الحرب الكبرى خارج غزة والضفّة وهي على طاولة فلسطينية - فلسطينية فارغة... | أخبار اليوم

الحرب الكبرى خارج غزة والضفّة وهي على طاولة فلسطينية - فلسطينية فارغة...

انطون الفتى | الأربعاء 28 فبراير 2024

مصدر: لحلّ يُخرج السلطة الفلسطينية من حالة السلطة مقصوصة الأجنحة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتضاعف الحاجة يوماً بعد يوم، الى سلطة فلسطينية وازنة وقادرة على التحرّك في الملف الفلسطيني من دون ضوابط أو قيود، وحتى النهاية. سلطة تتحدّث مع الغرب والعرب وإسرائيل والعالم، وتقبل ما تريده، وترفض ما لا تريده للقضية الفلسطينية، بحسب المصالح الفلسطينية، وبمعزل عن منافع الدول "الوسيطة" في الملف الفلسطيني.

 

مفاوضات مباشرة

فبموازاة رفض الحكومة الإسرائيلية الحالية أي كلام في شأن البحث بدولة فلسطينية، وأي اعتراف أحادي الجانب بتلك الدولة، يتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن أن التسوية مع الفلسطينيين لن تتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبَيْن، وذلك رغم علمه بأن لا طرف فلسطينياً موحّداً وقادراً على الجلوس الى طاولة واحدة مع الإسرائيليين، بصلاحيات كاملة تمكّنه من البتّ بأي نقطة.

وهذا يعني أن نتنياهو يستغلّ انعدام الوحدة الفلسطينية، ويراهن على عدم نجاح السلطة الفلسطينية في أي محاولة لتوحيد الفصائل الفلسطينية كافة تحت أجنحتها، فتكون النتيجة أن لا مفاوضات مباشرة بحُكم المنطق والأمر الواقع، ولا دولة فلسطينية مُمكنة في تلك الحالة.

 

مصلحة له...

يؤكد مصدر ديبلوماسي لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بمعزل عن أي اجتماع فلسطيني - فلسطيني، سواء برعاية روسيا أو غيرها من الدول، فمن الضروري جدّاً إيجاد حلّ يُخرج السلطة الفلسطينية من حالة السلطة مقصوصة الأجنحة".

ويُشير الى أن "من يدعم ويشكّل ويموّل السلطة الفلسطينية الآن، هي القوى والدول التي تريد دولة فلسطينية، وهو ما سيجعل تلك الدولة بحاجة الى دعم دولي وإقليمي مستمرّ في صمودها ودورها مستقبلاً، بدلاً من أن تتمتّع بهامش من الاستقلالية".

ويُضيف:"مطالبة نتنياهو بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين في أوان الحرب وانعدام الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وفقدان الوحدة الفلسطينية، هي مصلحة له، إذ إنه لا يبحث عن حلّ للصراع، ولا عن المصلحة الفلسطينية، ولا عن إنهاء الصراع".

 

حروب مستمرة؟

في أي حال، يؤكد مراقبون أن لا مجال لحلّ مشاكل القضية الفلسطينية من دون سلطة فلسطينية مستقلّة، وقادرة على القيام بأدوارها في دولة فلسطينية مستقلّة.

كما لا مجال للحديث عن دولة فلسطينية فعلية، إذا بقيَت بحاجة الى وسطاء بشكل دائم، سواء من جانب قطر، أو مصر، أو غيرهما.

وأمام هذا الواقع، يبدو أن تحقيق الوحدة الفلسطينية هو الحرب الكبرى التي لا تقلّ نتائجها أهميّة عن نتائج حرب غزة. فمن دون وحدة فلسطينية، لا سلطة فلسطينية، ولا مفاوضات حول دولة فلسطينية، ولا دولة فلسطينية، فيما تتمحور مواقف الدول الكبرى الداعية الى حلّ الدولتَيْن، حول ضرورة أن يكون الحلّ النهائي على هذا الصعيد ثمرة لمفاوضات إسرائيلية - فلسطينية، تسبقها وحدة فلسطينية، واتّفاقات فلسطينية - فلسطينية.

وبالتالي، لا يمكن لأحد أن ينتظر من التدمير الهائل الجاري في غزة منذ أشهر، والذي لم يحفّز على تسريع الخطوات باتّجاه الوحدة الفلسطينية، سوى التحضير لمراحل جديدة من استمرار الصراعات والحروب في المنطقة، الى ما بعد سنوات وعقود لاحقة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار