هل أرسلت أميركا عبر CNN الإنذار شبه الأخير عن حرب حتميّة في لبنان؟ | أخبار اليوم

هل أرسلت أميركا عبر CNN الإنذار شبه الأخير عن حرب حتميّة في لبنان؟

انطون الفتى | الجمعة 01 مارس 2024

مصدر: الدليل الأكبر هو تجديد إسرائيل لميزانية إجلاء المستوطنين لغاية 10 تموز

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل هو تبليغ شبه رسمي باندلاع حرب مُؤكَّدَة، أرسلته الولايات المتحدة الأميركية الى ما تبقّى من "قصقوصة" دولة في لبنان إعلاميّاً، عبر شبكة CNN، لرفع العتب مستقبلاً، وحتى لا يُقال بعد أشهر إن واشنطن خدعت بيروت، ولم تحذّرها كما يجب، ولم تبلّغها بما كان يتوجّب إبلاغها به بجديّة، بشكل مُسبَق؟

 

"قلّة فرق"

فقد نقلت الشبكة الإعلامية الأميركية عن مسؤولين في الإدارة والاستخبارات الأميركية، أن هناك مخاوف من قيام إسرائيل بعملية بريّة إسرائيلية في جنوب لبنان أواخر الربيع أو أوائل الصيف القادم، وأن الاستخبارات الأميركية حذّرت من أن أي عملية من هذا النوع قد تؤدي إلى تصعيد كبير، وذلك بموازاة الإشارة الى أن تهديد تل أبيب بعملية عسكرية هو محاولة للضغط من أجل التوصُّل لاتفاق بشأن الحدود، وتأكيد أن المسؤولين في الإدارة والاستخبارات (الأميركية) يعملون على افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان خلال الأشهر القادمة. وهذا يؤكد أن الرغبة العامة بحلّ الأمور من دون حرب، تترافق مع تحضيرات لكل الاحتمالات العسكرية أيضاً. فهل قامت الولايات المتحدة الأميركية بواجباتها وأبلغت لبنان بشكل إعلامي؟

في أي حال، "قلّة فرق". فنحن نعلم كشعب لبناني أننا سنُترَك لمصيرنا في كل الحالات، تحت حُكم سلطة تُوزِّع الابتسامات في الأمم المتحدة، وخلال بعض الاجتماعات الخارجية، وفي الاستقبالات المحليّة، مُؤكِّدَةً أنها تعمل كل ما في وسعها لتجنُّب حرب، نشعر يومياً باقتراب ساعة إعلانها، أكثر فأكثر.

 

البلد بخير...

فالسلطة اللبنانية تحكم ولا تحكم، تتبلّغ ولا تتبلّغ، تفهم ولا تفهم، وهي مُجتهدة بشيء واحد فقط، هو الكلام لا أكثر. فالتصريحات المُستخفّة باحتمالات اندلاع حرب تغطي البلد من شماله الى جنوبه، ومن بقاعه الى بيروت. ولكن المساعي الجديّة لتزكية الحلول الديبلوماسية لا توجد في السراي، ولا في أي مقرّ رسمي آخر، ولا هي مرهونة بإنهاء الفراغ الرئاسي أو لا. فالبلد يسير نحو الحرب بخطوات سريعة جدّاً كما يبدو، وقد تنطلق شرارتها الفعلية الأولى في أوان تأكيد أي مسؤول لبناني كبير، خلال مؤتمر صحافي مثلاً، أن البلد بخير، وأن لا ضرورة للتهويل، وأن كل شيء تحت السيطرة.

 

شبه حتميّة؟

أوضح مصدر خبير في الشؤون الأمنية أن "الدليل الأكبر على أن الحرب شبه حتميّة، هو التجديد الإسرائيلي للميزانية الخاصّة بإجلاء المستوطنين القاطنين على حدود لبنان لغاية 10 تموز القادم، وهو ما يعني أن إسرائيل ستتحمّل تكاليف السكن والطعام وكل ما يتعلّق ببقائهم خارج المستوطنات لما بعد أشهر. وهذا التجديد يؤكد أن نهاية الأمور لن تكون قريبة، ومن دون حرب".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حرب غزة لن تتوقّف على الأرجح، طالما استمرّ أي نوع من التنظيمات القادرة على إحداث توتّر أمني على مستوى المنطقة. فالمسألة لا تتوقّف على "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة فقط، بل تتجاوزهما لتطال كل الفصائل المسلّحة الناشطة في دول الشرق الأوسط.  فاحتفاظ تلك المجموعات بالقدرة على التحرّك العسكري، وعلى القيام بأعمال أمنية، سيُطيل أمد الحروب".

وختم:"الحلّ المطلوب بالديبلوماسية أو بالحرب قد لا يحتاج الى سنوات، إذ من الممكن أن يُتَّفَق مع إيران على حلّ سياسي، تُخرِج طهران بموجبه كل تلك الفصائل من الخدمة. ولكن الحرب تأتي كخيار ثانٍ إذا فشلت الحلول السياسية خلال وقت مقبول. فلا مجال لحلّ نهائي على مستوى الشرق الأوسط إذا بقيَت أي مجموعة قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية مُباغِتَة كما يحلو لها، وفي أي وقت".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار