مصدر: أي اعتراف بسيطرة إيران يعني إفساح المجال لكل مساعي الانفصال بين اللبنانيين
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هل تؤدي المباحثات حول تطبيق القرار الدولي 1701، وإعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية للبنان، الى تسوية دولية - إيرانية، تُعطي طهران النفوذ الأول والأخير في جنوب لبنان، أي تكرّس فصله عن نفوذ الدولة اللبنانية بشكل ملموس، ولو من دون الإعلان الصريح عن ذلك؟
مناطق نفوذ؟
فقد اعتدنا خلال السنوات والعقود الماضية على أن لا تظهر المفاعيل الكاملة للتسويات المُبرَمَة مع إيران، إلا بعد أشهر طويلة، أو سنوات في بعض الأحيان. وهو ما يدفع الى طرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الجنوب اللبناني، على ضوء الأحداث الأمنية التي يشكّل مسرحاً لها حالياً.
فهل يكرّس استعمال إيران للجنوب فصله عن النفوذ الرسمي اللبناني، وإلحاقه بالمنظومة الإيرانية العامة في الشرق الأوسط، على طاولة التسوية الإقليمية - الدولية الكبرى لمرحلة ما بعد حرب غزة؟ وكيف يمكن أن يكون الشكل السياسي والأمني النهائي لذلك؟ وماذا عن تأثيره على الداخل اللبناني مستقبلاً؟ والى أي مدى سترتفع أسهم فرز لبنان الى مناطق نفوذ في تلك الحالة؟ ووفق أي شكل؟ وما مدى تأثير ذلك على الجغرافيا اللبنانية في مدى بعيد؟ وعلى الثروات اللبنانية جنوباً، سواء كانت نفطية أو غير نفطية؟ وعلى الجيوسياسة العامة على مستوى المنطقة؟
خرائط جديدة
أوضح مصدر مُواكِب لملفات دولية أن "هناك اقتناعاً معيّناً يُفيد بأن هذه هي رغبة إيران، أي إبرام تسوية تجعل جنوب لبنان منطقة نفوذ رسمية لها، بشكل يفصله عن سلطة الدولة اللبنانية على أرض الواقع. ولكن لا معطيات رسمية تامة حول ما إذا كانت الدول الغربية ترفض ذلك، وإذا كان هذا الرفض آنياً أو مُستداماً، خصوصاً بالنّسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وحتى فرنسا".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لبنان ليس ضرورة تاريخية، ولا هو جوهري بالنّسبة الى دول العالم، كما يشتهي اللبنانيون ذلك. كما أن لا قيمة لدوره على صعيد حفظ التعدّدية والتنوّع، بالشكل الذي يُحكى عنه في الداخل. ولكن ما قد يفرمل إبرام تسوية دولية سريعة مع إيران تلزّمها بعض مناطق لبنان، هو أنه لن يكون ممكناً تحقيق ذلك من دون إعادة رسم خرائط جديدة للبلد بشكل عام".
الانفصال...
وشرح المصدر:"أي حلول طويلة أو متوسّطة المدى، تستند الى اعتراف دولي بسيطرة إيران على لبنان، أو على محافظة أو منطقة فيه، ستُطلق حملات شديدة وواضحة للانفصال في المناطق اللبنانية كافّة، وهي ستنسجم مع الإشارات المُتصاعِدَة الى الرغبة بالفيديرالية فيه (لبنان) منذ نحو ثلاث سنوات تحديداً".
وختم:"لا يزال الحديث عن الفيديرالية في لبنان ردّة فعل حتى الساعة، وهو يشتدّ في أوان تصاعُد الأزمات، وبروز الفوارق على مستوى السياسات والخيارات. ولكن أي حلول رسمية قد تؤدي الى اعتراف دولي بسيطرة إيران على جزء من لبنان، تعني إفساح المجال لكل مساعي الانفصال بين اللبنانيين، ولتحويل البلد الى مناطق نفوذ متعدّدة".