المسيحيون في لبنان... أكبر من رئيس للجمهورية ومن حصص في السلطة... | أخبار اليوم

المسيحيون في لبنان... أكبر من رئيس للجمهورية ومن حصص في السلطة...

انطون الفتى | الجمعة 08 مارس 2024

عبود: لخطة اقتصادية واضحة المعالم تُعيد جميع اللبنانيين الى البلد

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ليست مبالغة إذا قُلنا إن من يمتلك استثماراً تكنولوجيّاً، بات حاكماً فعلياً في العالم. ودول المنطقة الشريكة في استثمارات تكنولوجيّة عالمية، وفي تطوير برامج، وتمويل اختراعات على هذا الصّعيد، صارت صاحبة كلمة قويّة جدّاً في عواصم القرار الدولي، وأقرب الى أن تكون شريكة في حكم العالم، وبما يتخطّى الالتزام بتقسيمات اللّعبة العالمية بين القوى العالمية الكبرى حصراً، في كثير من الحالات.

 

الرئيس...

وأمام هذا الواقع، هل يجوز للمسيحيين في لبنان أن يحصروا مطالبهم بانتخاب رئيس للجمهورية حصراً، كمدخل للانتظام الوطني العام، ولحفظ دورهم في لبنان والمنطقة؟ وماذا عن ضرورة توجيه الرساميل والقوى الاقتصادية اللبنانية المسيحية نحو الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العالمي، كباب أساسي لحفظ الوجود والدور؟

 

برنامج عمل

اعتبر الوزير السابق فادي عبود أن "تطوير لبنان، والحفاظ على وجوده وعلى الدور الوطني والمسيحي فيه، يحتاج الى التأمُّل ولو قليلاً بتجربة دولة كالإمارات مثلاً، التي باتت وجهة لكل شخص يتحلّى بقدرات وجديّة. فإذا سرنا على خطاها، واستفدنا من الخطوات التي اتّبعتها حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم من قوة اقتصادية، لا نعود بحاجة الى أشياء كثيرة".

وانتقد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" عدم مطالبة أي مرشّح لرئاسة الجمهورية ببرنامج عمل، فقال:"هذه مسألة ضرورية بمعزل عن ضعف صلاحيات الرئيس. فاللبنانيون يرغبون بمعرفة رأي كل مرشّح بمستقبل الضمان الاجتماعي مثلاً، وبتصوّره لحلّ ممكن من أجل مصيبة الودائع، ومستقبل القطاع العام، وضرورة تخفيض عدد المستفيدين من المال العام فيه".

 

خطة واضحة

ودعا عبود الى "اختراع قطاع عام جديد في لبنان، والى إقرار الحكومة الإلكترونية، وعدم السماح بتوظيف أكثر من 100 ألف شخص في القطاع العام كحدّ أقصى. هذا فضلاً عن وجوب إعادة هندسة الإجراءات الإدارية لكلّ الرّخص من جديد، وإنهاء الوضع الحالي الذي يقوم على استعمال أي رخصة كمادّة ابتزاز لمن يطلبها. بالإضافة الى ضرورة العمل على خدمات صحية معقولة، وخلق 200 ألف فرصة عمل للسنوات الثلاث القادمة".

وأضاف:"نحن الآن خارج خريطة الاستثمار العالمية، ومن واجب الطاقات المسيحية التي ترحل من لبنان، أن تبحث بكيفية الاستثمار فيه، وجعل تلك القضية من صُلب اهتمام رئيس الجمهورية الجديد. فمن المؤسف جدّاً أن الأشخاص الذين يُمسكون بزمام الأمور الاقتصادية في البلد، لا دخل لهم بالاقتصاد أصلاً. فلا أحد منهم يريد أن ينتبه أو أن يعمل على محاولة جعل لبنان يستفيد من نتائج اضطرابات حركة المرور في البحر الأحمر حالياً".

وشرح:"يمكن لهذا الوضع هناك أن يفعّل دور مرفأ بيروت، وذلك عبر استبدال طُرُق نقل البضائع من والى الخليج، وجعلها تمرّ من مرفأ بيروت الى هناك، وبالعكس، بدلاً من البحر الأحمر. فلا أحد يريد محاولة العمل على ذلك، ولا الحديث مع سوريا بلغة الأرقام على هذا الصعيد، ولا مع السعودية ضمن إطار دعوتها مثلاً الى إرسال فرق تشارك الجمارك اللبنانية بالكشف على كل شحنه تُنقَل الى أراضيها".

وختم:"أثبت المسيحيون في لبنان وجودهم بالقطاع المصرفي في الماضي. وأما اليوم فنقول، كل قطاع مصرفي وأنتم بخير. وبالتالي، يتوجب على المسيحيين أن يغيّروا استثماراتهم، وأن يتّجهوا الى أمور أساسية لخَلْق فرص عمل. فهُم ما عادوا أصحاب الوكالات العالمية، ولا أصحاب المصارف الأساسية. ومن الواجب وضع خطة اقتصادية واضحة المعالم تخلق فرص عمل، وتُعيد جميع اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين الى البلد من جديد. فالاستراتيجيات التي استُعمِلَت في القرن الماضي لم تَعُد ممكنة في القرن الحالي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار