تحقيقات شاملة في القطاعات اللبنانية كافّة تفضح ما كان يجري خلال حقبة "كورونا"... | أخبار اليوم

تحقيقات شاملة في القطاعات اللبنانية كافّة تفضح ما كان يجري خلال حقبة "كورونا"...

انطون الفتى | الجمعة 23 فبراير 2024

سكرية: من الصعب جداً القيام بهذا العمل في لبنان لأن لا جهات تقدّم المعلومات اللازمة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تعرض بعض التقارير العالمية في عدد من دول الخارج، منذ عام 2021، ما يُشبه التحقيقات الشاملة حول كل ما جرى خلال فترة ذروة تفشّي جائحة "كوفيد - 19" في مختلف القطاعات، من صحية، واقتصادية، ومالية، وتجارية، و"طاقوية"، وتكنولوجية، وتربوية...، وما شهدته من تجاوزات وانتهاكات في بعض الأحيان، خلال حقبة الحَجْر الصحي المتكرّر الذي شهدته بلدان العالم في ذلك الوقت.

 

في لبنان؟

وتُبيّن معظم تلك التقارير أن فساداً معيّناً مُرتَكَباً خلال 6 أو 8 أسابيع من الحجر الصحي مثلاً، في أي قطاع من القطاعات، يمكنه أن يكون مُوازِياً لفساد بمعدّل سنة ونصف أو أكثر، لأسباب كثيرة، من بينها الإرباك الذي رافق الجائحة، بشكل جعل الجميع يركّزون على كيفية التخلّص منها، ويغفلون عن عمل بعض الشبكات و"المافيات" الكامنة في القطاعات كافّة، والتي لم توقف أنشطتها المشبوهة، بل زادتها خلال حقبات الحَجْر، والانشغال بالضّعط الوبائي.

وأمام هذا الواقع، ماذا عن أهمية إجراء تحقيقات شاملة حول حقبة "كوفيد - 19" في لبنان، وما كانت تشهده مختلف القطاعات في البلد خلال تلك الفترة من ممارسات صحيحة أو مشبوهة؟ ومن استفاد من ماذا وكيف؟

فهذا ضروري جدّاً، خصوصاً أن حقبة الجائحة حلّت على لبنان بعد أشهر من بَدْء الانهيار الاقتصادي فيه، وهو الانهيار المرسوم سياسياً، والذي أمعن في مُضاعَفَة كل الممارسات الفاسدة بحجة الانهيار.

 

صعبة جدّاً

شدّد  رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية على أن "المشكلة هي في أن لا دولة مؤسّسات لدينا لنتحدّث عن تحقيقات تتعلّق بالممارسات الصحية والاقتصادية التي شهدها البلد خلال حقبة "كوفيد - 19" والحَجْر الصحي. هذا فضلاً عن أنه من الصعب جداً القيام بهذا العمل في لبنان، لأن لا جهات تراقب بدقّة وتقدّم الإحصاءات والمعلومات اللازمة والتامّة. ولذلك، يظهر في لبنان دائماً الوجه البشع للأمور، وهو وجه الفساد الذي يحصل بتورُّط رسمي فيه".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "فترات الحَجْر الصحي أثّرت على الوضع العام طبعاً. ولكن المؤسف هو أنه بإقفال بسبب الحَجْر أو من دونه، فالواقع الأكيد لدينا هو أنه عندما تدور عجلة الدولة في البلد، تدور عجلة الفساد معها. وعندما تتوقّف عجلة الدولة أو ينخفض نشاطها، يخفّ الفساد معها. وهذه حالة صعبة جدّاً".

 

مستحيل؟

وأشار سكرية الى أن "الحَجْر في أوروبا والخارج أثّر على الدول هناك أكثر من لبنان، بسبب وجود مصانع ومؤسّسات وأعمال وحركة كبرى فيها، بينما لا شيء يمكنه أن ينافس المشهد العام هنا أكثر من الفساد. ونتذكّر جيّداً كيف أنهم اخترعوا أموراً تزيد الممارسات الفاسدة آنذاك، من بينها استغلال دعم المحروقات، والأدوية، والطعام، وكل شيء، وعلى مستوى زيادة الأسعار".

وأضاف:"رغم ذلك، لا مجال لمعرفة الحقائق، ولا لفصل خيط الحقيقة عن خيوط الكذب، طالما أن الدولة تفتقر الى البنيان اللازم لتكون دولة".

وختم:"ما لم يتوصّل المواطن اللبناني الى مستوى من القناعة والتفكير يجعله يفصل بين عصبيّته وعواطفه الطائفية والسياسية من جهة، وبين حقوقه المعيشية وحياته وكرامته من جهة أخرى، فمن المستحيل بناء الدولة في هذا البلد، ولو خلال 3 ملايين سنة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار