إسقاط المساعدات للناس على طريقة "اللّي سَبَق شمّ الحَبَق"... في لبنان؟؟؟ | أخبار اليوم

إسقاط المساعدات للناس على طريقة "اللّي سَبَق شمّ الحَبَق"... في لبنان؟؟؟

انطون الفتى | الإثنين 04 مارس 2024

مصدر: العمل السياسي والعسكري مُرتَبِط بالدول والقوى وليس بالمنطق الإنساني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

على قدر قساوة مشاهد إلقاء المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزة جوّاً، بسبب العرقلة الإسرائيلية لدخول الشاحنات برّاً، يطرح تسابُق الناس على الحصص الغذائية والحاجات الحياتية مسألة أساسية، وهي كيف يمكن للحرب أن تصل الى مرحلة تؤثّر فيها على حياة المدنيين أكثر من الجانب العسكري بحدّ ذاته.

 

"حصّة الأسد"

فبحسب أكثر من مُراقِب، يشكل الجانب الإنساني مساحة سياسية - عسكرية، لا سيّما في حالات الحروب الشبيهة بحرب غزة. ففي تلك الحالات، تكون الفصائل المُقاتِلَة مُستترة بين الناس، أي انها تحصل على المساعدات الإنسانية التي من المُفتَرَض تخصيصها للمدنيّين فقط، على غرارهم، وصولاً الى درجة أن بإمكان العناصر المسلّحة مدنيّة الظاهر أن تنال "حصّة الأسد" منها (المساعدات) في بعض الأحيان، وذلك على حساب فئات اجتماعية لا دخل لها بالحرب على أي صعيد.

 

الجوع

وأمام هذا الواقع، وبمعزل عن الجانب السياسي والعسكري ليوميات الحرب الدائرة بين إسرائيل من جهة، وحركة "حماس" وباقي الفصائل المسلّحة من جهة أخرى، منذ 7 تشرين الأول الفائت، يبدو أن إلقاء المساعدات الإنسانية جوّاً خطوة سياسية، تساهم كل الدول المُشارِكَة فيها بتسهيل مراقبة مصيرها (المساعدات) عبر التصوير والرّصد الجوّي، وذلك لمعرفة هل تبقى تلك المساعدات فوق الأرض؟ أم هل "تنزل" الى ما تحتها؟ وتأثير ذلك على إمداد عناصر الفصائل المُقاتِلَة بالطعام والحاجات المعيشية.

فالى أي مدى يُساهم ذلك بالإمعان في المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني الذي يعيش فوق الأرض، والذي لا دخل لكل شرائحه بالحرب في شكل مباشر؟

وماذا عن مصيرنا نحن في لبنان، في ما لو اندلعت الحرب، ووصلنا الى مرحلة الحاجة الى مساعدات إنسانية وغذائية يومية؟ هل سنُضطَّر الى التهافت كأهل غزة من أجل الحصول عليها، وعلى طريقة "اللي سبق شمّ الحبق"؟ وماذا عن تأثير ذلك على احتمال التسبُّب بجوع لدى عدد من الشرائح اللبنانية؟

 

في لبنان؟

استبعد مصدر مُواكِب ليوميات الحرب في غزة أن "يصل الشعب اللبناني الى تلك الحالة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "حلّ بنا ما هو أسوأ من أوضاع أهل غزة كما كانوا قبل الحرب، وذلك خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحديداً. فقطاع غزة، ورغم جولات التصعيد العسكري المتتالية فيه قبل 7 أكتوبر 2023، إلا أنه كان ينال حصّة يومية ومُنتَظِمَة من المساعدات الإنسانية قبل الحرب. ولكن من غير المرجَّح أن نصل الى حالة الاضطرار الى التهافُت من أجل حصص غذائية، إذا توسّعت الحرب الى لبنان. وحتى إننا لن نُضطَّر الى البحث بالاحتمالات القاتمة، إذا توفّرت الظروف المناسبة لعدم انزلاقنا الى تصعيد عسكري".

 

المنطق الإنساني...

وأكد المصدر أن "أفقر الفئات الاجتماعية هي التي تدفع الثمن دائماً. وهذا الواقع لا يتعلّق بقطاع غزة، ولا بلبنان فقط. لننظر الى أوكرانيا، والسودان، واليمن، وغيرها من البلدان، حيث يدفع الناس ثمن الحروب والصراعات، ولا أحد يسأل عنهم. والصورة الأكمل لهذا الواقع محلياً، هو ما عشناه خلال الحرب اللبنانية، عندما تفرّج الداخل والخارج معاً على معاناة أفقر الفئات اللبنانية، وسط مساعدات إنسانية استفادت منها الأحزاب والتيارات السياسية بدلاً من الناس".

وختم:"تتحمّل الشعوب دائماً النتائج اليومية للأخطاء السياسية والعسكرية التي ترتكبها الأطراف الحاكمة أو المُمسِكَة بالأرض في أي مكان. فالعمل السياسي والعسكري مُرتَبِط بمنطق الدول والقوى الحاكمة والفاعلة، وليس بالمنطق الإنساني".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار