ارتكابات تُدخِل "أكبر شنب" الى السّجن... هذا صحيح إلا في لبنان! | أخبار اليوم

ارتكابات تُدخِل "أكبر شنب" الى السّجن... هذا صحيح إلا في لبنان!

انطون الفتى | الخميس 14 مارس 2024

الأعور: مسرحيات لخداع الناس بينما لا جهة منهم تختلف مع الأخرى في القضايا الأساسية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مهما تقلّبت الأيام، واختلفت الظروف، وكثُرَت الفضائح السياسية وتلك المرتبطة بالاختلاسات المالية، و"الجرائم" الاقتصادية، والفساد... غريب كيف أن الطبقة السياسية في لبنان عموماً، والشخصيات أو الأطراف التي تحوم حولها الشُّبُهات خصوصاً، تبقى قادرة دائماً على إعادة إنتاج ذواتها، و"تجديد" أنشطتها، ومهما كثُرَت الوقائع التي تجعلها مُستحقّة السّجن من دون أي نقاش.

 

شفافية

فما هذه الطبقة الحاكمة؟ وما هذا الحكم اللبناني؟ وما هو هذا البلد، حيث يمكن للمُرتكِب وغير المُرتكب أن يجلسا على طاولة حكم وقرارات واحدة، وكأن ذلك مسألة عادية، ورغم أن ارتكاباً واحداً من الارتكابات المُسجَّلَة في سجلات المُرتكِب يجعل "أكبر شنب" مستحقّاً دخول السجن، والى الأبد في حالات كثيرة، في الدول التي تحرص على إلزام أي مسؤول فيها بالشفافية، الى أقصى حدّ.

 

يدمّرون المجتمع

أشار النائب السابق فادي الأعور الى أن "الأفرقاء السياسيين ليسوا متفرّقين مهما أظهروا ذلك للناس، وهم يتلاقون على تدمير الدولة. فالطبقة السياسية في لبنان تمثّل كل الألوان السياسية التي تجتمع على الاستمرار بالنّهج التاريخي الذي تتبعه نفسه، رغم تعدُّد المواقع في ما بينها. فكل واحد منها يشغل موقعه الذي يستعمله لتدمير الدولة والمجتمع. وبالتالي، هذا هو التآمر التاريخي لقوى 8 و14 آذار على اللبنانيين، طبعاً باستثناء المقاومة التي تواجه العدو الإسرائيلي، والتي لا خلاف بين اللبنانيين على ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل السجالات السياسية في ما بين كل باقي الأفرقاء ليست أكثر من بروباغندا. فعلى سبيل المثال، انظروا الى طريقة إدارتهم للقضايا عندما يكونون مجتمعين تحت قبّة البرلمان. ففي تلك الحالة، يقومون بمسرحيات لخداع الناس، بينما لا جهة منهم تختلف مع الأخرى في القضايا الأساسية. فهُم متّفقون على سرقة أموال المودعين، وعلى تدمير المجتمع، وعلى الإبقاء على المحاصصة الطائفية والمذهبية، والمُتاجَرَة مع الأميركيين والغرب".

 

الفقر...

ورأى الأعور أن "المُختلِس في لبنان يُرقّى ضمن سلسلة الرّتب في السلطة اللبنانية، بدلاً من أن يُحاكَم، نظراً الى أن تلك السلطة تقوم على المخالفة وسرقة المال العام. وكلّما زادت اختلاساته ترتفع مراتبة داخل السلطة أكثر، وهذه تجارة بالناس".

وأضاف:"لا أحد يمكنه أن يعلم الى أين نسير، ولا أحد يمتلك جواباً لشيء. فهل نحن نتّجه الى مشروع بناء دولة في المستقبل؟ أو الى الإصلاح؟ لا نعلم، طالما أن لا وضوح حول أي موضوع إشكالي على الساحة اللبنانية".

وختم:"سيزداد الفقر على الأرجح، في ظلّ حكم هذه الطبقة التي ستجعل المعاناة أكبر بكثير، إذ لم تترك شيئاً سليماً في البلد".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار