عن المنافقين بـ "حبّ الحياة" في لبنان فيما حياة آلاف اللبنانيين باتت مستحيلة... | أخبار اليوم

عن المنافقين بـ "حبّ الحياة" في لبنان فيما حياة آلاف اللبنانيين باتت مستحيلة...

انطون الفتى | الثلاثاء 12 مارس 2024

مصدر: إلهاء الناس عن حقيقة أنهم شعب صامت على أكبر جرائم يشهدها لبنان

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عجباً كيف يقتصر حبّ الحياة وعشقها في لبنان، وتسويق الإيجابيات، ونبذ السلبيات، والتركيز على ما بقيَ من أمور مهمّة في البلد، على السياحة، ومختلف أنواع المؤسّسات التي تُعنى بتحضير الطعام، وبالاهتمام بكل ما يتعلّق بمواسم الضّيافة والترحيب بالمغتربين والأجانب...، و(كيف يقتصر حب الحياة في لبنان) على التقارير التي تحدّثنا عن أجانب لا ينامون الليل "يا حرام" وهم يعدّون المدّة الفاصلة عن فصل الصيف، كموعد للقدوم الى بلدنا، وذلك فيما حياة آلاف اللبنانيين مُهدَّدَة بالجوع المنبثق من ارتفاع الأسعار، ومن عدم القدرة على توفير مختلف أنواع الحاجات الغذائية والمعيشية والحياتية، والأدوية، والطبابة عموماً.

فماذا عن التسويق الاصطناعي لحب الحياة، في بلد خالٍ من الحياة، وحيث تنعدم أي فرصة للحياة فيه، بالنّسبة الى عدد لا بأس به من اللبنانيين؟ وبالتالي، ماذا عن الكذب والنّفاق في هذا البلد، بصورة حبّ الحياة؟

 

فساد...

لم يستغرب مصدر سياسي "التركيز على حب الحياة في لبنان من باب واحد، وحصره بجوانب معيّنة، طالما أننا نعيش في زمن أعوج على المستوى العالمي. وبالتالي، كيف يمكن للأحوال أن تكون في البلدان التي تنتشر فيها الممارسات الفاسدة، والخالية من أي إطار أخلاقي، كما هو حال لبنان الآن؟".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "في معظم البلدان الغربية مثلاً، تُلهي الدول شعوبها بالعمل والتركيز على جني المال كمدخل للحصول على مزيد من الرفاهية والطعام. بالإضافة الى الرياضة، وهي من المسائل الضرورية لدى الأميركيين خصوصاً، الذين تتمحور حياتهم حول الفريق الذي يشجعونه في لعبة كرة السلّة أو غيرها. هذا فضلاً عن استعمال وسائل الإعلام ووسائل التواصُل الاجتماعي كوسيلة لإلهاء الشعوب هناك عن إقحام أنفسهم بالقرارات السياسية والاقتصادية الرسمية. وليتحقّق الهدف أكثر، يُخدَع الناس بالإكثار من الاستحقاقات الانتخابية بإسم الديموقراطية، بدءاً من تلك الرئاسية، مروراً بالتشريعية، والبلدية، والاختيارية، وصولاً الى حدّ انتخاب القضاة في بعض البلدان الغربية".

 

إلهاء الناس

وأكد المصدر أن "تلك الألاعيب هي هي، حتى في بلداننا، ولبنان من ضمنها، وإن كان ذلك وفق أشكال أخرى. فعلى سبيل المثال، أنظروا كيف يعملون على تشتيت انتباه اللبنانيين عن المشاكل اليومية بالتحشيد السياحي والرياضي خلال فترات، وبالتحشيد السياسي لمبادرة يقوم بها هذا التكتّل النيابي المحلّي أو ذاك خلال فترات أخرى، تحت ستار التحرّك لإنهاء الفراغ الرئاسي، وذلك رغم معرفة الجميع بأن أي مبادرة يقوم بها أي طرف داخلي لن توصلنا الى مكان، في الظروف الراهنة للبلد".

وختم:"الهدف من جراء ذلك يتجاوز الاستحقاق الرئاسي، والانتخابات، ومحاولة إيجاد حلول، أو تصحيح الأوضاع، وهو في الواقع إلهاء الناس عن حقيقة أن أموالهم سُرِقَت من المصارف، وعن أنهم شعب صامت على أكبر جرائم معيشية وإنسانية يشهدها لبنان في تاريخه".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار