ماذا عن الاحتفالات والمطاعم "المفولة"... وماذا عن الفساد في تقرير هانكي؟ | أخبار اليوم

ماذا عن الاحتفالات والمطاعم "المفولة"... وماذا عن الفساد في تقرير هانكي؟

كارول سلّوم | الثلاثاء 19 مارس 2024

ماذا عن الاحتفالات والمطاعم "المفولة"... وماذا عن الفساد في تقرير هانكي؟

سمر الخوري: قسم من اللبنانيين بات معتادا على النمط الجديد من المعيشة

 

كارول سلوم – "أخبار اليوم"

ليس مستغربا أن يحتل لبنان المركز الثالث في قائمة الدول الأكثر بؤسا، بحسب "مؤشر هانكي للبؤس العالمي". فما مر ويمر على اللبنانيين من أحداث وتطورات يجعل هذه المرتبة من نصيب بلدهم، وإذا كان لا بد من تعريف مصطلح البؤس،  فهو شدة وفقر وتعاسة وجميع الصفات المرتبطة بالسلبية. 

واحتلال لبنان هذا المركز يعني أن ناسه يعيشون عن حقيقة هذا البؤس، وإلا لما صنف على رأس القائمة، وواضع المؤشر السنوي في هذا السياق هو استاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز الاميركية ستيف هانكي الذي استند في دراسته الى معدلات البطالة والتضخم ومعدل الاقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الأجمالي. 

ربما فات عن بال هانكي الإشارة إلى البؤس جراء الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة وانعكس على المواطن، وايضا الى تحلل الطبقة الوسطى والى فقدان القدرة الشرائية لدى المواطنين.

وفي المقابل، هناك من يعتبر أن هذه الدراسة فيها الكثير من المبالغة إذ أن مفرد البؤس يعني بالصورة المجردة ان الجميع يعيش هذه الحالة، في حين أن قسما من اللبنانيين لا تمتهم  بهذه الصفة أي صلة وفق ما يسجل في المطاعم والمقاهي وفورة "الاحتفالات" و"تفويل" سهرات، إلا إذا كان المقصود الشعب الكادح في بعض المناطق أو الذي اضطر إلى ترك منزله في الجنوب والنزوح بعدما دمرت ممتلكاته. 

عن أي قسم من البؤس،  تتحدث الدراسة التي تم إجراؤها،  فهل أن الصورة شمولية ؟

تقول الإخصائية في علم النفس العيادي سمر الخوري لوكالة "أخبار اليوم" أن هذه الدراسة انطلقت من المفهوم القائم عليها لجهة البطالة والتضخم وليس مطلوبا الإضاءة على فئة محددة، انما بالأجمال. وتشير إلى ان قسما من اللبنانيين بات معتادا على النمط الجديد من المعيشة، في حين ان القسم الآخر يحاول قهر "البؤس" ولا مانع لديه من الاستدانة للتمويه عن نفسه متناسيا عن قصد أو غير قصد الأولويات التي عليه العمل من أجلها، كمن ذاك الذي بعيش في منزل أقل من متواضع لكنه اشترك في باقات متنوعة للصحن اللاقط أو الـ satellite. 

وتؤكد الخوري أن  هناك دولا احتلت المراتب الأولى وفق الدراسة التي ذكر واضعها المعايير المعتمدة لكن ليس بالضرورة أن يكون مضمون البؤس كما يعلمه كثيرون هو صفة تلازم اللبنانيين وفي الوقت نفسه لا يمكن غض الطرف عن حالات إنسانية تعيش البؤس الحقيقي، بعضها تم تسليط الضوء عليها عبر الإعلام  وبعضها بقي خارج الضوء، في حين أن البؤس جرّ إلى حالات انتحار وطلاق وتشرد في لبنان، مؤكدة أن البؤس موجود في جميع أنحاء العالم، وفي الدول الغنية أيضا.

وتتوقف عند وضع العائلات الأكثر فقرا في بعض المناطق اللبنانية وتحديدا في الشمال، حيث حالات البؤس واضحة وهناك دراسات تؤكد ان نسب الفقر في منطقة طرابلس – على سبيل المثال- مرتفعة، وفي المقلب الآخر هناك عائلات ميسورة ومتمكنة لن يطرق البؤس بابها ابدا، في حين أن ما سمي بالطبقة الوسطى أصبح قريبا من الطبقة الفقيرة.

في المحصلة ، هناك بؤس ظاهر في لبنان وآخر بدأ يتكون ، اما الصورة الأخرى فيه،  فهي تلك التي تعيش نقيضه  بكل حالاته. وكي يتصدر  القائمة في هذا الشق بالذات يعني أن البلد  وعلى الرغم من انه منغمس في هذا النقيض فمشهد البؤس هو السائد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة