التخلُّف... "شريكٌ مُضارِب" للسلطة في لبنان والحاكم الفعلي في معظم الأحيان! | أخبار اليوم

التخلُّف... "شريكٌ مُضارِب" للسلطة في لبنان والحاكم الفعلي في معظم الأحيان!

انطون الفتى | الخميس 07 مارس 2024

مصدر: ممارسات في صفوف المثقّفين تدلّ على حَجْم التخلُّف الذي يحكم البلد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

على هامش الكلام الانتخابي الذي يرافق أي استحقاق انتخابي في العادة، تبقى المساحة المُخصَّصَة للأخلاق الانتخابية محفوظة، بنسبة لا يُستهان بها. وهنا نتحدّث عن الاستحقاقات الانتخابية في دول الخارج، وليس في لبنان.

 

متى تنضج؟

فبمعزل عن تبادل الاتّهامات، وعن استخدام بعض الصّفات والألفاظ غير المُستحَبَّة أحياناً بين المرشّحين في أوان التسابُق الانتخابي، إلا أن المعارك الفعلية بينهم تنتهي مع إقفال صناديق الاقتراع، ومع إصدار النتائج النهائية بشكل عام. وأما في اليوم التالي، تشرق الشمس على بلد هو فريق واحد، حيث يعتبر الخاسر أن الرابح رئيسه، والجهة المخوَّلَة بإدارة البلد، احتراماً لآراء الناخبين.

فها هي المرشّحة الجمهورية للانتخابات الرئاسية الأميركية نيكي هايلي تُنهي حملتها ومساعيها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بعدما حاز المرشّح والرئيس السابق دونالد ترامب على "حصّة الأسد"، مُتمنِّيَةً له التوفيق، وقائلةً إن الأمر متروك له للعمل على اكتساب أصوات الجمهوريين وغير الجمهوريين الذين لم يدعموه، مُعبِّرَةً عن رغبتها بأن يفعل ذلك.

وهذا مشهد لا يمكن أن نراه في بلداننا، ولبنان من ضمنها، حيث يمكن لحملات انتخابية خاصّة باستحقاق بلدي أو نيابي، أن تبدأ اليوم، لتستمرّ الى ما بعد فرز الأصوات، مع سُباب، وشتائم، واتّهامات، ومقاطعة الفائزين، وحروب بين الفائز والخاسر تُطيح بمشاريع، وتشريعات، وأموال، ومصالح الناس... على مدى سنوات.

فمتى تنضج شعوبنا وبلداننا في العمل السياسي؟

 

 

روسيا...

رأى مصدر سياسي أن "هذا الواقع إشارة الى التخلُّف الذي يحكم بلداننا ويتحكّم بها. فدولنا بعيدة من الديموقراطية لأسباب كثيرة لا علاقة لها بطائفة معيّنة أو بمذهب معيّن، ولا بانتماء سياسي معيّن، بل بذهنيّة شرقية تقوم على العنف بشكل عام".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "روسيا مثلاً، دولة أرثوذكسية لا إسلامية، وهي شرقية متعصِّبَة، تقوم على الحكم المتسلّط والعنيف والقادر على التورُّط بقتل المعارضين، وذلك منذ أيام حُكم القياصرة. وبالتالي، هذه حالة خاصّة بالشرقيّين بشكل عام".

 

تخلُّف

وأشار المصدر الى أن "هذا النوع من الممارسات يوحّد كل الشخصيات والتيارات والأحزاب والجهات السياسية في الشرق، سواء كانت مسيحية أو إسلامية. فكل من يتعاطى الشأن العام أو السلطة في بلادنا يعتمد أساليب بعيدة من الحرية والديموقراطية".

وأضاف:"لا مجال لحدوث تعديلات على هذا النوع من الحُكم في الشرق، بالمدى المنظور على الأقلّ. لبنان كان نموذجاً أفضل من سواه في المنطقة، رغم المشاكل والخلافات السياسية والطائفية التي يعاني منها، ولكنّه عاد وتراجع بشكل كبير منذ ما قبل أزمة عام 2019".

وختم:"في الاستحقاقات البلدية مثلاً، يمكن لأعضاء اللائحة الخاسرة الذين يخرقون المجلس البلدي، أن يقاطعوا الاجتماعات، وأن يحاربوا أعضاء (اللائحة) الفائزة، وأن يعرقلوا المشاريع، خلال ولاية كاملة، أي ستّ سنوات. وهذه قمة الممارسة اللاديموقراطية في أي نوع من العمل السياسي أو العام. والمفارقة هي أنه يمكن أن نجد تلك الممارسات حتى بصفوف المثقّفين في لبنان، وهو ما يدلّ على حجم التخلُّف الذي يحكم البلد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار