أسماك قرش ومشاكل وحرائق... هل من أيادٍ خفيّة تُضعف لبنان ومصر ولمصلحة من؟ | أخبار اليوم

أسماك قرش ومشاكل وحرائق... هل من أيادٍ خفيّة تُضعف لبنان ومصر ولمصلحة من؟

انطون الفتى | الإثنين 18 مارس 2024

المشنوق: إهمال هذا النوع من المراكز والمحفوظات موجود في كل دول العالم

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل هي صدفة أن يتراجع الدور السياحي الثّقيل (لا التجاري السّخيف)، والثقافي، والفنّي في دول مثل لبنان ومصر تحديداً، بشكل متزامن خلال السنوات الأخيرة، بموازاة أزمة اقتصادية ومالية هائلة تعصف بهما أيضاً؟ أو هل من يد خفيّة تتلاعب بالمخزون الثقافي والسياحي الكبير الذي يختزنانه، رغبةً ربما بتحويل أنظار العالم الى مناطق وبلدان أخرى في المنطقة، تسرّع خطواتها في مجالات السياحة، واستقطاب الفنانين، والحفلات، والمهرجانات، والسهرات، والمعارض... تحقيقاً لهدف التنويع الاقتصادي لديها؟

 

"تدمير"...

وكيف يمكننا أن نُقارب "تدمير صيت" مصر السياحي والتاريخي مرّة بسبب أسماك القرش وحوادث مهاجمة أو التهام بعض السيّاح، ومرّة بالضّيق الاقتصادي والمالي، ومرّة بأحداث غريبة من مستوى احتراق استوديو الأهرام للتصوير السينمائي في القاهرة، وهو أحد أعرق استوديوهات السينما في مصر والعالم العربي معاً، منذ نحو ثمانية عقود؟

وماذا عن "تدمير" سمعة لبنان التاريخية والسياحية وغير السياحية، بحجّة أنه بلد كبتاغون، وتهريب، واضطرابات أمنية، وانهيار مالي واقتصادي، وفساد، و"شحادة" من الخارج... بتركيز مقصود. فما سبق ذكره من أمور مُخجِلَة صحيح، ولكن كان لافتاً للانتباه منذ سنوات كيف أن بعض البلدان الإقليمية تتقصّد التركيز على هذا النوع من الـ "لبنان" حصراً، ومن دون أي اعتبار للبنان الضيافة، والمناخ الرائع، والفنون، والثقافة، والتربية... كما كان يحصل في الماضي، وهو ما يُشير الى أصابع سياسية تريد تحويل الانتباه من مكان الى أمكنة أخرى في منطقتنا.

  

تسخيف

في أي حال، نسأل، من هو ذاك الذي لا يزال يتذكّر حالياً مصر دار الأوبرا مثلاً، والإنتاج السينمائي، والطرب، والفنّ، والمدرسة الموسيقية...؟ والى أي مدى تحوّلت صورة مصر في الذاكرة من دولة ثقافة وفنون... الى دولة تستجدي المساعدات والاستثمارات والقروض؟

ومن لا يزال يتذكر حالياً لبنان المخزون الثقافي والفكري والفني والسياحي الثّقيل، بعدما سُخِّفَت سياحة البلد وفنونه ببعض التسويق ذات المنافع الخاصّة، لا أكثر؟

 

إهمال

أوضح الوزير السابق محمد المشنوق أنه "بحسب الثقافة الحديثة، والتطوّر التكنولوجي، لم يَعُد أحد ينظر كثيراً الى التراث الذي تراكم في هذا النوع من الاستوديوهات. والإهمال لهذا النوع من المراكز والمحفوظات موجود في كل دول العالم".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأنه "تمّ بَيْع محفوظات تلفزيون لبنان ثلاث مرّات، وهذا أمر غير طبيعي، رغم أن ذلك حصل في ظروف معينة، وتحقيقاً لهدف تأمين دخل معيّن للتلفزيون ولرواتب الموظفين فيه. ولكن في النهاية، أثّر ذلك على المحفوظات، وعلى نوعية وجودة حفظها".

 

تراجُع عالمي

وأكد المشنوق أن "الاهتمام بالثقافة أُصيب بتراجع عالمي حالياً. فعلى سبيل المثال، إذا رغبتَ بالحديث عن فيلم من إنتاج عام 2009 مثلاً، مع شخص لم يشاهده أبداً، يمكنه أن يقول لك إن هذا قديم، وحتى لو كان الفيلم من الروائع الفنية المهمّة جدّاً. بينما لا يجب مقاربة الأعمال الفنيّة بهذه الطريقة أصلاً، ولا التعامل معها على أساس قديمة أو جديدة، وذلك مهما تقدّمنا بعصر التكنولوجيا المعاصرة والذكاء الاصطناعي".

وأضاف:"هذه مشكلة تساهم بإهمال المخزون الموجود في الاستوديوهات القديمة، وصولاً الى تراجع أوضاع المباني التي تكون محفوظة فيها، وكل التجهيزات التي تعود إليها. ولكن رغم ذلك، وبالنّسبة الى احتراق استوديو الأهرام في مصر، لا بدّ من الإعلان عمّا إذا كان الأرشيف كلّه تأثّر بالحريق أو لا. فما حصل خسارة ثقافية وفنية كبيرة، لا سيّما أن المقامات في الموسيقى العربية والإعجاب الأوروبي بها تكرّسا منذ عام 1936 وانعقاد مؤتمر القاهرة الموسيقي. وبالتالي، لا بدّ من الحفاظ على كل ما يوثّق تلك الحقبة وإنتاجاتها، في كل الاستوديوهات".

 

الدّبلجة...

وردّاً على سؤال حول دور بعض الدول والجهات في تراجُع لبنان ومصر على المستويَيْن السياحي والثقافي والفنّي خلال السنوات الأخيرة، لأسباب سياسية وغير سياسية، أجاب المشنوق:"بعيداً ممّا يُسمّى نظرية مؤامرة، أعتقد أن لا إثباتات مؤكَّدَة حتى الساعة حول كيفية حصول الحريق. وبالنّسبة إليّ، أنا أستبعد وجود جانب سياسي في ما حصل".

وختم:"لا بدّ من الإشارة هنا الى أن مصر لم تَعُد بلداً للإنتاج الفنّي كما كانت عليه أحوالها في الماضي، منذ أكثر من عقد، وذلك لصالح سوريا مثلاً التي تقدّمت عليها في مجال دبلجة الأفلام التركية، ومن دون أي مشكلة. وما ساهم في ذلك، كان انخفاض أسعار الإنتاج في سوريا مقارنةً مع القاهرة بالنّسبة الى المُنتجين، خصوصاً بعدما راحت قيمة اللّيرة السورية تتراجع أكثر فأكثر منذ سنوات".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار