عندما يتعذّر على وزارات الصحة أن تقول للناس... خفّفوا العلاقات الجنسية!؟... | أخبار اليوم

عندما يتعذّر على وزارات الصحة أن تقول للناس... خفّفوا العلاقات الجنسية!؟...

انطون الفتى | الأربعاء 06 مارس 2024

جرادي: المقاربة الصريحة للأمور أصحّ من انتهاج أساليب الإخفاء والتكتُّم

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن الخلافات الإيديولوجية العميقة القائمة بين الغرب والشرق. وبعيداً من الانزلاق الى توصيف وتقييم البلدان والشعوب، إلا أن ما يُمكن تسميته بليبرالية جنسية منتشرة في صفوف الغربيين أكثر من الشرقيين على المستوى الظاهر، تطرح سلسلة من التحديات الطبية، لا القانونية والاجتماعية فقط.

 

 

أمراض

فبغضّ النّظر عن أن تطوير أدوية ووسائل المُساعَدَة على منع الحمل، وصناعتها، وتسويقها، وتصديرها، هو اقتصاد قائم بذاته، يدرّ أرباحاً كبيرة على شركات معيّنة، لها ما لها داخل أنظمة الحكم، وفي قلب أكبر المؤسّسات والهيئات الصحية، وعلى مستوى رسم السياسات الصحية، وصولاً الى منظمة الصحة العالمية، تبدو التقارير والأبحاث الطبية المرتبطة ببعض أنواع الأمراض السرطانية، كسرطان الثدي مثلاً، أو البروستات، أو عنق الرّحم، أو الرّحم... وبانتشار الإصابات بعدد من أنواع البكتيريا التي تتسبّب بمشاكل صحية كبرى ودائمة أو شبه دائمة في أحيان كثيرة، وغيرها من الحالات، (تبدو) غريبة بعض الشيء.

فتلك الدراسات تؤكّد بالملوس العلاقة القائمة بين شراسة تفشّي بعض أنواع الأمراض، وزيادة فرص الإصابة بها من جهة، وبين الممارسات الجنسية من جهة أخرى، سواء كانت بين رجل وامرأة، أو على مستوى الشّذوذ الجنسي. ورغم ذلك، لا نجد أي تحرّك من جانب أي سلطة صحية وازِنَة عالمياً، ولا من قِبَل منظمة الصحة العالمية، للضغط على الحكومات من أجل زيادة التوعية على تلك النقطة ولا حتى من أجل القيام بنوع من طبّ وقائي، تخفيفاً للأمراض، وبالتالي للأعباء على خزائن الكثير من الدول التي تتحمّل هي تكاليف الفواتير الصحية لشعوبها. كما لا تتمّ الإشارة الى تلك النقطة في البلدان التي يُترَك فيها الناس لمُصارَعَة مستقبلهم الصحي مثل "من يقبّع أشواكه بيدَيْه".

 

علاج كامل...

هذا مع العلم أنه يمكن لمسؤولين صحيين في ولاية أميركية مثلاً، أو في إحدى أكبر البلدان الأوروبية، أو داخل منظمة الصحة العالمية، أن ينصحوا بتناول بعض أنواع الأدوية أو المضادات الحيوية لتجنُّب عدد من المشاكل الصحية المرتبطة بالممارسات الجنسية، ولكن من دون أن يُكمِلوا طريقهم الى النهاية، في الدعوة الصريحة لتخفيف تلك الممارسات، أو للامتناع عنها في بعض الظروف، وهو ما قد يُعادل اتّباع علاج كامل بالنّسبة الى بعض الحالات والمخاطر الصحية.

 

الحريات

دعا النائب الدكتور الياس جرادي الى "عدم الدمج بين الحرية العشوائية بالممارسات، وبين المحرّمات الجنسية، وبين الحقّ بالحريات الفردية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أننا لا ندافع عن الممارسات الجنسية العشوائية، طبعاً. ولكن ليس مُحبَّذاً استعمال تلك النقطة كوسيلة للحدّ من الحرية الشخصية، لا سيما أن تلك العلاقات موجودة تاريخياً منذ قديم الزمان، وحتى في بلدان أكثر الأنظمة الدينية تشدُّداً، مع فارق معروف وهو أنها تكون سرية إجمالاً في الدول المتشدّدة".

واعتبر أنه "من الأفضل تنظيم تلك الأمور بشكل علني، مع القيام برقابة تحدّ من قدرتها على التسبُّب بمضاعفات اجتماعية وصحية ونفسية وحقوقية. فقد أثبتت التجارب الإنسانية، حتى مع كل أنواع الأنظمة العقائدية والدينية، أنه لا يمكن وقف تلك الممارسات بالضغط والقوانين التي قد تأتي بردّات فعل عكسية، فتزيدها بشكل سرّي وكمُحرَّم جنسي".

 

المقاربة الصريحة

وقال جرادي:"بحسب رأيي، أعتبر أن زواجات المتعة والمسيار والعرفي مثلاً، من أكثر أنواع الزواج تقدُّماً على المستوى الإنساني. فهي إقرار ضمني بوجود مثل هذا النوع من العلاقات الجنسية داخل المجتمع، وحتى داخل أكثر المجتمعات تحفُّظاً، وخطوة لتنظيم تلك الممارسات وتشريعها بعقد زواج. وبذلك، يتحمّل المتزوّج العواقب الاجتماعية للعلاقات الجنسية التي يُقيمها مع الشريك، وهو تنظيم يمنع استغلال المرأة، ويحفظ حقوقها، ويحميها خصوصاً في مجتمعاتنا".

وختم:"حملات التوعية التي رافقت مكافحة مرض السيدا، هي الدليل الأبرز على أن المقاربة الصريحة والمكشوفة للأمور، أصحّ من انتهاج أساليب الإخفاء والتكتُّم وتحويلها الى محرّمات. هذا مع العلم أنه مهما كثُرَت محاولات تحويل الممارسات الجنسية الى "تابو"، إلا أن ذلك يفشل دائماً، لأن تلك الممارسات قائمة منذ بداية البشرية، وهي لا تزال على تلك الحالة حتى الساعة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار