لبنان لن يُصبح دولة حتى ولو أُعلِنَ ولاية أميركية أو يابانية... | أخبار اليوم

لبنان لن يُصبح دولة حتى ولو أُعلِنَ ولاية أميركية أو يابانية...

انطون الفتى | الجمعة 23 فبراير 2024

مصدر: تحوّلت السلطات والكراسي في بلادنا الى دور تمثيلي على خشبة مسرح

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لبنان لن يستقيم ولا في أي يوم من الأيام، حتى ولو أُعلِنَ أنه ولاية أميركية، أو أوروبية، أو يابانية...

لبنان لن يستقيم، لا بانتخابات رئاسية، ولا باحترام مهل دستورية، ولا بعَدَم القيام بشيء، لأنه أُسِّسَ لا ليكون دولة، بل ساحة، مساحة، أو رقعة جغرافية انتقالية ربما...

 

ولاية لزحل...

بلد مُتوَّج على عرش الحروب والأزمات والمشاكل بين سنة وأخرى، أو عقد وآخر. وبالتالي، ما يُمكن تصحيحه وإصلاحه اليوم، سنراه يتهدّم حتماً بحلول عام 2035 ربما، أو 2040 على أبْعَد تقدير.

فهذا هو لبنان، حتى ولو أُعلِنَ ولاية لكوكب زحل، أو المشتري، على وجه الكرة الأرضية.

 

لا يخاف المحاسبة

سأل مصدر سياسي "كيف يُمكن للبنان أن يستقيم، وأن يُصبح بلداً، إذا كان المواطن لا يشكّل همّاً بالنّسبة الى المسؤول فيه؟ وكيف يمكن للبنان أن يكون بلداً، إذا كان النائب المُنتخَب فيه لا يخاف المحاسبة من ناخبيه، لأنه يدرك تماماً أنهم لن يتخلّوا عنه، حتى ولو لم يَكُن فعّالاً على أي مستوى خلال مدّة ولايته في البرلمان، أو خلال قيامه بأي نوع من المسؤولية، سواء في مجلس النواب أو الحكومة، أو في أي منصب عام؟".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أكثر ما يهمّ الناس في بلادنا هو النائب أو المسؤول الذي يأتي للتعزية بأمواتهم، وحتى لو كان سارقاً لهم، ولأموالهم، ولحياتهم. فما ان يدخل للتعزية، حتى يتسابق أهل الفقيد لاستقباله، الى درجة أنهم قد ينسون المتوفّي، رغبةً منهم بإظهار أن هذا الفلان أو ذاك أتى ليعزّيهم، فيشعرون بالأهميّة، وبأنه الشخص الجدير بالوصول الى السلطة".

 

نفاق

ولفت المصدر الى أن "انتخاب رئيس للجمهورية مهمّ جدّاً للبلد سياسياً ومعنوياً، لا سيّما على صعيد العلاقات مع دول الخارج. ولكن طريقة التركيز على ضرورة انتخاب الرئيس في الظروف الراهنة، تُخفي خلفها محاولات لدى كل المسؤولين للهرب من مسؤوليتهم في استمرار الانهيار. وبالتالي، يصبح كل شيء مُلتصقاً بعدم انتخاب رئيس، كحجّة لعدم القيام بشيء".

وتابع:"في الماضي، لم يشهد لبنان هذا النوع من الجمود الرئاسي والسياسي، ولكنّه كان يتّجه هبوطاً أيضاً. وسبب الهبوط هذا هو عدم وجود حكم حقيقي، وعدم توفّر سيادة فعلية، فتحوّلت السلطات والكراسي في بلادنا الى دور تمثيلي على خشبة مسرح".

وختم:"كيف سيُصبح هذا البلد بلداً، طالما أن مسؤولاً ناهباً وفاسداً، يمكنه أن يتحوّل فيه الى رجل مبادىء، وقرارات وطنية، والى صاحب كفّ نظيف، خلال مدّة زمنية قليلة جدّاً، ولفورة عاطفية مرحلية؟ هذا اسمه نفاق، والنّفاق يدمّر الدول بدلاً من أن يبنيها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار