هل يرث جنوب لبنان القضية الفلسطينية ويُشعِل المنطقة لأكثر من 70 عاماً؟؟؟ | أخبار اليوم

هل يرث جنوب لبنان القضية الفلسطينية ويُشعِل المنطقة لأكثر من 70 عاماً؟؟؟

انطون الفتى | الأربعاء 28 فبراير 2024

درباس: الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية سيشكل بداية استقرار على مستوى الشرق الأوسط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عاجلاً أم آجلاً، وانطلاقاً من أن أي صراع في العالم لا يدوم الى الأبد مهما كان كبيراً، فإن إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، وإعلان دولة فلسطينية هو مسألة حتمية.

ولكن هل سيرتاح الشرق الأوسط في تلك الحالة بعد عقود من التّعب الأمني والسياسي والاقتصادي؟ أو هل تُطوى صفحة من الأزمات لتُفتَح أخرى، لا علاقة للأراضي الفلسطينية بها؟ وهل يكون لبنان، وجنوبه، والقرار 1701، ومستقبل ازدواجية السلاح بين رسمي وغير رسمي في لبنان أولاً، وسوريا والعراق واليمن... ثانياً، مادّة لعقود جديدة من المتاعب في المنطقة بعد الإعلان عن دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

 

بداية استقرار

أوضح الوزير السابق رشيد درباس أن "دولة فلسطين موجودة في الفكر الدولي منذ قرار التقسيم في عام 1948، الذي لحِظَ وجود دولتَيْن. وعندما أُبرِمَ اتفاق أوسلو، والتقى (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات (رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل إسحق) رابين، تمّ الحديث عن دولة فلسطينية. ولكن تمّ اغتيال رابين في إسرائيل، وتصاعد اليمين هناك. ومنذ ذلك الحين، بات الأميركيون يتقدّمون خطوة واحدة الى الأمام في هذا الإطار، ويتراجعون عشر خطوات الى الوراء بموازاتها. ولكن هذه المرة، يكتشف الأميركيون والأوروبيون أنه ما عاد بالإمكان ترك القضية الفلسطينية سائبة من دون ضوابط، وأنه عندما يكون هناك دولة فلسطينية، فهي على الأقلّ ستضبط كل ما يحصل داخل إطار حدود فلسطين".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإعلان عن دولة فلسطينية، ستتبعه إجراءات أمنية واقتصادية وسياسية وإقليمية، ولن يعود بالإمكان الحديث عن نقاط أخرى عالقة سواء في لبنان أو غيره من دول المنطقة، بسهولة، بعد تلك الإجراءات. فالحلّ سيطال كل شيء، ولا يحتمل لبنان أصلاً عشرات السنوات الإضافية من التجاذب والمشاكل. وبالتالي، الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية سيشكل بداية استقرار على مستوى الشرق الأوسط".

 

استثمار

ورجّح درباس أن "الإيرانيين لن يعود بإمكانهم البقاء خارج الواقعية السياسية في تلك الحالة. فهُم استثمروا بأذرعهم في المنطقة حتى الذروة، ولكن عندما وصلت الأمور الى أن يُصبحوا هم أنفسهم داخل المواجهة، انصرفوا الى الحديث عن الصّبر الاستراتيجي. وهذه واقعية سياسية لا تؤكد أن الصراع مع إيران انتهى، بل تنبّه الى أن طهران لا تدخل الحروب من دون تبصُّر. ولقد لاحظ الجميع كيف أنها نصحت جماعاتها بأن يتحلّوا بالصّبر الاستراتيجي، فأوقفت بذلك الهجمات على القواعد الأميركية في العراق، وأخرجت سوريا من دائرة الخطابات والمواجهة، كما سحبت عدداً من الخبراء والمستشارين العسكريين الإيرانيين منها (سوريا)".

وشرح:"لا أحد يمكنه أن يفصل الحركة الإيرانية عن المصالح الأميركية. كان نظام الشاه موالياً لأميركا في إيران، وهو سقط بسهولة مُنقطِعَة النّظير، وبمباركة أوروبية. وعندما وطّدت الدولة الإيرانية نفسها بعد مرحلة من الصراعات الداخلية في ذلك الوقت، واستقرّ الحكم، بدأت تعمل على التوسُّع خارج حدودها، فاندلعت الحرب بينها وبين العراق، ووُضِعَت كل الإمكانات الغربية والعربية بتصرُّف (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين. وعند انتهاء الحرب، اعتبر صدام أنه انتصر، فهاجم الكويت، وتوجّست الدول العربية منه، لأن تلك الخطوة كانت إعلاناً لهزيمة العرب في حربهم ضد الفرس. ونتيجة لذلك، حصل ما حصل، وسقط نظام صدام حسين بعد سنوات، فبدأ الاستثمار الأميركي في التجاذب الإيراني - الخليجي".

 

مصالح

ولفت درباس الى أن "الولايات المتحدة الأميركية استفادت من هذا التجاذب، فبقيَت تبيع أسلحة متطوّرة. ووصلت الأحوال الى أن وسّع الحوثيون دائرة عملهم، وصاروا يضربون في قلب المملكة العربية السعودية. فأميركا تستثمر في تلك الحالة، وهي تترك الخطر الإيراني ناشطاً، ولا توقفه إلا عندما يقترب من أن يذهب بعيداً".

وختم:"على ضوء ذلك، نجد أن أميركا استفادت من الصراع الخليجي - الفارسي كثيراً، رغم أنها قادرة على أن تحسمه بمختلف الأشكال. وبمعزل عن الهشاشة والرّكاكة في نوعية الحكم الأميركي حالياً، إلا أن ما يُسمّى دولة أميركية عميقة تعرف مصالحها جيّداً، خصوصاً الاقتصادية منها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار