افتتاح كازينو "المجازر النسائية" في 8 آذار... مشروب لكل الأعمار والمواقف مُؤمَّنَة! | أخبار اليوم

افتتاح كازينو "المجازر النسائية" في 8 آذار... مشروب لكل الأعمار والمواقف مُؤمَّنَة!

انطون الفتى | الثلاثاء 05 مارس 2024

سكرية: للحفاظ على توازن القاعدة الطبيعية والتكوينية التي تجعل أدوارها مختلفة عن أدوار الرجل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

من يريد أن يوصّف الأسطر التالية على أساس أنها مكتوبة من جانب عنصري و"معقَّد"، فليفعل ذلك.

فكلّ إنسان حرّ بأن يفكّر كما يحلو له، ولكن الحقيقة تبقى الحقيقة، ولو أن أجيالاً باتت تتربّى منذ عقود على أن الأبيض والأسود واحد، وأن الخطأ مُعادِل للـ "صحّ".

 

الصحراء...

مع احترامنا الشديد لجميع الناس، إلا أن بوادر "التفحيل" بدأت تتزايد منذ أيام، وهو الوضع الذي سيستمرّ الى ما بعد 8 الجاري، وهو يوم المرأة العالمي.

فنحن لسنا ضدّ المرأة، ولا ضدّ الرجل، ولا ضدّ تخصيص يوم لها في 8 آذار من كل عام. ولكن لا بدّ لكل من يشارك أو يتكلّم خلال تلك المناسبات من أن يوقف الكذب والنّفاق على ذاته أوّلاً، قبل الآخرين.

فعلى سبيل المثال، من قال إن الصحراء يجب أن تكون خضراء، وأرضاً زراعية خصبة؟ ومن قال إن الرب لم يجعل جمالها برمالها وطبيعتها غير القابلة لنمو الثروات الزراعية؟ ولكن ها هو الإنسان يخرّب الواقع، ويجهد بتحويلها الى أراضٍ زراعية بشتّى الطُّرُق. ورغم ذلك، تبقى تلك الأساليب اصطناعية، وهي تحوّل المساحات الرملية السحرية الى أماكن غير جذّابة، مهما كانت الأساليب التكنولوجية قوية.

 

يوم المرأة

والأمر نفسه يعيشه العالم سنوياً على مستوى يوم المرأة العالمي (خصوصاً)، وفي يوم الرجل العالمي (بنسبة أقلّ)، والتي تجنح لتكون الأشكال التأسيسية الأولى منذ عقود، لتقبُّل المثلية الجنسية، في مكان ما.

فعندما يُقال في احتفال نسائي إن المرأة مثل الرجل، أو نصف الرجل، أو ربعه، أو ثلثه، أو ثلاثة أرباعه، أو عقل الرجل، أو قلب الرجل، أو...، فهذا ضياع لهوية المرأة بالرجل، وليس تأكيداً للمساواة بينهما.

فالمرأة هي المرأة، ويجب أن تكون امرأة. والرجل هو رجل، ويجب أن يكون رجلاً، لا قلب المرأة، ولا عقلها، ولا نخاعها الشوكي، ولا "حشيشة كبدها"... وما خلقه الرب من فوارق فيزيولوجية ونفسية بين الكائنَيْن يجب احترامه بالكامل.

 

اصطناعي

وأما إذا كان الرجل يُسابق المرأة الى عرض الأزياء، والى تصميم الأزياء والمجوهرات النسائية، والى مسابقات الجمال، والى الأعمال ذات الطابع التجميلي الأنثوي... و(إذا كانت) المرأة تسابقه الى المصارعة، والرياضات العنيفة، والأعمال العسكرية، وتلك التي تتمتّع بطابع ذكوري في الأساس... فهذا ممكن، ولكنّه اصطناعي، إذ إن لكل كيان من كيانَيْهما هوية خاصّة به، مخلوقة إلهياً، ومُعطاة له إلهياً، وهي تكمّل هويّتهما الجنسية المختلفة بينهما.

 

"تفحيل"

وبالتالي، الرجل هو رجل، والمرأة هي امرأة. وأما للمصرّين على أن الرجل والمرأة واحد، بشكل يضيّع الخصائص الخاصّة لكلّ منهما بحسب الخلق الإلهي، نكتفي بدعوتهم الى التأمُّل بلباس النّساء المُصارِعات تحديداً، الذي يُفقدهنّ نسبة كبيرة من كرامتهنّ ككائنات بشرية، إذ تُظهر الجسد بقدر كبير من قلّة الاحترام، وبشكل يشوّه الخلق الإلهي، والكرامة المحفوظة إلهياً لكلّ جسد بشري.

وبالتالي، ما على النساء المحترمات في عصرنا الحاضر إلا أن يقبلنَ بأن المرأة هي امرأة، وبأن الرجل هو رجل، وبأن ذلك ليس انتقاصاً من كرامة أحد، ولا من شأنه، بل هو احترام للفوارق الطبيعية المخلوقة إلهيّاً لكلّ منهما، والتي تجعل من المرأة كياناً مختلفاً عن الرجل بكل شيء، ومساوِياً له في الكرامة، والحقوق، والواجبات، من دون "تفحيل".

 

بالتكوين...

شدّد رئيس حملة "الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية على أنه "من السّهل جدّاً اتّهام من يتحدث بهذا المنطق بأنه عنصري. ولكن أن يكون الرجل رجلاً والمرأة إمرأة، وأن يلتزما بالمساحة الخاصّة بهما من حيث التكوين والطبيعة، هو الأمر الصحيح. فالتكوين الفيزيولوجي للمرأة مختلف عن ذاك الذي يتعلّق بالرجل".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "بكلامنا هذا لا نكون ندعم التخلُّف، ولا القول إن المرأة يجب أن تُخصَّص للمنزل فقط. فالمرأة يجب أن تعمل وتتعلّم وتفعّل عقلها وتأخذ دورها، ولكن مع الحفاظ على توازن القاعدة الطبيعية والتكوينية التي تجعل أدوارها مختلفة عن أدوار الرجل، وعمّا هو مطلوب منه".

 

الأنوثة

وأشار سكرية الى أن "اختلال التوازن يتمّ بتحريض من شعارات دولية تلبس لباس حقوق المرأة، بينما هي أقرب الى أن تكون كلمة حقّ يُراد بها باطل. فهذه الشعارات تأخذ منحًى خطيراً، إذ تدمج بين دور المرأة ودور الرجل، وتجعل كل شيء شبيهاً ببعضه. وهذا يُساهم بخراب العائلات، وبتدمير الزواجات، ويُكثر من حالات الطلاق بسبب الإدارة المشبوهة للمناداة بحقوق المرأة، التي باتت تتخطى ما يمكن لأي إنسان أن يقبله بطبيعته كإنسان".

وأضاف:"أخطر ما في هذا الموضوع، هو تسبُّبه أحياناً كثيرة بضياع الخصائص الخاصّة بكلّ من الرجل والمرأة، بشكل قد يساهم بتسلُّل أفكار وطروحات تدور حول السّحاق الجنسي، الذي يترافق عادةً مع ارتفاع النزعة السلطوية لدى النّساء، وصولاً الى حدّ الدفع باتّجاه المطالبة بتمكين الفتيات والفتيان من اختيار إذا ما كانوا يريدون أن يكونوا ذكوراً أو إناثاً، اعتباراً من عمر معيّن".

وختم:"هناك الكثير من الرّخص الشعبوي والتسويق الاجتماعي والانتخابي، والسطحية والتفاهة في الحديث عن حقوق المرأة. بينما من يحترم المرأة، هو ذاك الذي يقدّر عقلها وقدراتها وأنوثتها فعلياً. فزخم المرأة من حيث الطبيعة يكمن بأنوثتها وطبيعتها الهادئة. والأنوثة بعيدة كلّ البُعد من الإطار الجنسي المُبتذَل، وهي مصدر قوّة للمرأة. وهذا هو الإطار الذي يجب أن يُضاف إليه سعي المرأة الى مشاركة الرجل في بناء المجتمع".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار