سلطة لبنانية تفاوض ولكن... هي آخر من يعلم حقيقة ما يجري في الجنوب؟... | أخبار اليوم

سلطة لبنانية تفاوض ولكن... هي آخر من يعلم حقيقة ما يجري في الجنوب؟...

انطون الفتى | الجمعة 15 مارس 2024

قاطيشا: من يفاوض هو "حزب الله" ولكن بواسطة الدولة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا تقتصر سلبيات حرب الردّ والردّ على الردّ بنسختها اللبنانية على الملفات الاقتصادية الداخلية، ولا على استنزاف لبنان محلياً، ولا على تشويه سمعته من حيث فقدان عامل الثّقة الدولية بوجود دولة فيه، فقط، بل تتعدّاها لتصل الى حدّ فقدان الرؤية الواضحة حول الجهة المحليّة الفعلية التي تفاوض العالم لضمان عدم الانزلاق الكبير، ولتأكيد عدم الرغبة اللبنانية العامة بتوسيع نطاق المواجهة جنوباً.

 

مسرح...

ففي الشكل، تزور بعض الشخصيات الدولية البلد، وتلتقي، وتصرّح. وفي الشكل أيضاً، نرى من يستقبل ويودّع ويصرّح في الداخل اللبناني أيضاً، ومن يؤكّد عدم الرّغبة بالحرب. وأما في المضمون، يعلم الجميع أن المفاوض الحقيقي هو جهة لبنانية خفيّة، تخوض مواجهاتها على الجبهة الجنوبية بخطوط المفاوضات الأميركية - الإيرانية، والأوروبية - الإيرانية، وبحسب تقلّبات تلك المفاوضات، إيجابياً أو سلبياً.

وأمام هذا الواقع، يشكّل لبنان مسرحاً لحرب ردّ وردّ على الردّ، تجعل منه جبهة إسناد لقطاع غزة، وساحة مفاوضات أميركية - أوروبية مع إيران، ومساحة تصريحات سياسية لشخصيات محليّة هي آخر من يعلم ما يحدث في الجنوب، وفي كواليس المفاوضات المرتبطة بالشقّ اللبناني من حرب غزة.

 

ناطقة بإسمه...

أشار العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا أن "المشكلة الأساسية تكمن في أن من يفاوض هو "حزب الله"، ولكن بواسطة الدولة. لماذا وصلنا الى تلك الحالة؟ السبب معروف، وهو أن الخارج لا يعترف بالحزب كجهة مُفاوِضَة في لبنان، بل بالدولة اللبنانية. ولكن هذه هي سخرية القدر، إذ رغم أننا وسط حرب كبيرة الى هذه الدرجة، إلا أننا نجد أن الدولة ناطقة بإسم حزب لا ترغب دول الخارج بالتفاوض معه. ولو أن هناك رئيساً للجمهورية من فلك محور "المُمَانَعَة"، لكان الوضع الحالي في الجنوب هو نفسه، وربما بشكل أكبر وأخطر، في ظلّ رئيس يتمتّع بغطاء مُمانِع".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "حرب الردّ والردّ على الردّ لمدّة طويلة لا تناسب إسرائيل، بل "حزب الله" من مُنطَلَق أنها معركة استنزاف يمكنه أن يُنهيها الآن، ليجدّدها بعد أشهر ربما، أو أكثر. وبالتالي، قد تجد إسرائيل أنه لا يمكنها أن تنتظر طويلاً لوقف تلك الحرب التي أدّت الى تهجير الآلاف من شعبها، والتي تُطلق عليها تسمية الحرب الوجودية. ولكن التصعيد على الجبهة الجنوبية مربوط بأجندة الطرف الإسرائيلي وتوقيته، الذي قد يعتبر أنه ليس مُضطّراً لذلك الآن، طالما أنه يقوم بعملياته بالشكل الحاصل حالياً. وبالتالي، الحرب هي حرب، وهي قائمة أصلاً، ولكن من يتحكّم بوتيرتها الآن هو الجانب الإسرائيلي بالشكل الذي يناسبه. ولو كان التصعيد مُناسِباً له أكثر، لكان ذهب في هذا الاتّجاه".

 

استيعاب

وردّاً على سؤال حول الإطار الإقليمي، أجاب قاطيشا:"التصعيد الكبير الحاصل في المنطقة اليوم يقتصر على اليمن، إذ يبدو أن الحوثيين يريدون الذهاب به أبْعَد، بموازاة محاولات غربية لاستيعابهم منعاً لحصول تدهور أكبر".

وختم:"قد تُضطَّر الدول الغربية في النهاية الى القيام بضربة كبيرة للحوثيين، تقضي على قدرة استهدافهم للبحر الأحمر، وللمصالح الاقتصادية العالمية. ولكن ما قد يفرمل تلك الخطوة، هو أن الدول الغربية قد تفكر بأن تدمير ولو المناطق الحوثية وحدها في اليمن، على غرار ما حصل بألمانيا في الماضي، سيجعلها مُضطَّرَة للتفكير والبحث والعمل على إعادة إعمارها مستقبلاً. وبما أن تكاليف ذلك كبيرة جدّاً، يبقى الاستيعاب الخيار الأفضل حتى الساعة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار