حبيقة: عندما ينتهي مفعول البَنْج ستبدأ الأوجاع بالظّهور وسيشعر بها الجميع
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يدخل لبنان رسميّاً الشهر الخامس للحرب على غزة، بجبهة الإسناد التي هي أقرب الى حالة الحرب الرسمية واللاحرب، ووسط "فراغات" سلطوية في عدد من المناصب السياسية والأمنية والمالية التي تسير بالوكالة، وبشكل يجعل لبنان كلّه بحالة "البلد بالوكالة".
فالبلد "ماشي" و"مش ماشي"، ولكن "ماشي الحال"، رغم أن "الحال مش ماشي". فالى متى يمكن لهذا الوضع أن يستمرّ؟
معنويات ضعيفة
رأى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "الوضع كما هو الآن لا يمكنه أن يطول كثيراً. فنحن أقرب الى حالة البلد المُخدَّر، الذي يخضع لبَنْج في وضعه الاقتصادي العام، والرواتب، وكل شيء فيه. وعندما ينتهي مفعول البَنْج، ستبدأ الأوجاع بالظّهور مجدّداً، وسيشعر بها الجميع".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن الاستمرار على تلك الحالة طبعاً. ولكن يفعل البَنْج فعله أكثر بسبب حالة الحرب التي نمرّ بها. ففي تلك الأحوال، لا يعود الناس يطلبون كثيراً، ويحصرون اهتمامهم بضرورة تفادي الأسوأ، وبتمرير المرحلة بأقلّ ضرر ممكن، وسط معنويات ضعيفة بشكل عام".
انتخاب الرئيس...
وأشار حبيقة الى أن "لا حلول قريبة تلوح في الأُفُق كما يبدو، فيما لا تأكيدات بشأن الانزلاق الى الحرب بشكل رسمي. وبالتالي، ليس أمامنا الآن سوى فترة الانتظار هذه. فتلك المراحل تكون مُكلِفَة دائماً لأن لا أحد يعلم الى أين يمكنها أن تصل".
وأضاف:"حالة الحرب التي نمرّ بها أقوى من الدولة والشعب، ولكن من الخطأ انتظار الخارج، أو احتمالات التوصُّل الى تسوية إقليمية كبرى كمدخل للعمل على المشاكل الداخلية. فهذه التسوية قد تحصل وقد لا تحصل، ولا يجب أن نربط أنفسنا بها".
وختم:"الحلّ موجود بين أيدي 128 نائباً، الذين لا يمكن أن نقبل عدم حضورهم الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية. فلا الولايات المتحدة الأميركية تمنعهم من ذلك، ولا إيران، ومن المُفتَرَض أن يقوموا بواجباتهم على هذا الصعيد، ولا عذر لديهم لعَدَم القيام بذلك. وبالتالي، الحلّ بأيدينا، وهو السعي الى معالجة المشاكل المحليّة بمعزل عن الحلول في المنطقة. فانتخاب الرئيس بداية سيتبعها تشكيل حكومة وغيرها من الخطوات، وهو واجب محلّي بامتياز".