عن أي بلد تتحدّثون إذا كانت الالتزامات الخاصّة للوزراء تسبقهم الى وزاراتهم؟ | أخبار اليوم

عن أي بلد تتحدّثون إذا كانت الالتزامات الخاصّة للوزراء تسبقهم الى وزاراتهم؟

انطون الفتى | الإثنين 26 فبراير 2024

مصدر: أي وزير تكنوقراط سيتصرّف في النهاية وفق موازين القوى القائمة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

من لبنان الى فلسطين، وبالعكس، مروراً بدول أخرى في المنطقة، وصولاً الى بلدان أخرى حول العالم، تعاني من بعض أنواع المشاكل. ترتفع المطالب بتشكيل حكومات تكنوقراط عند اشتعال الأزمات والحروب، أو المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فيما تُظهر النّسبة الأكبر من التجارب في هذا الإطار، أن الطين يزداد بلّة في تلك الحالة.

 

استفحال المشاكل

فلا الأزمات تجد طريقها نحو الحلّ، ولا الشعوب تشعر بفارق مهمّ. وحتى إن هذا النوع من الحكومات قد يُفسِح المجال أمام بعض الحلول الجزئية في بداية الطريق، قبل أن يبدأ مسار التراجع والفشل بعد أشهر قليلة على أبْعَد تقدير، واستفحال مشاكل الفساد، والعُقم الاقتصادي والمالي...

وهذا طبيعي في مكان ما، خصوصاً إذا كان الإلتزام الحزبي والإيديولوجي لوزراء التكنوقراط يسبقهم الى طاولة مجلس الوزراء، والى وزاراتهم، والى قراراتهم الوزارية.

وبالتالي، هل ان كل ما يحتاجه لبنان ودول المنطقة وبعض بلدان العالم، هو حكومات التكنوقراط؟

 

عاجزة

شدّد مصدر مُتابِع على أن "أي وزير تكنوقراط سيتصرّف في النهاية على أساس سياسي، ووفق موازين القوى القائمة في بلاده. فهو ينتمي الى فئة معينة، لديها رؤية معيّنة خاصّة بها، تنظر الى مصلحة البلد والشعب من خلالها. ومن المُفتَرَض أن يمثّل وزير التكنوقراط تلك الرؤية، وهذا موقف سياسي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا النوع من الحكومات يبقى بالوناً من الأمل يطير نحو الفضاء، أي من دون نتيجة، وذلك لكونها عاجزة عن حلّ المشاكل والتباينات السياسية، وعن وقف تأثيرها على الاقتصاد والمال والملفات الاجتماعية".

 

التزامات خاصّة

وأشار المصدر الى أنه "في حالة لبنان مثلاً، لا مجال لنجاح أي حكومة تكنوقراط في عملها، وحتى لو قامت بإصلاحات العالم كلّه، إلا إذا أقنعت كل اللبنانيين بأن لا يكونوا جزءاً من مشروع إقليمي. فهل هذا ممكن؟ لا. وبالتالي، إذا بقيَ السلاح مستقلاً عن إدارة وإرادة السلطة الرسمية في الدولة اللبنانية، فعندها لا يمكن وقف التهريب، ولا ضبط الحدود، ولا إيجاد إطار موحّد لكل اللبنانيين على صعيد دفع الضرائب. كما لا يمكن في تلك الحالة إقناع أي مسؤول عسكري إيراني مثلاً، بالحصول على إذن الدولة اللبنانية لزيارة فصائل لبنانية وغير لبنانية على أراضي لبنان. وفي تلك الحالة، لا مجال لحلّ أي نوع من أنواع المشاكل في البلد، بما فيها الاقتصادية والمالية، ولن يتمكّن أي وزير تكنوقراط من القيام بشيء".

وختم:"تشكيل حكومات تكنوقراط، وتطبيق الإصلاحات ووقف الفساد، كلّها مهمّة جدّاً، ولكنّها لا تحلّ المشاكل إذا بقيَت الأوضاع السياسية والأمنية التي تسبّبت بها. وبالتالي، لا يمكن النجاح في تصحيح شيء إذا بقيَت الالتزامات الخاصة، السياسية والإيديولوجية للوزراء، تتحكّم بهم".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار