هل ترد إيران مباشرةً على مقتل زاهدي أمّ ستترك الأمر للحزب؟
بنك اهداف محدد بالاسماء لدى اسرائيل التي ضمنت اسلحة من واشنطن
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
في تصعيدٍ يُعتبر الأخطر من نوعه منذ بدء عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الأول، انتهكت اسرائيل كل الخطوط الحمر وضربت محور الممانعة في عمق الاراضي السورية، بحيث شنت غارة على القنصلية الايرانية في دمشق، ودمرت مبناها بالكامل، ليتبين لاحقاً انّ المستهدف هو قائد "فيلق القدس" في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي، الامر الذي يسبب بطبيعة الحال احراجاً لطهران، على اعتبار انّ القنصلية هي ارض ايرانيّة، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هل سترد الاخيرة مباشرة بالمثل عبر ضرب اراضٍ اسرائيلية، ام سيتوكل "حزب الله" في لبنان كونه يُعد اقوى اذرعتها، بالتالي يمكنه ان يعيد لها الهيبة بعد الضربة القاسية التي تلقتها امس، ويبعث برسالة تهديد حازمة الى "تل ابيب"؟
في وقتٍ لا تتوانى إيران عن تحريك وكلائها في المنطقة، وهذه المرة قد يكون الحزب، لإيصال رسالة بأن الدفع باتجاه حرب ضدها مغامرة لن تكون محمودة العواقب، ويشير مراقبون عسكريون، الى انّ ايران تستطيع توجيه ضربات مؤلمة للداخل الاسرائيلي بأيادٍ غير ايرانية، لتوجيه رسالة مفادها انّها الرقم الصعب، ولا يُمكن إخراجها من المعادلة، كما انها تملك آليات مثل "حزب الله" وغيره من وكلائها لِتجعل المنطقة في وضع مُقلق، لا سيما انّ بمقدورها راهناً تغيير آليات المواجهة ومعادلة الصراع وخلق قلق وترقب، لكنّ نجاحها يستدعي حالة حرب عسكرية، ما زالت غير متوقعة حتى في ضوء استمرار عمليات الاستهداف بين وقت وآخر، كون ذلك ضمن مقتضيات المواجهة النفسية الاميركية - الايرانية، علماً ان واشنطن نكرت ارتباطها او علمها على الاقل بضرب القنصلية الايرانية، لكن العملية تندرج كجزء من الضغوط التي تستعملها بين الحين والآخر لتؤثر على ادارة المشهد الدولي، في ظل المحادثات غير المباشرة بينها وبين طهران، لجرّها الى طاولة مفاوضات خاليّة من المطبات.
ومن جهة أُخرى، فإنّ اسرائيل اخذت زخماً اكبر وبدأت تتجرأ اكثر على فرض معادلات جديدة، ليس في لبنان وحسب، بل في سوريا أيضاً، بعد ضمانها الحصول على الاسلحة من واشنطن، لذا هي ماضية بمخططاتها بدعم اميركي، وتعمل بموجب بنك اهداف محددة وبالاسماء، فهي تستهدف قصداً رجالات الارتباط والتنسيق بين الحزب وفيلق القدس وحركة حماس، بحيث اغتالت صالح العاروري في عرين الحزب (الضاحية)، ثم قضت على خمسة من وحدة النخبة التابعة لفرقة الرضوان من ضمنهم عباس رعد، وهو نجل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، كما تم اغتيال قائد قوات الرضوان وسام الطويل، إضافة إلى أسماء اخرى في مواقع قيادية ضمن محور وحدة الساحات.
أخبار اليوم