مدارسنا الكاثوليكية أمام امتحان "الكفر الأعظم" فهل تختار عبادة المال بدلاً من السيّد المسيح؟ | أخبار اليوم

مدارسنا الكاثوليكية أمام امتحان "الكفر الأعظم" فهل تختار عبادة المال بدلاً من السيّد المسيح؟

انطون الفتى | الإثنين 11 مارس 2024

هندي: هي مدعوّة الى محاربة كل ما يتعارض مع القِيَم ومهما كلّف الأمر

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بموازاة ما يحصل في بعض مدارس لبنان الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، نسأل، الى أي مدى يُمكن للمدارس الكاثوليكية أن تنجح مستقبلاً في امتحان إثبات كاثوليكيّتها، والدفاع عن القِيَم الكاثوليكية، في أوان تخييرها بين ما إذا كانت ترغب بأن تكون كاثوليكية، أو فرانكوفونية، أو ليبرالية... تحت ستار الحرية، والحداثة، والتطوّر؟

 

المال الأجنبي

فمعظم مدارسنا الكاثوليكية في لبنان، تُسرّع خطواتها باتّجاه الاندماج بالبرامج والمدارس الفرنسية والفرانكوفونية، رغبةً منها بالحصول على تمويل، والمزيد منه. وهذا ليس مسألة مجانية بالطبع، بل يفرض على المُندمِجَة منذ وقت سابق، وعلى تلك الساعية الى ذلك الآن، الكثير على مستوى برامج ونوعية التربية والتعليم.

وأمام هذا الواقع، كيف يُمكن لمدرّس أو مدرّسة بمدرسة كاثوليكية في لبنان، أن يُجيبوا على أسئلة تتعلّق بالمثلية الجنسية، والإجهاض، ومشاريع "الحقّ بالموت" والموت الرّحيم، وغيرها... مستقبلاً؟ وهل ترسب تلك المدارس في امتحان الأخلاق والقِيَم الكاثوليكية الروحية، مقابل المال الفرنسي أو الفرانكوفوني أو الأجنبي بشكل عام؟

 

هذيان

أشار الكاتب والمحلّل السياسي الدكتور توفيق هندي الى أن "الغرب في حالة هذيان بشكل عام في تلك الأمور، التي وصلت الى حدّ تعليم الأولاد أنه يحقّ لهم باختيار الجنس الذي يريدونه لذواتهم، ولو كان مُتعارِضاً مع ما ولدوا فيه، وهذا جنون".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا انحطاط في المجتمعات الغربية بشكل عام، وليس في فرنسا أو أوروبا فقط. فالديموقراطيون مثلاً في الولايات المتحدة الأميركية، يسيرون في هذه التوجّهات أيضاً بإسم الحريات".

 

مخاطر...

ولفت هندي الى أن "هذا هراء، وهذه مجتمعات تنحدر نزولاً. ولا يجب أن تقبل المدارس الكاثوليكية بتعليم تلك الأمور. فهي مدعوّة الى تجاوز الاكتفاء بالرّفض لتصل الى حدّ محاربة كل ما يتعارض مع القِيَم، ومهما كلّف الأمر. فمجتمعاتنا، ورغم كل العورات التي تحويها، إلا أنها لا تزال تتمتّع بقِيَم مقبولة. وهذه ليست قضية حريات بل مخاطر تتعلّق بالخروج عن الطبيعة، وبالانحطاط الأخلاقي والاجتماعي، الذي لا يُمكن تحمّله".

وأضاف:"نحترم حرية كل إنسان وطبيعته، سواء كان مثلياً أو لا. ولكن هذا لا يجب أن يجعلنا نقبل تعليم الطلاب تلك القضايا، ولا إقرار تلك الأمور في القوانين والدساتير. فهذه مسألة غير طبيعية، وهي قمة الانحطاط".

 

نفوذ

ودعا هندي "الإكليروس في لبنان أيضاً الى محاربة تلك الطروحات، وحتى لو قيل إننا بلد متخلّف، وحتى لو حُجِبَ بعض التمويل الخارجي عن مدارسنا في تلك الحالة".

وختم:"لن تمنع دول الخارج شيئاً من المساعدات المالية وغير المالية عن مدارسنا أصلاً، حتى ولو رفضنا تعليم ما يُنادون به في الغرب. فتمويلهم لمدارسنا ليس من أجلنا، ولا من أجل استمرارية تعليم أولادنا، بل من أجل مصالحهم. وإذا قضَت تلك المصالح بأن يموّلوا ما يسمح لهم باكتساب أي نوع من النفوذ، فسيستمرّون به، وبمعزل عمّا نسمح أو لا نسمح به في مدارسنا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار