هل نحن بحاجة الى نواب يطوّرون أنفسهم بالتكنولوجيا بدلاً من حلّ مشاكل الناس؟ | أخبار اليوم

هل نحن بحاجة الى نواب يطوّرون أنفسهم بالتكنولوجيا بدلاً من حلّ مشاكل الناس؟

انطون الفتى | الإثنين 11 مارس 2024

ما رأي النائب الذي ينظر الى المعلّمين والموظّفين والعاملين وهم يعملون بشكل مجّاني؟

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ما أكثر الأفكار والشعارات والجمل الوجدانية والعاطفية، والوعود السياسية والاقتصادية، التي تزخر بها منصات التواصل الاجتماعي الخاصّة بالنواب والوزراء... في أوان الاحتفالات والمناسبات والأعياد، ومن بينها عيد المعلّم، عيد الأمّ...

 

غلاء الأسعار

فمن القول إن العيد من دون حقوقك (للمعلّم) ليس عيداً، وأنتِ الدّنيا كلّها (للأمّ)، وأنتَ...، وأنتِ، وأنتم، وأنتما، وأنتنّ... خلال مناسبات أخرى، تمرّ الأيام الاحتفالية في لبنان مُتخَمَة ومُتضخِّمَة جدّاً بالكلام، الى درجة تخدع السامع، وتجعله يظنّ أن غداً سيكون يوماً مختلفاً بالفعل، وأن العدالة آتية، أو باتت قريبة جدّاً، وأن المشاكل تشقّ طريقها نحو الحلول بأسرع من لمعان البرق.

ولكن أين هؤلاء النواب والوزراء... المُعترفين بصعوبة أوضاع الأساتذة والعمال والأمهات والآباء...، من جراء غلاء الأسعار التصاعُدي اليومي مثلاً، الذي "يكوي" الأب، والأم، والولد، والأستاذ، والعامل، والكبير، والصّغير... وكل من يسير على أرض هذا البلد؟

أين هم من كل ما يجري؟ وما هو موقفهم من تضخّم الأسعار، بمعزل عن "المعزوفات" التي اعتدنا على سماعها، والتي تحدّثنا عن اضمحلال القدرة على المراقبة؟

 

منصّة "إكس"

وماذا عن دور النواب الذي لا نراهم على الأرض إلا في أوان المصائب إجمالاً؟ أفلا يُعتبَر غلاء الأسعار، والتجوُّل بين الدكاكين وبعض المتاجر بين الحين والآخر، مسألة حيوية لهم، وحفاظاً على شيء من الدور الذي انتخبهم الشعب من أجله؟

ما رأي النائب الذي يرى الأم قُبَيْل عيدها، وهي تضطّر الى ردّ بعض ما اشترته الى رفوف السوبرماركت، لا لشيء، إلا لأنها لا تملك المال الكافي لدفع ثمنه، رغم أنها بأمسّ الحاجة إليه؟

وما رأي النائب الذي ينظر الى عدد من المعلّمين في لبنان، والى بعض فئات الموظّفين والعاملين في البلد، وهم يعملون بشكل مجّاني تقريباً؟ وما رأيه إذا سمعنا نسأله، هل هذا هو الدور الذي انتُخِبْتَ من أجله، أي النّظر الى الأمور من بعيد، والتعليق على الظّلم من على منصّة "إكس"، أو غيرها من المنصّات؟

 

"كثرة الحكي"

وهل نحن بحاجة الى نواب يقومون بالتواصُل الاجتماعي؟ ويطوّرون أنفسهم بالتكنولوجيا، وبأساليب استعمال منصّاتهم الخاصّة؟ وهل هذا هو نوع الوزراء الذي نحتاجه في حكومة ما بعد إتمام الاستحقاق الرئاسي؟ وهل هذه هي الرئاسات التي نحتاجها في البلد؟

في الحقيقة، ملَلْنا من الاستماع الى بعض الخبراء، الذين هم أقرب الى أن يكونوا "منظّري الانهيار"، وهم يبرّرون الانهيار في معرض تفسيره.

فأكثر ما لا ينقص هذا البلد هو "كثرة الحكي". فلبنان فقير بسلطاته وبكل شيء فيه تقريباً، وثريّ جدّاً بالكلام. والى أن نتمكّن من التبشير بغد أفضل، نقول، تُصبحون على وطن صباحه مساء، ونهاره ظلمة حالكة، الى أن تشرق الشمس.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار