هل اقترب يوم تدمير إسرائيل بالسلاح الأميركي الذي حاربت به خلال العقود الماضية؟؟؟ | أخبار اليوم

هل اقترب يوم تدمير إسرائيل بالسلاح الأميركي الذي حاربت به خلال العقود الماضية؟؟؟

انطون الفتى | الأربعاء 27 مارس 2024

طبارة: نتنياهو يحاول كسر الولايات المتحدة الأميركية في علاقته معها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عمّا يمكنه أن يكون مُلزِماً أو غير مُلزِم لإسرائيل، سواء في الأمم المتحدة، أو على صعيد الضّغوط الأميركية والدولية التي تُمارَس على تل أبيب من أجل الإسراع في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والامتناع عن معركة رفح، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، وبذل جهود فعلية لحماية المدنيين، (بمعزل عن كل ذلك)، فإن الخلافات الأميركية - الإسرائيلية تبدو لافتة للنّظر جدّاً، إذ تُظهر مزاجاً أميركيّاً عاماً قوامه الضّجر والتّعب من إسرائيل، ومن دعمها غير المحدود والمُكلِف سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً.

 

بالسلاح الأميركي؟

فهل يشكّل الامتناع الأميركي عن استعمال حقّ "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي بشأن تصويت طالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة، بداية لمسار جديد من العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب مستقبلاً؟ وهل يشكّل احتمال انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لولاية جديدة بعد أشهر، تعميماً لمبدأ "أميركا للأميركيين أولاً" على إسرائيل أيضاً، وبداية جديدة له (ترامب) في السياسة تجاه تل أبيب، بما يخالف كل ما فعله خلال ولايته الأولى؟

وهل يتّفق الديموقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة الأميركية، بشكل تدريجي، على "فكّ ارتباط" كان سائداً بين الأميركيين والإسرائيليين خلال العقود الماضية؟ وهل اقترب اليوم الذي سيشهد فيه العالم قصف وتدمير إسرائيل بالسلاح الأميركي نفسه الذي شكّل الأداة الأولى للحروب الإسرائيلية خلال السنوات والعقود السابقة؟

 

عداء كبير؟

استبعد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "تصل الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل الى عداء كبير. فقد حصلت تباينات في الماضي بين (الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو وتطوّرت، فيما كان (الرئيس الحالي جو) بايدن نائباً للرئيس آنذاك، وذلك قبل أن تعود المياه الى مجاريها".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أميركا في سنة انتخابية حالياً. والامتناع الأميركي الأخير عن "الفيتو" في مجلس الأمن ينطلق من أسباب انتخابية لدى بايدن، لا سيّما بعدما رأى أن هناك رأياً عاماً من الأميركيين العرب، ومن المسلمين الأميركيين، ومن الشباب الأميركي التقدّمي الذين ينتمون الى الحزب الديموقراطي، والذين اقترعوا بـ "غير مُلتزم" في الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديموقراطي بدلاً من التصويت له (بايدن) في ولايات عدّة، بسبب دعمه المُطلَق لإسرائيل في حرب غزة. وبالتالي، يحاول بايدن الآن ترميم مصالحه مع الأميركيين اليهود من جهة، ومع الأميركيين المسلمين والتقدميّين، من جهة أخرى، لأسباب انتخابية. ولكنّه قد يخسرهم جميعاً، نظراً لكونه يلعب "على الحبلَيْن".

 

سنة انتخابية

وأشار طبارة الى أن "العصر الحالي هو عصر "تيك توك"، ومواقع التواصل الاجتماعي، وليس عصراً يعتمد على ما يصدر في الجرائد كما كان الحال في الماضي. وبالتالي، ما يبرز على مواقع التواصل في أميركا من أمور مُناهضة لنتنياهو وللحرب الإسرائيلية على غزة، ينعكس على الخلافات بين أميركا وإسرائيل الآن بسبب تلك الحرب".

وأضاف:"نتنياهو شخص مُتطلّب وعنيد، وهو يختلف عن رؤساء الحكومات السابقين في إسرائيل، إذ يحاول أن يكسر الولايات المتحدة الأميركية في علاقته معها، وقد فعل ذلك خلال فترة حكم أوباما بنسبة معيّنة. فهذه هي طريقته التي تشكّل سبباً إضافياً للخلافات. ولكن هل يوصل هذا الخلاف الى قطيعة خلال وقت قريب؟ لا أعتقد ذلك، ومهما وصلت التباينات الى حدود غير مسبوقة".

وتابع:"أيباك" وحدها تخصّص 100 مليون دولار من أجل الانتخابات الأميركية، بينما يمكن لجماعات أميركية أخرى أن تجمع مجتمعةً أقلّ من مليون دولار واحد للمعركة الانتخابية. وهذا ما يساهم بترك موازين القوى لصالح نتنياهو داخل أميركا في الوقت الحالي. وبالتالي، أعتقد أن المواجهة الحالية ستستمرّ من دون قطيعة، إذ لا مصلحة لدى بايدن بذلك خلال سنة انتخابية".

 

ترامب؟

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تكون الولاية الثانية لترامب، في ما لو أُعيد انتخابه في تشرين الثاني القادم، مختلفة تماماً عن الأولى، من ناحية احتمال انخفاض دعمه لإسرائيل، خصوصاً أن العالم كلّه يتغيّر، أجاب طبارة:"ترامب ليس رجل عقيدة. فهو رجل أعمال يحبّ الديموقراطيات غير الليبرالية، ورجل الـ "كل يوم بيومو"، إذ إن أكثر ما يهتمّ به في حياته هو استثماراته".

وأضاف:"من هذا المُنطَلَق، لا أحد يعلم كيف يمكن لترامب أن يتصرّف تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية إذا فاز بولاية جديدة بعد أشهر. والدليل على ذلك، هو أنه مقسوم الى قسمَيْن تجاه حرب غزة الآن، إذ إنه يريد استقطاب أصوات اليهود في أميركا، من دون أن يخسر أصوات الجهات الأميركية الأخرى. وهذا ما يجعله يبتعد عن التعليق بشكل كبير على الحرب بغزة في إطلالاته الإعلامية مؤخراً".

وختم:"مصالح ترامب الاقتصادية تتأثّر بصهره جاريد كوشنر أيضاً، الذي لديه مصالح كبيرة جداً مع السعودية بحسب ما يُنشَر عنه. وبما أن هذه هي الحالة، قد يبرز دور السعودية في قرارات ترامب خلال ولايته الثانية، سواء قرّرت (السعودية) السير بـ"اتّفاقات أبراهام"، أو اختيار منحى أكثر ابتعاداً عن إسرائيل، مقابل الدخول بصداقة أكبر مع إيران. فليس واضحاً منذ الآن اتّجاهات السعودية على تلك الصُّعُد مستقبلاً. وقد تؤثّر قراراتها على سياسات ترامب إذا فاز، نظراً لمصالحه الكثيرة معها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار