هدايا لعيد الأمهات... "تكسير أسعار" على الأقساط المدرسية و"زوّادة" مجّانية للطلاب! | أخبار اليوم

هدايا لعيد الأمهات... "تكسير أسعار" على الأقساط المدرسية و"زوّادة" مجّانية للطلاب!

انطون الفتى | الخميس 21 مارس 2024

ما هي المنفعة من مُعايَدَة لا تُفرِح الأم بل تساعد المدرسة في التسويق لنفسها؟

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يحلّ عيد الأم هذا العام وسط مزيد من الظروف المعيشية والحياتية الصّعبة، رغم أمنيات العام الفائت التي "تمنّت" أن يكون (العام) القادم (أي الحالي) أفضل على الأمهات والأهل عموماً.

وبين صُوَر، وفيديوهات، ومختلف أنواع مُعايدات عيد الأمهات، نركّز اهتمامنا على المدارس التي تُعايد الأم بالحفلات، التي هي مهمّة، ولفتة تكريمية جميلة، ولكن...

 

2000 - 2024

المعنى كلّه قد يكون كامناً في الـ "ولكن" هذه، إذ إن المُعايَدَة لا يجب أن تكون مضبوطة على ساعة المُعايِد حصراً، ولا بدّ لها من أن تأخذ الشخص المُكرَّم في الاعتبار، ولو بنسبة 0.1 في المئة.

وإذا اتّبعنا تلك القاعدة في ما يتعلّق بعيد الأمهات، وبالحفلات المدرسية المرتبطة به، نجد أنه لا بدّ من خطوات تكريمية مدرسية أخرى تجاه الأمّ، الى جانب حفلات الرّقص، والغناء، والعزف...

فبمعزل عن كلفة تلك الحفلات على الأهل في معظم المدارس، وما تحمّله لهم من أعباء، قد يكون مُفيداً تغيير النّظرة الى سُبُل التعييد اليوم، وعدم حصرها بما كانت عليه قبل 10 سنوات مثلاً، أو أكثر.

ففي عام 2010 مثلاً، كانت متطلّبات الأم مختلفة عن تلك التي كانت عليه في عام 2000، من ناحية الحاجة الى بعض أنواع الهدايا، وذلك تبعاً لظروف الحياة اليومية، وللضّرورات الحياتية والمعيشية المتفاوتة خلال السنوات العشر تلك.

وفي عام 2020، باتت حاجات الأم مختلفة عن تلك التي كانت عليه في عام 2010، إذ شكّل هذا العام (2020) بداية أولى للانهيار الاقتصادي والمالي الكبير، الذي غيّر في طبيعة متطلّبات الأم كثيراً بالمقارنة مع ما كانت عليه في عام 2015، أو حتى 2019، مثلاً.

وفي عام 2024، باتت حاجات الأم مختلفة عن تلك التي كانت عليه في عام 2020، وسط استقرار "غير يقيني" في سعر صرف دولار يتلاعب بين الأرقام الأخيرة السابقة لـ 90 ألف ليرة. وهو ما يجعل الهدية الواجب تقديمها للأم مختلفة عن تلك التي كان يمكن تقديمها لها في الأعوام السابقة أيضاً.

 

نشاط مدرسي

وأمام هذا الواقع، ما هي المنفعة من مُعايَدَة الأم في المدرسة بحفلة رقص وغناء وعزف... (لا نقول إن تلك الحفلات غير مهمّة، ولكن للكلام تتمّة في الأسطر اللاحقة)، كما لو كنّا في عام 2010، أو 2000، أو...، وبحفلات تكلّف الأم، والأب، وقد تمنعهما من تلبية حاجات أولادهما (خصوصاً بالنّسبة الى العائلات ذات الدّخل المحدود)؟

وما هي المنفعة من معايدة تحقّق للمدرسة نشاطاً تنشره على منصّاتها الخاصّة للتواصل الاجتماعي، ويساعدها في التسويق لنفسها في عيون باقي المدارس، أو الأهالي الذين يبحثون عن مدرسة (إذا كان أولادهم في صفوف الروضات) أو (يبحثون) عن مدرسة جديدة (إذا كانوا يرغبون بنقل أولادهم من مدرسة الى أخرى)، والذين قد ينخدعون بالنّشاطات ليحكموا إيجابياً على المدرسة، بينما لا تنفع تلك المُعايَدَة الأم وعائلتها بشيء على المستوى الشخصي، ولا حتى في يوم عيدها؟

 

حسومات

وهنا نقول، لمَ لا تُعايَد الأم مدرسيّاً في عيد الأمهات بحسومات على الأقساط المدرسية لأولادها مثلاً، ولو بنسبة مئوية غير كبيرة كثيراً؟

ولمَ لا تُعايَد الأم مدرسيّاً بحصص غذائية لأولادها، على مدى أسبوع واحد فقط مثلاً، لمناسبة عيد الأمهات، بما يخفّف عنها عناء تحضير السندويشات في الصباح الباكر، ويمنحها القدرة على الاستيقاظ صباحاً بشكل مرتاح أكثر، خلال هذا الأسبوع؟

هناك آلاف الطُّرُق التي يمكن اعتمادها لمُعايَدَة الأمهات في عام 2024. وهي أساليب أبْعَد وأهمّ من دعوتهنّ الى حفلات مدرسية باتت وسائل تخطّاها الزّمن نوعاً ما، إذا ما اعتُمِدَت حصراً.

وبمعزل عن الرّغبة بتطبيق أو بعَدَم تقبُّل ذلك، لألف سبب وسبب، يبقى القول إن من واجب من يرغب برسم البهجة على وجوه الآخرين بصدق، أن ينظر الى حاجاتهم أولاً، لا الى حاجاته هو حصراً، خصوصاً عندما نتحدّث عن إدارات مدارسنا العزيزة القادرة على فعل ولو القليل، ومهما أكثرت من إظهار العكس. فلا قيمة لهدية، أو لاحتفال... لا يُبهِجان سوى جهة واحدة، ولا يأخذان في الاعتبار حاجات الجهة المُكرَّمَة أبداً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار