حفلات مدرسية للأمهات تجعلهنّ يندمن على الساعة التي تزوّجن وأنجبنَ فيها!... | أخبار اليوم

حفلات مدرسية للأمهات تجعلهنّ يندمن على الساعة التي تزوّجن وأنجبنَ فيها!...

انطون الفتى | الإثنين 18 مارس 2024

مصدر: للاقتداء بالمدارس التي لا تزال تأخذ صعوبة الواقع المعيشي في الاعتبار

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في عزّ الأزمة الاقتصادية والمالية، والضّيق المعيشي، والمزيد من ارتفاع الأسعار على كل المستويات، لا تزال بعض المدارس اللبنانية في زمن عام 1960 ربما، تتصرّف وكأن البلد بألف خير، والشعب بحالة معيشية وحياتية مقبولة وملجومة عن الانهيار الكبير.

 

انحطاط...

فهل من المسموح أن تُجبر إدارات بعض المدارس اللبنانية اليوم، طلابها على دفع مبالغ مالية ليست قليلة، مقابل المشاركة بحفلات تحتفل بعيد الأم، أو عيد الطفل، أو...؟ وهل يجب أن تدفع الأم، مقابل حضورها حفلة مدرسية تكرّمها؟ وهل وصلنا الى هذا القدر من الانحطاط التربوي، والفكري، والأخلاقي... في هذا البلد؟

فما هي قيمة حفلة تكريمية لم يطلبها المُكرَّم، خصوصاً إذا كانت سترتدّ عليه خسارة هو بغنى عنها؟ وما هي قيمة حفلة تكريمية للأم، أو للأب، أو... إذا كانت ستجعل العائلة مُجبَرَة على إكمال ما تبقّى من الشهر بعَوَز، أو بالتخلّي عن حاجات كثيرة؟

 

سخرية

فبعض المدارس اللبنانية التي تدرّب طلابها على رقصات، ومشاهد، و... لحفلات عيد الأم، تطالب الأهل بـ 15 دولاراً من هنا، و20 دولاراً من هناك، وتكاليف أخرى... مقابل تأجير ثياب الرقص للأولاد، أو الجوارب، أو الأكسسوارات، أو الماكياج، أو...

وفصول القصّة تتوالى، الى أن تصل الأمور الى حدّ وضع شروط لشراء نوعيّة معيّنة من الأحذية، أو الثياب مثلاً... مقابل السماح للأولاد بالمشاركة في الدور أو المشهد الذي سيقدّمونه، أو في أكثر من دور... وهو ما يمكنه أن يشكّل إحراجاً كبيراً للطلاب والأهل معاً، سواء تكبّدوا تلك التكاليف، أو امتنعوا عنها. وأما في حالات الاعتراض، أو السؤال عمّا إذا كان بالإمكان استبدال بعض المطالب بأمور ومخارج أخرى أقلّ كلفة، فقد يجد الطالب من يتفهّمه مرّة، ومن يصرخ أو تصرخ في وجهه بقلّة احترام، أو من يُجيبه أو تُجيبه بشيء من السّخرية، في مرّة أخرى.

فهل هذه مدارس؟ وما هو الدور التربوي الذي تعتبر أنها تضطّلع به؟ وهل هذه تربية؟

هنا نشير الى أن هذا النوع من الممارسات يزداد خلال السنوات الأخيرة، أي في مرحلة ما بعد بَدْء الأزمة الاقتصادية، وحتى في بعض أكبر المدارس اللبنانية التي ينظر إليها الناس كقدوة في عوالم التربية والتعليم.

 

تكتفي؟

بمعزل عن الإرباك في التعامُل مع لجم تلك الممارسات، وعن العجز في الإصلاح بالمجال التربوي في لبنان، رغم بعض المحاولات منذ سنوات طويلة، أكد مصدر نيابي لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأوضاع صعبة طبعاً، والممارسات غير المُحقَّة كثيرة، ولكن تلك المشاكل ليست مُعمَّمَة في كل المناطق".

ودعا كل المدارس في لبنان الى "الاقتداء بتلك التي لا تزال تأخذ صعوبة الواقع المعيشي في الاعتبار، والتي تكتفي بتقاضي القسط المُعلَن من جانبها في الفترة التي تسبق بداية العام الدراسي في كل عام، وذلك مهما تغيّرت أو تقلّبت الظروف المالية خلال هذا العام"، مؤكداً أنه "رغم كل شيء، إلا أن هذا النوع من المدارس لا يزال موجوداً في بعض المناطق اللبنانية".

 

أكثر من الأقساط

هي دعوة نبيلة طبعاً، ولكن "وين بتنصرف" عند الحديث عن التكاليف التشغيلية، وتلاعُب أسعار المحروقات، وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية المستوردة، وغيرها من الأمور...؟ وأي إدارة مدرسيّة تقبل الالتزام بالدعوات النّبيلة، أو بتحمُّل كلفة بعض الحفلات المدرسية بنفسها، أو بجعل حفلاتها أبسط من المُعتاد، منعاً لتحميل الأهل المزيد من التكاليف؟

الجواب معلوم طبعاً، حتى ولو لم نذكره. ولكن المشكلة الأكبر هي عندما تكون الجهة الكفيلة بتصويب الأمور، وبوضع النّقاط على الحروف "نائمة"، أو راغبة بالاسترسال في "النوم". فعندها لا نعود نتعجّب من اليوم الذي ستُصبح فيه ميزانية الحفلات المدرسية مُكلِفَة للأهل بقدر الأقساط المدرسية ربما، أو أكثر...

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار