عن توزيع "تهاني" الصمود على الشعب الفلسطيني الذي يعاني بسبب الحرب... من بعيد... | أخبار اليوم

عن توزيع "تهاني" الصمود على الشعب الفلسطيني الذي يعاني بسبب الحرب... من بعيد...

انطون الفتى | الأربعاء 27 مارس 2024

نشهد لأول مرة مقاومة فلسطينية جدية باتّكال شبه كلّي على الذات

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

نعود الى عامة الناس، أي الى الفئة التي تحسب عدد القذائف والصواريخ والقنابل والغارات... بالساعات والدقائق والثواني في الحروب كافة، و(الفئة) التي تتلقّى الخسائر بأرزاقها وأرواحها، فيما يوزّع المسؤولون رسائل الدعم، والصمود، والتصدّي... عبر الشاشات، ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما "يتنعّم" الكثير منهم وعائلاتهم في الخارج، ويتفرّجون على المأساة من بعيد.

 

 

الى ما لا نهاية؟

والحال في قطاع غزة الآن لا يختلف عن تلك القاعدة كثيراً، إذ تزخر بعض الشاشات العربية بمنتقدي قيادات فلسطينية تتفرّج وعائلاتها على شعب غزة خلال وجودها في دول إقليمية، حيث تتابع يومياتها كالمعتاد، فيما تصعّد، وتصعّد، وتصعّد المواقف السياسية، موزّعة تهاني الصمود على الشعب "الغزّاوي" الذي يعاني من الحرب، والجوع، ونقص الحاجات الإنسانية.

فهل تبقى غزة في النهاية لبعض القيادات الفلسطينية مستقبلاً؟ وهل يمكن لبعض من يتمتّع بتاريخ نضالي معيّن خلال السنوات أو العقود الماضية، أن يستثمره الى ما لا نهاية، وبشكل مجاني؟

وهل يجوز لقيادات سياسية أو أمنية معيّنة أن تفاوض من أجل وقف إطلاق النار "عن بُعْد"، ومن الخارج فقط؟ وهل من قدرة على إحداث تغيير سياسي فلسطيني كبير يساهم في نقل المفاوضات من ضفّة الى أخرى، ويسرّع في التوصّل الى وقف لإطلاق النار؟

 

اتّكال على الذّات

رأى مصدر مُتابع أن "هناك العديد من القياديين الفلسطينيين الميدانيين الذين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي، أي انهم استمرّوا بالقتال داخل القطاع، وهو ما يعني أن المسؤولين والقياديين الذين يشاركون بالمفاوضات من الخارج ليسوا قادرين على احتكار كل المساعي والتحرّكات، ولا على التحكّم بمستقبل كل التفاصيل".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تهريب عدد من عائلات المسؤولين في فصائل فلسطينية مسلّحة الى دول أخرى في المنطقة قد يبدو طبيعياً، إذا أخذنا في الاعتبار إمكانية تعرّضهم للخطر".

وختم:"لا أحد ينكر مقاومة الفلسطينيين ولا مجهود المقاومة الفلسطينية، في حرب غزة الحالية. فتلك الحرب شكّلت تحوّلاً كبيراً في تاريخ الفلسطينيين، إذ أثبتوا أنهم يقاومون جدياً وبأصعب الظروف، من أجل وطنهم ومطالبهم، وحتى من دون الاتّكال على دعم عربي. فمنذ عام 1948، اتّكل الفلسطينيون على غيرهم لتحصيل حقوقهم، وتحديداً على القوى والدول العربية، فيما نشهد لأول مرة الآن مقاومة فلسطينية جدية باتّكال شبه كلّي على الذات".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار