اللبناني... في الحقيقة على مدى 15 دقيقة وفي قلب الأوهام لأكثر من 23 ساعة يومياً... | أخبار اليوم

اللبناني... في الحقيقة على مدى 15 دقيقة وفي قلب الأوهام لأكثر من 23 ساعة يومياً...

انطون الفتى | الأربعاء 20 مارس 2024

لا أحد قادراً على تحمُّل مسؤولية انعكاسات التدمير على الساحة اللبنانية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

همساً، وبالتحذيرات السياسية والديبلوماسية المباشرة، تتلقى الحكومة اللبنانية إشارات حول إمكانية انزلاق الأوضاع العسكرية جنوباً نحو تصعيد كبير. وبموازاة ذلك، ننظر الى البلد وشعبه، لنجد أن وتيرة الحياة اليومية اعتيادية أو شبه اعتيادية بشكل عام، وكأن ما نمرّ به هو مرحلة طبيعية جدّاً.

 

أوهام...

فليس لدى الحكومة ومختلف مستويات السلطة في لبنان سوى توزيع مواعيد الزيارات والاستقبالات الدولية، بمعيّة توزيع الوعود على شكل أمنيات، والحديث عن غد أفضل، نفتقده منذ سنوات أصلاً.

وعلى المستوى الشعبي، يمضي الشعب اللبناني يومياته بالتمنّي، وتوقُّع الأفضل، وبفسحة الأمل فارغة المضمون، وبالفسحات اليومية التي تتقصّد رمي العقول في عدم "تشغيل الفكر"، من خلال بعض الشاشات المحليّة التي تُخبر المواطن اللبناني الحقيقة على مدى 15 أو 20 دقيقة في اليوم على أبْعَد تقدير، قبل أن ترميه في أوهام البهجة والسعادة وحبّ الحياة... لأكثر من 23 ساعة يومياً.

 

كوكب آخر

وأمام هذا الواقع، ألا يجدر تحضيرنا كشعب لبناني لكلّ أنواع الاحتمالات؟ ألا يحقّ لنا بفسحات من النقاشات اليومية التي تدرّبنا على الاحتمالات كافّة، وعلى الطُّرُق المُناسِبَة والخطوات الوقائية اللازمة للتعامل مع احتمالات الحرب، على قدر استطاعتنا وطاقتنا، وبالإمكانات التي لا تزال متوفّرة في البلد؟

فلا يجوز أن تقرع دول العالم كافّة طبول الحرب في لبنان من خلال تحذيراتها، فيما يمضي المواطن اللبناني أيامه وكأنه على كوكب آخر.

 

حرب مُكلِفَة

اعتبر مصدر مُتابع أن "ظروف اندلاع الحرب بعيدة من لبنان، مهما كثرت التحذيرات بشأنها، ومهما حاولت إسرائيل أن تجرّ الأمور الى مزيد من التصعيد. فهي هاجمت في البقاع، وقصفت على حدود صيدا، ولم تندلع الحرب. وحتى لو ضربت في الضاحية، فإن التصعيد العسكري من الجانب اللبناني ليس وارداً، منعاً لتأمين حجّة لحرب كبرى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اللبنانيين كافّة يدركون أن الحرب ستكون مُكلِفَة جدّاً. فضلاً عن أن لا أحد قادراً على تحمُّل مسؤولية الانعكاسات السلبية للتدمير على الساحة اللبنانية، تجاه الشعب اللبناني".

 

توعية...

واستبعد المصدر "القيام بأي خطوات وقائية استثنائية تحسّباً لاندلاع حرب على مستوى الداخل". وقال:"لا بدّ للشعب اللبناني من أن يقوم بواجباته على هذا الصعيد هو أيضاً، في أي حال".

وشرح:"حتى ولو أصبحت لدينا صفّارات إنذار مثلاً، توفّر التحذيرات في الوقت المُناسِب والسابق لحصول غارة، فإن ذلك لن يكون كافياً لوحده. فعلى سبيل المثال، إذا دوّت تلك الصفّارات، وخرج الناس من منازلهم لمشاهدة الطائرات الحربية، ولرؤية الغارات، وللتجمُّع في أماكن حصولها، فإن ذلك لن يفيدنا بشيء".

وختم:"صفّارات الإنذار، والتدريبات الشعبية، والإرشادات الوقائية اللازمة مهمّة طبعاً، ولكنها لا تشكّل أي فارق ملموس في غياب الوعي الذاتي، ولا يمكنها أن تكون بديلاً منه. فحالة الحرب، أو القصف، وحصول غارات يجب أن تحفّز على النزول الى الملاجىء، أو على الاحتماء في الأماكن الأكثر أماناً، لا على الخروج الى الخارج، والتجمُّع في مواقع الهجمات، وهذا أمر بديهي يحتاج الى وعي ذاتي قبل التوعية العامة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار