"تسوية بكين"... استقرار وازدهار يرصدان الصين التي أُجبِرَت على السّقوط في البحر! | أخبار اليوم

"تسوية بكين"... استقرار وازدهار يرصدان الصين التي أُجبِرَت على السّقوط في البحر!

انطون الفتى | الجمعة 01 مارس 2024

مصدر: للنّظر الى مستقبل الاستقرار من خلال الحركات الإسلامية التي تحكم الشرق الأوسط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تحلّ بعد أيام الذكرى السنوية الأولى لـ "تسوية بكين" بين إيران والسعودية، وهي الاتّفاق الصيني - الإيراني - السعودي، الذي جعل الجميع ينتظرون نقلة نوعية يُحدثها في المنطقة على مستوى إرساء الاستقرار، بينما أتت النتيجة أقلّ من التوقّعات والانتظارات بكثير.

 

الصين في البحر...

فهذا الاتّفاق لم ينجح في تجنيب المنطقة الصراعات. وهو بدلاً من أن يُساهم بعَدَم تمديد وتوسيع حرب غزة الى البحر الأحمر، جعل الصين بذاتها في البحر، بعدما حرّكت بعض قطعها البحرية من أجل حماية السّفن والملاحة المُوافِقَة لمصالحها. فبمعزل عن الرسائل الصينية للأميركيين من جراء التحرُّك الصيني البحري هذا، وعن رغبة بكين بزيادة نفوذها في الخليج والشرق الأوسط، وعن تشجيع بعض الدول الخليجية على دخول صيني أكبر في المنطقة، يبدو أن تسوية بكين لم تنجح حتى الساعة سوى بتحييد الدول الخليجية عن المسيّرات والصواريخ، وبإطلاق العنان لعدد من المشاريع الاقتصادية بين إيران والسعودية، وبإرساء استقرار أمني مقبول في منطقة الخليج، يسمح بالمضيّ قدُماً في مشاريع الاجتذاب السياحي.

ولكن التسوية تلك لم تعزّز الاستقرار العام، ولم توفّر البيئة المُناسِبَة لعَدَم تمديد الصراع في غزة الى عموم المنطقة، ولا حتى بـ "مُوْنة" صينية على إيران، ولا باجتذاب مالي واقتصادي خليجي للإيرانيين.

 

الحركات الإسلامية

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "بتسوية إيرانية - سعودية في بكين، أو من دونها، وبمعزل عن الحرب الدائرة في غزة، لا بدّ من النّظر الى مستقبل الاستقرار أو عدم الاستقرار في المنطقة من خلال الحركات الإسلامية التي تحكم هي الشرق الأوسط بشكل فعلي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مستقبل تلك الحركات مرهون بالمعادلة التي يمكن أن تُرسَم مستقبلاً بين إيران وتركيا والقوى العربية وإسرائيل، وبما يمكنه أن يحدث بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وأوروبا. وهذا يتطلّب النّظر الى مستقبل المشاكل الكبيرة جدّاً، والتي باتت عالمية بشكل أساسي، أكثر ممّا هي محليّة أو إقليمية".

 

عالمية...

وذكّر المصدر بأن "حركة "حماس" التي أشعلت الشرق الأوسط في 7 تشرين الأول الفائت، ونقلت الصراع الى لبنان ومنطقة المشرق، وممرّات البحر الأحمر عبر تنظيمات أخرى شبيهة بها، ليست فلسطينية. ولا الحركات المُقاتِلَة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لبنانية، أو سورية، أو عراقية، أو يمنية".

وشرح:"الصفة الرسمية لـ "حماس"، ولغيرها من التنظيمات المسلّحة في المنطقة، هي أنها حركة "المقاومة الإسلامية"، وليست المقاومة الفلسطينية، أو اللبنانية، أو العراقية، أو غيرها. والسبب بسيط، وهو أن تلك التنظيمات هي حركات إسلامية عالمية، تنتمي الى الإسلام السياسي والعسكري العالمي، وهو ما يعني أن هدفها الأساسي لا دخل له بتحرير فلسطين، بل تحرير العالم كلّه من خلال التحضير لحرب تشمل كل مناطق ودول العالم".

 

لا هوية

وأكد المصدر أن "هذه الوقائع هي التي تتحكّم بمستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط، وبتسوية بكين، وليس أي اتّفاق بين دولة إقليمية وأخرى. فهذه معركة عالمية، تخوضها حركات إسلامية عالمية، حكمت بعض الظروف عليها أن ترتبط بإيران منذ عقود. ولكنها قد ترتبط بغير طهران في المستقبل. وهنا نذكّر بأن "حماس" في أوان انطلاقتها، لم تَكُن مربوطة بالإيرانيين تماماً، وهي تستند الى طهران اليوم، والى علاقات قوية وبنيوية تجمعها بتركيا وقطر أيضاً. وهذا لا دخل له بالقضية الفلسطينية، بل بأمور تتجاوز الشرق الأوسط".

وأضاف:"هذه التنظيمات ترفض أن تعرّف عن نفسها بهوية البلدان التي تنتمي إليها، والتي تعمل منها، وهي تجاهر بذلك. كما أنها لا تهتمّ بإقامة حوار مع أي جهة، ولا بالنّقاش مع أحد، وهي لا تمتلك أي جانب وطني تامّ حصراً".

وختم:"المسألة لا تتوقّف على نجاح أو فشل تسوية بكين. فمستقبل المنطقة والاستقرار فيها تحكمه المعادلات التي ستقوم بين القوى الإقليمية الكبرى فيها، وبين القوى الدولية التي تتحكم بالعالم، وسط مشاكل يوميّة متزايِدَة جدّاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار