بين دعم أطفال وأبرياء غزة ودعم حركة "حماس"... خيط رفيع جدّاً... جدّاً... | أخبار اليوم

بين دعم أطفال وأبرياء غزة ودعم حركة "حماس"... خيط رفيع جدّاً... جدّاً...

انطون الفتى | الجمعة 15 مارس 2024

مصدر: الفارق كبير بين الخطوات ذات المعنى السياسي والإنساني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

خيطٌ رفيع جدّاً، يفصل في ما بين دعم الشعب الفلسطيني، ووقف إطلاق النار سريعاً في قطاع غزة، و(وقف) أي نوع من الحروب وجولات التصعيد العسكري المتكرّرة هناك مستقبلاً، وضرورة توفير المساعدات والحاجات الإنسانية والحياتية لسكان القطاع من جهة، وبين دعم حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلّحة، من جهة أخرى. فهذا شكّل إحراجاً كبيراً لعدد من الدول الإقليمية وحول العالم، في التعامل مع الملف الفلسطيني، خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

اختلاط مفاهيم...

فأن تكون رافضاً لمبدأ الحرب، والإبادة، والتهجير، والتفقير، والتجويع... هو مسألة نبيلة، واجبة، وضرورية. ولكن يبدو أن مجموعة من المفاهيم والأخلاقيات اختلطت مع السياسة، والأمن، والاستخبارات، والعسكر، والمال، والاقتصاد... منذ تشرين الأول الفائت وحتى اليوم، بشكل قد يوحّد في ما بين المثاليات، والواجبات الإنسانية، وضرورة توفير الحقوق... من جهة، وبين الإيحاء بدعم فصائل مسلّحة من جهة أخرى، تقوم على نهج الحروب الدائمة، وتقتات من الصراعات المستمرّة، وتبني ذواتها وقوّتها ونفوذها وأمجادها وشهرتها على هذا الأساس.

فمن يمكنه أن يفصل الأبيض عن الأسود في هذا الإطار؟ وما هي حدود الخيط الرّفيع على هذا المستوى؟ ومن يمكنه أن يقدّم أجوبة واضحة على هذا الصعيد، في الغرب تحديداً، الذي شهد على مدى الأشهر الخمسة الماضية مجموعة من التحرّكات الاحتجاجية على حرب غزة، والداعمة لوقف تلك الحرب، والمُطالِبَة بإقامة دولة فلسطينية. وهي حركة افتقرت الساحات العربية لها خلال المدّة الزمنية نفسها، إذ اقتصر الدعم العربي لغزة وشعبها على المواقف الرسمية أولاً، وعلى المشاركة في عمليات الإنزال الجوّي للمساعدات الإنسانية.

 

إنسانية لا سياسية

دعا مصدر مُواكِب لمستجدات المنطقة والعالم الى "عدم خداع الذات بالظنّ أن كل المظاهرات التي حصلت في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ودول القارة الأميركية خلال الأشهر الأخيرة، هي تحرّكات داعمة لحركة "حماس".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الاحتجاجات التي شهدتها دول العالم دعماً لغزة، أتت انسجاماً مع رفض موت الأطفال والنساء في القطاع، وكل الفئات الاجتماعية التي لا دخل لها بالحرب. ولكن لا وزن فعلياً لتلك المظاهرات على المستوى السياسي، بل هي تحرّكات إنسانية لا تؤثّر على أصحاب القرار".

وختم:"أكبر دليل على خلوّ تلك المظاهرات من القيمة السياسية، هو أن لا أحد يتظاهر في البلدان العربية لا لدعم حركة "حماس"، ولا حتى من أجل الأطفال والنساء في غزة. وبالتالي، الفارق كبير بين الخطوات ذات المعنى السياسي والإنساني. ومن هذا المُنطَلَق، لا أحد يدعم "حماس" من الناحية السياسية، ولكن موت الأطفال تحديداً في الحرب هو الذي يجعل العالم يتأثّر".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار