مصدر دبلوماسي يكشف عبر "اخبار اليوم" عن معطيات خطيرة... مخاوف جدية من حرب واسعة
التحذيرات للبنان تتصاعد ملف رئاسة الجمهورية مؤجل الى امد غير معلوم
داود رمال – "اخبار اليوم"
تزداد الاجواء السياسية والامنية والعسكرية قتامة حول لبنان، ويبدو اننا دخلنا في العد العكسي السريع نحو مسارات لا مكان فيها للتسويات والحلول الوسط، لا ميدانيا ولا رئاسيا، وما حاول تجنبه حزب الله من خلال السعي بكل الوسائل لضبط ايقاع المواجهة جنوبا، يثبت يوما بعد آخر انه غير ممكن وان ادارة المعركة ليست بيده، وانه يفقد تدريجيا زمام المبادرة.
ما يكشفه مصدر دبلوماسي لوكالة "اخبار اليوم" خطير جدا، اذ يقول "ان كل ما المعلومات والمعطيات تفيد بأن حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ذاهبة الى توسيع الحرب على لبنان ومن دون سقوف ولا قواعد اشتباك، بدليل ان مسرح العمليات العسكرية ممتد من رأس الناقورة جنوبا الى العبدة والعريضة شمالا ومن البحر الى السلسلة الشرقية، لا بل اكثر من ذلك، ان من يطبق "وحدة الساحات" هو الاسرائيلي الذي جعل ساحة عملياته الحربية من الحدود العراقية السورية وصولا الى غزة مرورا بكل لبنان وسوريا، بينما المحور يتكل على مشاغلة حزب الله التي تكلفه اثمانا باهظة جدا بشريا وتسليحيا وعلى اليمن الذي بدل ان ينتهي من ازمته مع المملكة العربية السعودية دخل في أزمة عالمية جديدة حوّلت هذا البلد الذي كان يسمى سعيدا الى تعيس الى امد بعيد".
ويوضح المصدر ان "كل الرسائل الخارجية تقاطعت على ان ما ينتظر لبنان هو توسيع للحرب الاسرائيلية وليس دخولا في هدنة، وتم أبلاغ ذلك الى القيادات اللبنانية بمستواياتها السياسية والعسكرية والامنية، والاخطر الذي تم ابلاغه الى لبنان تمثل في الاتي:
اولا: اسرائيل قد تنفذ في أية لحظة موجة من القصف الجوي والصاروخي لالاف الاهداف في الداخل اللبناني، وهي قدمت نموذجا عن ذلك الاسبوع الماضي عندما استهدفت بموجات صاروخية وجوية منطقة القلمون والسلسلة الشرقية مستهدفة منصات صواريخ ومخازن ذخيرة على انواعها، وكان المشهد شبيهيا باليوم الاول من اجتياح العراق في العام 2003، ووفق المعطيات تم تدمير بنى تحتية اساسية لحزب الله، وهو ما دفع القياديين في حزب الله الى غزارة في الاطلالات والمواقف التي تهدد وتتوعد الاسرائيلي.
ثانيا: ان السعي الدولي والعربي هو لنزع الملف الفلسطيني كليا من يد ايران واية دولة اقليمية اخرى وحصره كليا في يد الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، انطلاقا من ثابتة ان المملكة التي يعود لها الاسبقية في مبادرة السلام العربية التي أقرّت في قمة بيروت العام 2002، والتي جددت في القمة الاخيرة التي استضافتها مبادرتها للسلام، لا يمكنها المضي بحل عادل للقضية الفلسطينية اذا لم يكن الملف كاملا بيدها اي بيد العرب، وهذا الامر كان من ابرز نقاط البحث في زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الى ايران، كون الضغوط تكبر على حماس، لا بل ان استضافة قيادتها السياسية في العواصم العربية صار في خطر.
ثالثا: ان ملف رئاسة الجمهورية في لبنان مؤجل الى امد غير معلوم، وربما ينقضي العام الحالي بلا رئيس، وكل التطورات التي تشهدها المنطقة ومآلات الحرب في غزة وعلى الجبهة اللبنانية، ستجعل من حزب الله في موقع العامل على تقليل الخسائر، ومن المحسوم انه لن يستطيع ان يفرض رئيسا للجمهورية، وكل ما قيل وكتب عن الانفتاح الخليجي على الحزب ربطا بزيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الى ابوظبي لا يمت الى الحقيقة بصلة، لان الامور مختلفة كليا عن كل ما تم تداوله، وبالتالي اي انفتاح خليجي لن يكون انفتاحا على جهة انما على الدولة، والايام القادمة ستثبت حقيقة هذا التوجه".
ويلفت المصدر الى ان "آخر الرسائل التحذيرية للبنان هي تلك التي حملتها رئيسة الوزراء الايطالية جورجينا ميلوني، اذ كانت واضحة في وجوب مسارعة لبنان الى وقف كل العمليات الحربية المنطلقة منه، حتى يصار الى اعادة تحريك ملف تطبيق القرار الدولي 1701".
أخبار اليوم