جماعات غائبة عن ساحة "المعركة الوجودية" رغم الحاجة الى كل أنواع الخبرات!... | أخبار اليوم

جماعات غائبة عن ساحة "المعركة الوجودية" رغم الحاجة الى كل أنواع الخبرات!...

انطون الفتى | الخميس 29 فبراير 2024

مصدر: مشروع فارسي كان قابلاً للسقوط فوراً لولا دمجه بقضية فلسطين

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تكشف "جبهة إسناد" غزة في جنوب لبنان منذ تشرين الأول الفائت، وجهاً غريباً على مستوى العمل المقاوم، يقوم على أن فصائل غير لبنانية تعلن عن قصفها المستوطنات الإسرائيلية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وهي لا تزال قادرة حتى الساعة على الإعلان عن أنها رَمَت رشقات صاروخية من لبنان، فيما بعض الأطراف اللبنانية المُعادِيَة لإسرائيل عقائدياً، والتي لطالما تغنّت بأنها هي "المقاومة" وليست فقط "مقاومة"، تتفرّج على ما يجري من "معركة وجودية" (بحسب توصيفات صادرة عن شخصيات مُمانِعَة") في الجنوب اللبناني وغزة، ومن دون أي مسعى واضح للدخول على خط الميدان، ولا حتى على سبيل المحاولة الجدية، ومهما كانت الموانع لها كبيرة.

 

غائبة

فماذا عن "القوميّين" في لبنان مثلاً؟ وماذا عن "الشيوعيين"؟ وماذا عن جماعات أخرى شهدنا عروضاً عسكرية لها بين الحين والآخر، في هذه المنطقة أو تلك خلال مراحل سابقة، فيما هي غائبة عسكرياً عن الميدان.

 

المشروع الفارسي

شرح مصدر خبير في شؤون الكفاح المسلّح أن "كل المقاومات التي نشطت في لبنان خلال مراحل متفاوتة، كانت تنظيمات عسكرية خاضعة لترتيبات تدين بالولاء لأحد خارج الحدود. فالشيوعيون والقوميون مثلاً، وغيرهم أيضاً، حملوا نفحات عقائدية أوسع من لبنان، وأخذوا شكلاً من أشكال مقاومة الاستعمار، وشعارات العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والعمال، والفقراء، لدعم عملهم الميداني في الماضي. ولكن هؤلاء أنفسهم تغاضوا عن الاستعمار الجديد للمنطقة الكامن في المشروع الفارسي الذي تحالفوا معه. فهذا المشروع مُجهَّز من أجل التوسُّع الإقليمي على شكل مقاومة، وهو لم يبدأ عمله الفعلي في لبنان خلال الثمانينيات، إلا بعد إزاحة كل الأحزاب والجماعات التي كانت تقاوم إسرائيل في جنوب لبنان آنذاك. وبذلك، فُتِحَت الأبواب لاحتكار صفة المقاومة، خدمةً للمشروع الفارسي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عنوان فلسطين رفعته إيران من أجل اختراقها العالم الإسلامي. فمشروع ولاية الفقيه، والثورة الإسلامية، وتصدير الثورة هو مشروع فارسي شيعي، وكان قابلاً للسقوط فوراً قبل أربعة عقود لولا دمجه بقضية فلسطين والمسجد الأقصى والقدس. فالفكرة الأساسية فيه هي تحقيق الوحدة الإسلامية، ولكن توحيد المسلمين شيعة وسُنّة كلّهم تحت راية الولي الفقيه. وهذا غير مقبول سُنيّاً، فأعطته إيران صبغة فلسطينية، وصورة مقاومة، حتى تنجح بعملها داخل الدول العربية".

 

شمّاعات للتبرير

ولفت المصدر الى أن "جبهة الإسناد في الجنوب لم تقدّم للبنان سوى المزيد من الأزمات والتدمير، ومن دون أي تأثير إيجابي ينعكس على قطاع غزة والقضية الفلسطينية. وأما الإعلان عن أن هناك فصائل غير لبنانية تُطلق الصواريخ على إسرائيل من حين الى آخر، فهذا تكتيك تسعى طهران من خلاله الى عدم إشعال الجنوب بالكامل، خصوصاً أن الظروف الجيوسياسية في المنطقة خلال 2024 مختلفة تماماً عن تلك التي كانت تتحكّم بالأمور في عام 2006، لا سيّما مع الوجود العسكري الإيراني والروسي في سوريا".

وختم:"ثبُتَ مع مرور الوقت أن كل القضايا والأفكار والعناوين التي تُطرح في لبنان على أساس أنها مقاومة، لا تتجاوز حقيقة أنها شمّاعات استُعمِلَت وتُستعمَل لتبرير حمل السلاح".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار