيء أن يشكّل سبباً لمشكلة، ولأزمة، وحيث الانقسام على كل شيء، حتى على تأخير أو تقديم الساعة، واستعمال الهاتف، والألواح الإلكترونية، وغيرها من الأمور.

ففي لبنان اليوم، يمكن لأيّ كان أن يجد قسماً منشغلاً بمصير الودائع، وبمستقبل لقمة العيش، ومستقبل الأولاد، والمدارس، والجامعات، والطبابة، والماء، والكهرباء... فيما يكون القسم الآخر مشغولاً بـ "آيفون"، و"هواوي"، و"سامسونغ"... وربما بالإنترنت، وعوالم الذبذبات... بشكل يجسّد بالتمام والكمال، مقولة أننا شعوب كثيرة في بلد واحد، يلتقون على شيء واحد فقط، وهو أن لا يلتقوا على شيء.

 

مستحيل...

رأى مصدر سياسي أن "الشعب اللبناني ليس مُنقسماً، إذ لا جدل بين كل اللبنانيين حول الضرورات والأساسيات المطلوبة، والتي يجب على الدولة أن تؤمّنها من أجل دورة الحياة اليومية في البلد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بمعزل عن كل ما قيل ويُقال بشأن الهواتف، فإن السياسيين أنفسهم ومن كل التوجّهات، يعترفون باستحالة القيام بأعمالهم اليومية من دون هواتفهم. فأي مسؤول يمكنه أن يتواصل مع غيره من دون هاتفه؟ وكيف يمكنه أن يتابع الشؤون الخاصّة بمنطقته، وأحوال الناس فيها بشكل مُستدام من دون هاتفه؟ هل نُعيد مجلس النواب مثلاً الى عصور الحمام الزّاجل؟ هذا مستحيل".

 

انتخابات جديدة؟

ودعا المصدر "الناس في لبنان الى وقف الاستسلام للتخدير السياسي والحزبي، والى التحلّي بالعقل. صحيح أنه لا توجد دولة لبنانية ضليعة بحلّ المشاكل اليومية والكثيرة في البلد، ولكن لا يمكن للمواطن أن يصنع دولة لنفسه، على قياسه الخاص. وبالتالي، التوقُّف عن تجرّع سموم التخدير السياسي والحزبي هو مدخل أساسي لوضع الذات على الطريق الصحيح، وللتوقُّف عن إنشاء السلطات المُوازِيَة في البلد، ولوضع الدولة وسلطاتها الرسمية كافّة أمام مسؤولياتها، كجهة وحيدة مُجبَرَة على أن تقوم بواجباتها".

وختم:"من أولى إشارات نبذ التخدير السياسي والحزبي، هي الاستعداد للاقتراع في أي استحقاق انتخابي انطلاقاً من أفكار من خارج الصّندوق. وبالتالي، لا حلول ممكنة في هذا البلد إلا بعد تنظيم انتخابات نيابية جديدة، يصوّت فيها اللبنانيون لإزاحة كل الوجوه الموجودة في السلطة حالياً. فهذه هي الخطوة الأولى للاستفاقة الحقيقية، والتي من دونها لا يمكن لأحد أن يفعل شيئاً لهذا البلد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار