ماذا لو تحدّثت دخل الله بإسم "الناتو" في أوان هجوم إسرائيلي على لبنان؟... | أخبار اليوم

ماذا لو تحدّثت دخل الله بإسم "الناتو" في أوان هجوم إسرائيلي على لبنان؟...

انطون الفتى | الخميس 29 فبراير 2024

مصدر: الخطر الأكبر هو السّعي لشلّ القدرات في الجنوب بواسطة القصف اليومي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

تزداد التناقضات الشديدة التي يقوم عليها لبنان، والتي تسمح ببقائه حتى الساعة رغم توفُّر كل ظروف الزوال فيه.

 

إلا في الداخل...

فبمعزل عمّن يرفع إسم لبنان "بالعالي" في الخارج أو لا، من بين المغتربين في القطاعات كافّة، و(بمعزل) عن الخبرات والمواهب اللبنانية التي تبيّض صورته في بلدان العالم، فإن أكثر ما يلفت الانتباه هو أن هذا البلد موجود بحسناته في كل مكان، إلا في الداخل، فيما يمكن للكواكب والمجرّات أن تستفيد من الخبرات والمواهب التي يختزنها، بينما داخله لا.

هذا فضلاً عن أن تلك الحالة لا تساعد على تهديم البنيان، تمهيداً لإقامة آخر، ولا هي تساهم في تصحيح الخروق الكثيرة التي يقوم عليها البلد.

 

العدل والأمن

فعلى سبيل المثال، يدفعنا إسناد منصب رئيس محكمة العدل الدولية للقاضي اللبناني نواف سلام، للنّظر الى مواطن لبناني على رأس واحدة من أكبر مؤسّسات العدالة الدولية (من حيث المبدأ، وبمعزل عن الخبرة الملموسة على الأرض)، فيما لبنان هو الأبْعَد عن أن يكون دولة قانون ومؤسّسات وعدالة.

والإعلان عن تعيين البريطانية من أصل لبناني فرح دخل الله في منصب ‏المتحدّث الرسمي بإسم حلف "الناتو"، وعن أنها أول امرأة من أصول عربية تتولى هذا المنصب، يذكّرنا بأن المتحدّثة بإسم تحالف عسكري وأمني دولي كبير جدّاً تأتي من بلد (لبنان) يفتقر الى الأمن والأمان، والى سلطة أمنية وعسكرية واحدة، ويعاني من تعدّديات أمنية وعسكرية تجعله في حالة مواجهة وتصارُع مع مصالح المنظومة "الأطلسية" التي ستنطق هي بإسمها، ومع العالم، على مستويات عدة، وبأشكال متفاوتة.

 

توغّل برّي

فهل هذا هو أقصى ما يمكن للبنان أن يكونه؟ وماذا عن المخاطر المُحدِقَة به على مستوى ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن قلق أميركي من احتمال قيام إسرائيل بتوغُّل برّي فيه خلال الربيع القادم، إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في تطبيق القرار 1701، بينما هناك العديد من الشخصيات اللبنانية أو لبنانية الأصل، على رأس مؤسّسات قضائية وأمنية دولية، أو يضطّلعون بمهام دولية، يعجز لبنان عن الاستفادة من مفاعيلها ولا حتى لحماية نفسه، على أي صعيد كان؟

 

الخطر الأكبر

رأى مصدر مُتابِع أن "قوّة لبنان الحقيقية، وهويّته، ودوره، يستمدّها من اللبنانيين في الخارج، وليس من دولته في الداخل. وهذا يعود الى حالة الهيمنة الخارجية المتعدّدة التي لطالما تعرّض لها البلد ومؤسّسات الدولة فيه. وبالتالي، لا دولة في لبنان، ولا جمهورية، ولا مجال لفعل شيء، إلا إذا انتهت حالة الهيمنة والسيطرة التي يُعاني منها بدفع خارجي، وشراكة داخلية".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "خطر الحرب جدّي. والخطر الأكبر هو استمرار العمليات بهذا الشكل، والسّعي الإسرائيلي لشلّ القدرات العسكرية الموجودة في جنوب لبنان بواسطة القصف البرّي والجوّي اليومي، بهذه الوتيرة".

 

معركة كبيرة

وذكّر المصدر بأن "إسرائيل تعيش حالياً حالة من القلق الوجودي، فيما العامل الرئيسي لوجود الجيش الإسرائيلي ولعقيدته القتالية هو حماية اليهود في العالم الذين يهاجرون آتين الى بقعة جغرافية إسمها إسرائيل. وتشعر تل أبيب الآن أن هذا الدور بخطر، إذا لم ينجح جيشها بإعادة سكان مناطقها الشمالية الى مستوطناتهم ومنازلهم".

وختم:"خفض حظوظ المواجهة والحرب في لبنان يحتاج الى تفاهم كبير يُبعِد القدرات العسكرية الإيرانية الموجودة في الجنوب عن حدود إسرائيل. وأما إذا فشل ذلك، فلا يمكن استبعاد مخاطر اندلاع معركة كبيرة جدّاً، سيكون لها نتائج كثيرة على لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار