14 آذار 2005 - 17 تشرين الأول 2019... اللّغز ليس بفارق الـ 7 أشهر و14 عاماً... | أخبار اليوم

14 آذار 2005 - 17 تشرين الأول 2019... اللّغز ليس بفارق الـ 7 أشهر و14 عاماً...

انطون الفتى | الخميس 14 مارس 2024

مصدر: نظام عبودية الناس للسلطة مهما فعلت

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

19 عاماً مرّت على ذكرى 14 آذار 2005، التي شكّلت واحدة من أهمّ مشاهد الوحدة بين مجموعات شعبية مهمّة وكبيرة من اللبنانيين، في العصر الحديث، وبشكل يتجاوز الإطار الطائفي والمذهبي.

 

السبب؟

فنسبة كبيرة من اللبنانيين اجتمعت آنذاك على رؤية واحدة تتعلّق بالاحتلال السوري، وتوافقت على أن رحيله عن البلد بات مسألة ضرورية. وكان التوافُق هذا لافتاً لأنظار العالم، وقوياً لدرجة أن قوى "شكراً سوريا" اعترفت به، وأقرّت بعَدَم القدرة على تجاوزه، فتمّت التسوية التي أخرجت الجيش السوري من لبنان بعد مُمانَعَة طويلة ومتكرّرة خلال محطات عدّة سابقة.

ولكن ما ان انتهى زمن هذا الاحتلال، حتى تكسّر كل شيء، وتفرّق عشاق الوحدة الوطنية. وقد تكرّرت التجربة نفسها في 17 تشرين الأول 2019، عندما اجتمع اللبنانيون بمروحة طائفية ومذهبية ومناطقية أوسع وأكبر من 14 آذار 2005، إذ كان ضياع أموالهم وأتعابهم هو الدافع المحرّك لتلاقيهم في ساحات واحدة، وليس العناوين السياسية فقط.

ورغم ذلك، وبموازاة عدم حلّ مشكلة الودائع، وزيادة التدهور الاقتصادي والمعيشي، تحطّم كل شيء، وتفرّق عشّاق الوحدة الوطنية.

فما هو السبب في ذلك؟ وهل يستحيل جمع الشعب اللبناني حتى تحت العناوين الخاصّة بديمومة حياته، ومستقبل أولاده؟ وهل ان السياسة وحدها هي السبب؟

 

اختلال كبير

رأى مصدر سياسي أن "السبب في ذلك يعود الى الحالة المرضيّة التي يُعاني منها الشعب اللبناني. فهو شعب يحبّ جلّاده، ومن يخرّب مستقبله ومستقبل أولاده، ويفضّل الانضواء السياسي والحزبي في صفوف الأطراف المسؤولة عن تردّي أحواله. وهذا الوضع بحاجة الى علاجات كبيرة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الشعب اللبناني تربّى على أن لا يسأل المسؤول في بلاده ماذا تفعل؟ وكيف تعمل؟ وما هي الإصلاحات التي تقوم بها؟ وما هي مشاريعك وبرامجك لحلّ الأزمة الاقتصادية والمالية؟ بل اعتاد على السؤال عن كم هو عدد الوزراء أو النواب أو المسؤولين الذين أتوا للتعزية بفلان أو فلان؟ وكم مسؤول لبّى الدعوة لحضور زفاف هذا أو ذاك؟ فشعبنا يفضّل المسؤول الذي يقوم بالواجبات الاجتماعية، بدلاً من أن يبحث عن ذاك الذي يقدّم حلولاً، أو الذي يعرض برنامجاً".

وختم:"هذه هي الأُسُس التي يقوم عليها النظام في لبنان، الذي هو نظام عبودية الناس للسلطة مهما فعلت. وأمام هذا الواقع، نحن بحاجة الى علاج جماعي لمجتمعنا، يشفيه من هذه الحالة، ويسمح له بأن يمتلك قراره بيده. فشعبنا هو المسؤول عن إعادة إنتاج السلطة نفسها، وهذا اختلال بنيوي كبير في صفوف الناس".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار