أشخاص من "خارج الصّندوق" لتقديم نشرات الأخبار والبرامج اللبنانية... | أخبار اليوم

أشخاص من "خارج الصّندوق" لتقديم نشرات الأخبار والبرامج اللبنانية...

انطون الفتى | الجمعة 22 مارس 2024

جبور: هذا سيساعد على إخراجنا من مبدأ الشكل الى المضمون في كل شيء

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

متى توسّع وسائل الإعلام اللبنانية "المُحِبَّة للحياة" دائرة هذا الحبّ من بعض التقارير المسوِّقَة للسياحة، والرياضة، وبعض أنواع الاحتفالات... لتجعل منه أكثر انسجاماً مع الحياة اليومية، ومع كل فئات المجتمع؟

فحبّ الحياة لا يقتصر على بعض أنواع القطاعات والظروف، ولا على تقرير عن مريض يكافح هذا المرض أو ذاك... بل يستوجب دمج تلك الآلام في المجتمع، ليشعر بها الجميع أكثر، ولتتمكّن (تلك الآلام) من التعبير عن نفسها كما هي، وبالمساحة اليومية الكافية، وليس وفق بعض الحاجات.

 

متى؟

فعلى سبيل المثال، متى تنتقل التوعية حول خطورة التنمّر، وكافة أشكال وأنواع التمييز، الى إدخال الذين يُعانون من تلك الممارسات في صُلب الحياة اليومية للناس؟ ومتى ينتقل تقبُّل كل شرائح وفئات المجتمع، من بعض التقارير الإخبارية التي قد لا تتجاوز الدقيقة ونصف، الى تسليم تقديم نشرات الأخبار، ومختلف أنواع البرامج... الى أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة مثلاً، أو الى بعض أنواع المرضى الجسديين والنفسيين... الذين قد يُعانون من التنمُّر، والذين قد يمتلكون المؤهلات اللازمة للقيام بتلك الأعمال، والذين يكافحون يومياً بعلاجاتهم وبشتّى الأساليب، من أجل البقاء على قيد الحياة، والقول إنهم مخلوقات يحقّ لها بالحياة؟

 

لمس الواقع

أفلا يساهم ذلك بنشر ثقافة "حبّ الحياة"، بمساحات أوسع من بعض المواد حصراً؟ وأفلا يساهم ذلك ربما بالتخفيف من ثقافة النظر الى الشكل الخارجي بشكل مُفرِط، والحكم على الأمور بحسب الظّاهر فقط؟ وأفلا يساهم ذلك بملامسة مشاكل مختلف أنواع الشرائح الضعيفة من الداخل، ومحاولة إيجاد حلول لها على الصُّعُد القانونية والاقتصادية وربما السياسية... بالعُمق، بدلاً من الحديث عنها من بعيد؟

فلا أحد يُجيد التحضير لحلقة عن صعوبات انقطاع دواء مثلاً، أكثر من مريض يُعاني من تلك النّقطة، ويقلق على صحته بسببها؟ ولا أحد يمكنه أن يعبّر عن الاحتياجات الدقيقة للذين يعانون من مشاكل معيّنة، أكثر منهم هم أنفسهم. وهو ما يعني أن الاستعانة ببعض الخبرات في العمل الإعلامي "من خارج الصندوق"، أي من خارج عمليات التجميل، والماكياج، وتسريحات الشعر، واللّباس، وتدريبات الصوت، وخبرة التعامُل مع الكاميرات، والتنقُّل في الاستوديو...، قد يسمح بالتقاط نقاط يمكنها أن تغيب في أحيان كثيرة، بسبب حصر التركيز على ما سبق ذكره في العادة. فتلك الأمور مهمّة طبعاً، ولكن لا ضرر من توسيع بعض الدوائر الأخرى أحياناً، بحثاً عن مزيد من الحقائق، وعن النّجاح في لمس الواقع أكثر.

 

قيمة مُضافَة

أشار العضو المؤسّس في تجمُّع "إتّحاديون" جورج جبور الى أن "لا شيء يمنع أو يُعيق رؤية أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة مثلاً على الشاشات اللبنانية، إذا كانوا يمتلكون المؤهلات اللازمة، والكفاءة. ومن يعارض ذلك، هو شخص ضدّ مجرى الحياة".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لا بدّ لتلك الشريحة من أن يُركَّز عليها لتأخذ حقّها. كما لا بدّ من الحديث عن تلك الأمور أكثر. فهذا يمكنه أن يمنح الحياة الإعلامية قيمة مُضافَة طبعاً، خصوصاً أن التركيز المُعتَمَد في عالم الإعلام اليوم يتمحور حول الشكل أكثر فأكثر. وبالتالي، يُصبح التركيز هنا على المضمون أكثر، وهذا ما سيساعد على إخراجنا من مبدأ الشكل الى المضمون في كل شيء، بدءاً من الإعلام، وصولاً الى كل ما يتعلّق بالمجتمع، والسلوكيات، والحياة اليومية، وفي كل شيء".

وختم:"لا يزال لبنان بمركزه المهمّ من الناحية الإعلامية، ولكنه لم يَعُد وحيداً في هذا المجال على مستوى المنطقة. فهناك مؤسّسات إعلامية كبيرة موجودة فيها (المنطقة)، وهي قد تتخطى بإمكاناتها الطاقات المتوفّرة بلبنان، في بعض الأحيان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار