عندما يُمارَس "الاغتصاب الإعلامي" بحقّك كلبناني وتُسحَب وسائل الدفاع من يدك... | أخبار اليوم

عندما يُمارَس "الاغتصاب الإعلامي" بحقّك كلبناني وتُسحَب وسائل الدفاع من يدك...

انطون الفتى | الثلاثاء 12 مارس 2024

مصدر: جمهور مُهمّ لنِسَب المشاهدة ولاجتذاب الإعلانات وزيادة الأرباح

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

على هامش الوحدة الوطنية، وأفكار الدولة المدنية والعلمنة المُطبَّقَة "عا ناس وناس" في لبنان، نقول كيف لهذا البلد أن "يَتَعَلْمَنْ"، وأن يُصبح دولة مدنية، إذا كان "الاغتصاب الإعلامي" سيّد الموقف فيه.

 

شبكات برامج

بمعزل عن آراء بعض الناس التي قد تعتبر أن ما نقوله هو تعصُّب ديني وطائفي، إلا أن بعض الأمثلة البسيطة تؤكد أن الواقع يدلّ على نفسه، بنفسه.

فما هي هذه الدولة المدنية والعلمانية، التي "تُغتَصَب" كل الشرائح الاجتماعية فيها بشبكات برامج، وبنشرات إخبارية مُختَصَرَة من أجل الإسراع الى عرض مسلسلات وبرامج... من دون الأخذ في الاعتبار أن النّمط الإعلامي هذا الممتدّ لفترة زمنية معيّنة بسبب مناسبة دينية خاصّة بفئة معيّنة، قد يُجبر آلاف اللبنانيين على أن يكونوا غير مرتاحين أبداً؟

 

دولة؟

وما هي هذه الدولة المدنية والعلمانية، التي تلبس بعض وسائل الإعلام فيها لباساً اجتماعياً معيّناً، خلال فترة دينية خاصّة بفئة من اللبنانيين (حتى ولو كانت تلك الفئة أكثرية)، فيما لا نجد ذلك لدى وسائل إعلامية أخرى؟

فعلى سبيل المثال، لماذا تلبس الوسيلة الإعلامية X أو Y، لباساً اجتماعياً إسلاميّاً خلال شهر رمضان، رغم كونهما تختزنان مخزوناً معيّناً من التوجّه الى الشرائح اللبنانية المسيحية في الأساس، فيما لا نجد Z التي تطال شريحة اجتماعية لبنانية مُسلِمَة في الأساس، تراعي فترات الصّوم المسيحي ولا حتى بجملة صغيرة يمكن تمريرها في المدّة الفاصلة بين برنامج تلفزيوني وصفحة من الإعلانات؟

فأين التوازن الإعلامي في لبنان من باب التوازن الاجتماعي؟ وهل نحن في دولة مدنية وعلمانية بالفعل؟ وما هي هذه الوحدة الوطنية؟ وما هو هذا الإعلام المُراعي لمتطلّبات دينية لدى فئة من الناس، والعلماني لفئات أخرى؟ وهل هذه دولة؟

 

جمهور كبير

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا إمكانية للعيش بدولة مدنية وعلمانية بالفعل في لبنان. فما يجري في هذا البلد هو تجارة مدنية، لأن لبنان بلد تجار، حيث الشعب التاجر أيضاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "وسائل الإعلام اللبنانية التي تختزن مخزوناً مسيحياً في تاريخها الإعلامي، تتاجر بالتسابُق الى شبكات البرامج الرمضانية، وبتنظيم "تيليتون" من هنا، وآخر من هناك. فهي ترغب باجتذاب جمهور لم تَكُن تطاله في الماضي، وتعمل على تحقيق أهدافها بالبرامج الرمضانية. وهنا نذكّر بأن الجمهور المُسلِم في لبنان يشكّل نسبة قد تتجاوز 60 في المئة من الشعب اللبناني. وهو جمهور مُهمّ لنِسَب المشاهدة، ولاجتذاب الإعلانات، ولزيادة الأرباح".

 

تطرّف مُتناقِض

وأشار المصدر الى أن "الشاشات اللبنانية التي تدّعي العلمنة والدفاع عن الدولة المدنية، وعن الحريات والعدالة والمساواة، تتسابق في السنوات التي يكون فيها الصوم المسيحي مُتزامِناً مع شهر رمضان، (تتسابق) على شبكات البرامج الرمضانية أكثر من باقي السنوات. وهي تُهمِل حتى تخصيص ولو دقيقة واحدة قبل نشرة الأخبار مثلاً، لشخصية مسيحية تقدّم خبرات تنطلق من قِيَم الكنيسة، تقرّب الإنسان من أخيه الإنسان، وتساعده في حياته الاجتماعية اليومية، خلال الصوم المسيحي. وسبب هذا الإهمال، هو الرغبة باجتذاب شعبية أكبر في صفوف المسلمين، لا سيّما أن مصادر التمويل الخارجي لتلك القنوات معروفة".

وختم:"لا مجال لتأسيس دولة مدنية علمانية فعلية في لبنان، تساوي في ما بين فئات المجتمع اللبناني كلّه. فنحن في بلد التطرّف السياسي والحزبي المُتناقِضَ، حيث العلمَنَة ممكنة وإجبارية أحياناً كثيرة لشريحة من الناس فيه، وغير مقبولة ولا بأي معيار، بالنّسبة الى شرائح أخرى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار