سجالٌ كبير في حال الحاجة الى ميناء إنساني... قبالة بيروت أو صيدا أو طرابلس أو...؟ | أخبار اليوم

سجالٌ كبير في حال الحاجة الى ميناء إنساني... قبالة بيروت أو صيدا أو طرابلس أو...؟

انطون الفتى | الأربعاء 13 مارس 2024

مصدر: المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يعنيه الشعب اللبناني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا أخذنا في الاعتبار أن العمل الأميركي على إنشاء ميناء موقّت على ساحل قطاع غزة، من أجل إيصال المساعدات إلى أكثر من مليونَي فلسطيني، هو أحد أذرع الحرب على حركة "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية المسلَّحَة، وضمان عَدَم نيلها أي حصّة من الطعام، والأدوية، والمستلزمات الحياتية الضرورية التي تمكّنها من مواصلة القتال، ننظر الى لبنان، والى احتمال انزلاقه الى الحرب بشكل رسمي ومُعلَن بالكامل.

 

مادّة سجالية؟

فاللبنانيون سيحتاجون الى مساعدات إنسانية حتماً في تلك الحالة. ولكن ماذا لو تأخّر أو مُنِعَ وصولها كما هو الحال في غزة، ريثما يتمّ الاتّفاق على إطار تنظيمي رسمي محلّي ودولي، يضمن بعض الخطوات والشروط الأمنية والسياسية لتدفّقها؟

وماذا لو تمّ التفكير بإنشاء ميناء موقَّت لإيصال المساعدات الى اللبنانيين، يخضع لتفتيش دولي أولاً، وبمشاركة أمنية لبنانية مقبولة دولياً؟ هل سيشكّل ذلك مادّة سجالية بين مختلف الأطراف اللبنانية، على خلفيّة الموقع الذي من الممكن أن يكون فيه، سواء كان على شواطىء بيروت مثلاً، أو صيدا، أو طرابلس؟ أو مناطق أخرى؟ و(مادة سجالية) على خلفية الأهداف السياسية الدولية من إنشائه، بين مُنادٍ برفض الإملاءات الخارجية، وداعٍ الى الإسراع بتوفير حاجات الناس الذين يرزحون تحت خط النار؟

هذا مع العلم أن أي جهة دولية يمكنها أن تعمل على هكذا ميناء في لبنان، قد تختار هي الموقع وفق شروطها، وبمعزل عمّا تسمح أو لا تسمح الدولة اللبنانية به أصلاً.

وبالتالي، من يضمن استدامة تدفُّق ما سيحتاجه اللبنانيون في حال التصعيد العسكري الكبير؟ فحرب غزة افتتحت زمناً جديداً في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية، والتعامل مع هذا الملف، كما يبدو.

 

مصالح

أشار مصدر خبير في الملفات الإنسانية الى أن "الأمر الأكيد بما لا لُبْس فيه، هو أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية لا يعنيه الشعب اللبناني، ولا الشعب الفلسطيني، وأكبر دليل على ذلك هو ما يحصل في قطاع غزة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل ما يعني دول الخارج حتى عند حديثها عن الملف الإنساني، وضمان تدفُّق المساعدات الضرورية لأهل غزة، هو مصلحة إسرائيل في العمل على ذلك. هذا فضلاً عن اهتمامها بمصالح تل أبيب والشعب الإسرائيلي كعنصر أساسي في سُلَّم أولوياتها. وعندما يتأمّن هذا الجانب، يُصبح من الممكن لدى المجتمع الدولي أن يفكّر بإرسال مساعدات، وبأن يبحث في أُطُر معيّنة مُناسِبَة لذلك".

 

توسُّع الحرب

وشدّد المصدر على أن "مشكلة لبنان وشعبه الرئيسية في هذا الإطار، هو أن لا وجود لدولة لبنانية في البلد. ففي عزّ الحرب في المنطقة التي ينال الجنوب اللبناني نصيبه منها، أُقِرَّت موازنة هي عملياً موازنة رواتب للقطاع العام وموازنة ضرائب، أي موازنة لا تشمل أي أُسُس إنمائية، ولا تؤمّن الحد الأدنى المطلوب للناس، ولا حتى للمؤسّسات الرسمية من أجل الاستمرار بشكل صحيح وفعّال".

وختم:"بمعزل عن احتمالات انزلاق لبنان الى الحرب رسمياً أو لا، فإن اللبنانيين يعيشون كالمرضى الذين تُؤمَّن لهم المياه والطعام ليبقوا على قيد الحياة فقط، ولكن ليس ليشبعوا. وبالتالي، هم أشبه بمساجين في سجن كبير، تدخله الشمس. وهذا سيزداد صعوبة في حال توسُّع الحرب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار