مصدر: هي تقصف لإرضاء شعبها بأنها تنتقم له ولتخويف خصومها
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
إسرائيل التي صُعِقَت في 7 أكتوبر 2023 بالتسلُّل، وبالعمليات العسكرية التي نفّذها عناصر حركة "حماس" والفصائل المسلّحة في جنوبها، صَعَقَت العالم بعنف ردودها التي تنفّذها في جنوب لبنان، كردّ على عمليات "جبهة الإسناد" المفتوحة عليها من الجنوب اللبناني.
عدم التّصعيد
هذا هو الرأي الذي يُجمِع عليه أكثر من مصدر ديبلوماسي. ففيما كان الجميع يتوقّع أن تكون شراسة القصف الإسرائيلي مركَّزَة في قطاع غزة، بموازاة جبهة استنزاف لبنانية تُسقط الجيش الإسرائيلي بما يُشبه المُستنقع الحقيقي، أظهرت تل أبيب عنفاً في جنوب لبنان أيضاً. ورغم ذلك، تركز معظم دول العالم على دعوة إسرائيل الى جعل ردّها على عمليات 7 أكتوبر في قطاع غزة مُتناسِبَة، أي غير مُفرِطَة في العنف، فيما يتجاهل الجميع أمر واقع أن هناك عنفاً إسرائيلياً شديداً في جنوب لبنان أيضاً، وسط اكتفاء بالدّعوة الى عدم التّصعيد، وعدم تجاوز قواعد الاشتباك.
شهر واحد؟
أشار مصدر ديبلوماسي الى أن "العمليات العسكرية التي يشهدها جنوب لبنان منذ تشرين الأول الفائت، تؤكد أن هناك بنكاً إسرائيلياً كبيراً من الأهداف المُحضَّرَة منذ سنوات هناك".
وكشف في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "معظم الأروقة الدولية تراقب عمليات جنوب لبنان بشكل قد يفوق رصدها لجبهات غزة، في بعض الأحيان. فإسرائيل، ومن خلال التكنولوجيا المتطوّرة والاستعانة بعملائها، تستهدف أهدافها بشكل سريع نسبياً، يُظهر الاستعداد لمثل تلك العمليات على مدى سنوات، وهو ما يستقطب اهتمام معظم المراقبين للجبهة الجنوبية حول العالم، خصوصاً إذا حصل أي تطوّر يُساهم بزيادة التّصعيد والعنف".
وختم:"بعد خمسة أشهر من اندلاع الحرب في غزة، انتقلت إسرائيل من مرحلة الضياع و"الكوما" التي رافقتها خلال الأسابيع الأولى لبَدْء العمليات العسكرية، الى ردّة الفعل، ومن ثم الى الردع. ويبدو منذ مدّة أنها استعادت المبادرة العسكرية والسياسية على مستويات عدّة. فهي تقصف لإرضاء شعبها بأنها تنتقم له، ولتخويف خصومها، فيما أوصلت الأحوال الى درجة تجميع الفلسطينيين في رفح، وسط مخاطر الجوع والفقر. وهذه الحالة قد تدوم لشهر واحد بَعْد على الأقلّ، بموازاة استمرار المعارك".