أهل غزة لم يُعاقَبوا يوماً بسبب "حماس" فلماذا تُمنَع الجامعة والدواء عن اللبنانيين جماعيّاً؟ | أخبار اليوم

أهل غزة لم يُعاقَبوا يوماً بسبب "حماس" فلماذا تُمنَع الجامعة والدواء عن اللبنانيين جماعيّاً؟

انطون الفتى | الجمعة 01 مارس 2024

مصدر: من يريد استقراره الغذائي والصحي سيجد نفسه مضطّراً لمغادرة لبنان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن وجوب العمل الدولي السريع من أجل وقف الحرب في غزة، وكل ما ينتج عنها من أزمات ومشاكل ومجاعة، يستوقفنا المجتمع الدولي الذي "يبكي" على شعب القطاع هناك إنسانيّاً، والذي يُنفق من أمواله على شاحنات مساعدات يوميّة لغزة منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023، وعلى النازحين السوريين لإبقائهم في بلدان النزوح، فيما هو تفرّج ويتفرّج وسيتفرّج على اللبنانيين مهما عانوا، ومهما احتاجوا الى مساعدات إنسانية.

 

لماذا؟

قد تكون "مظاهر الحياة النابضة" المنشورة في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية، وعلى شاشات معظم وسائل الإعلام اللبنانية، دليلاً على أن الحياة لا تزال هي هي في لبنان، قبل أزمة 2019 وبعدها. ولكن ما يعلمه الجميع، هو أن هناك طغمة لبنانية بحاجة الى مساعدات في كل شيء، وعلى كل صعيد، بدءاً من المدرسة، وصولاً الى الجامعة، والطعام، والكهرباء، والمياه، والدواء، والاستشفاء... وهي لا تستنزف خزائن دول الخارج، ولا تكلّفها ربع ما تكلّفه المساعدات الدائمة لقطاع غزة، وللنازحين السوريين.

وبالتالي، لماذا إصرار المجتمع الدولي الدائم على أن لا شيء فعلياً لفقراء لبنان، إلا بعد تطبيق الإصلاحات، وتشكيل حكومة، واحترام المهل الدستورية، ورغم أن الجميع يعلم أن كل تلك الشروط لا تقدّم ولا تؤخّر في حالة لبنان؟

 

لا بقلاوة

ولماذا يُقال لنا كلبنانيين جميعاً، إنكم انتخبتُم تلك الطغمة الحاكمة، فتحمّلوا مسؤولياتكم، و"ما تنقّوا"، في وقت أن شعب غزة نفسه هو الذي مكّن "حماس" من السيطرة على القطاع بموجب انتخابات قيل يوماً إنها مسار ديموقراطي، وإنه يتوجّب الاعتراف بها، واحترام حقّ الفلسطينيين بتقرير مصيرهم.

فلماذا يحقّ لأهل غزة أن ينتخبوا من يريدونه، وأن ينعموا بكل أشكال المساعدات الإنسانية الدولية، فيما لا يحقّ للّبنانيين بشيء؟ مع الإشارة الى أن تشكيل الحكومة في أيلول عام 2021، التي رحّبت بها كل دول العالم، لم يُطعمنا البقلاوة لا سياسياً، ولا اقتصادياً، ولا معيشيّاً، ولا حتى على مستوى المساعدات الإنسانية الدولية.

 

شعب "روبو"

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "الفقر سيزداد في لبنان، والمفارقة هي أنه سيترافق مع مزيد من التطرّف والتعصّب وانتشار مختلف أنواع العصبيات والجهل، في صفوف اللبنانيين. فنحن نسير في طريق العَوَز الشديد والحاجة الى أي نوع من المساعدات على غرار شعب غزة الذي يعاني من مفاعيل الحرب، مع فارق أساسي، وهو أنه لن ينظر أحد إلينا في لبنان".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا في أسوأ مرحلة من تاريخنا. ولا شيء مستقبلاً سوى أن من يريد أن يدخل جامعة أو مدرسة، أو حتى من يريد أن يؤمّن استقراره الغذائي والصحي، سيجد نفسه مضطّراً لمغادرة لبنان. فقبل أربع سنوات مثلاً، كان لا يزال ممكناً توفير الأدوية للفقراء، وأما اليوم فلا، وقد ازدادت الأوضاع الصحية سوءاً بعد انتهاء مرحلة "كوفيد - 19" بدلاً من أن تتحسّن".

وختم:"لبنان يتراجع على المستويات كافّة. فعمليات السرقة والتهريب في ارتفاع، وهذه إشارات سلبية جدّاً. والواقع هو أن لا شيء ملموساً يمكن للّبنانيين أن يتّكلوا عليه. فالمجتمع الدولي أكبر كذبة، إذ إنه جماعة تتفرّج على مصائب الناس، فيما تحوّل شعبنا الى "روبو" يعيش الانهيار".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار